Friday 20th September,200210949العددالجمعة 13 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رياض الفكر رياض الفكر
سرقة.. في حمل الجنازة!!
سلمان بن محمد العُمري

الوفاة وما يرافقها من لحظات وأحداث من الأمور الحاسمة في حياة البشر، وبكل الثقافات، ومختلف الديانات، والإسلام الحنيف قد رتب الأمور المحيطة بحالة الموت والجنائز بالشكل الذي أراده رب العباد احتراماً للموقف، واستذكاراً للعبر، وتحقيقاً للفائدة لعموم المجتمع، بحيث أن الكثيرين يعلنون التوبة في أمثال هذه الظروف، والبعض تتغير سلوكياته نحو الأفضل، والكل بطبيعة الحال يأخذ الموقف بالشكل الذي تفرضه هيبة الأمر.
منذ مدة وفي إحدى الحالات التي أدعو الله أن تكون استثناءً في هذا البلد، وبعد انتهاء الصلاة نادى الإمام للصلاة على الجنائز، وحذر بنفس الوقت ليس من أهوال يوم القيامة، وليس من عقاب البعد عن الله، وليس من النوازل التي تحل بالمرء المؤمن والامتحانات التي تصيبه، وإنما من السرقة..!!
يا سبحانه الله سرقة وجنازة، أصابني العجب، وقلت في نفسي: الأمر ما دام الشيخ نطقه بالتأكيد حصل حالات سابقة كي ينبه لذلك، وبالطبع حاولت أن أفكر بالأمر فلم أجد له تفسيراً حتى انتهى أمر الصلاة وأمر الجنازة، وفي البيت عدت لأفكر، ما هذا العقل أو الفكر الذي يفكر أن يأمر الجسد لتمتد اليد لتسرق من أخ مسلم في وقت هو من أصعب الأوقات وأقساها في حياة الإنسان؟!، من هو ذلك الإنسان الذي تسول له نفسه الأمارة بالسوء: ذلك؟، هل هناك منظمة (مافيا) توجه أفرادها لاستغلال هذه الظروف؟، لأنه يصعب على فرد مهما كان شريراً أن تأتيه فكرة كهذه!!
حيرتي لم أجد لها جواباً ووجدت شفاء غليلي في أن أكتب هذه السطور، أولاً موضحاً لصورة من أبشع الصور التي يرتكبها البشر، وثانياً منبهاً لأمثال هؤلاء اللصوص، وثالثاً داعياً الله أن يلهمهم التوبة النصوح من أفعالهم، ورابعاً متمنياً على من يعنيه الأمر أن يدرس هذه الظاهرة وأبعادها، وإن أمكن متابعة من عرف بسوابقه في هذا المجال لتحليل نفسياتهم والوصول للعلاج الناجح لهم الذي يعيدهم لجادة الصواب ويحمي المجتمع من شرورهم.
بالطبع لن أفاجئكم لأقول لكم إن أحد الأصدقاء قد تعرض للسرقة في ظرف مماثل، ففي أمثال تلك الظروف كما يقول صاحبي: عادة لا أفكر حتى بحمل النقود في جيبي، أما ساعتي فهي ساعة عادية جدا ولا تستحق السرقة، وجوالي ليس بمطمع، ولكن للذين يحملون في جيوبهم الغالي والنفيس لابد لهم من أخذ الحذر، حتى ولو كانوا في صلاة الجنازة، والله المستعان.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved