Friday 20th September,200210949العددالجمعة 13 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

( الجزيرة ) تناقشها مع عدد من المختصين: ( الجزيرة ) تناقشها مع عدد من المختصين:
تخصيص أوقاف ثابتة للمؤسسات الإسلامية!!

* الجزيرة خاص:
يمثل الوقف رافدا مهما في المجتمع المسلم، وقد حققت الأوقاف على مر التاريخ نجاحات كبيرة في المجتمعات الإسلامية، وبما أن المؤسسات والهيئات الاسلامية تعاني من قلة الموارد المالية، وتقوم غالبيتها على التبرعات والهبات من الدول والأفراد.
فإن (الجزيرة) تطرح فكرة إيجاد اوقاف للمؤسسات الإسلامية لتتمكن من مواصلة مسيرتها الخيرة، وبما يكفل لها ريعاً ثابتاً لسد احتياجاتها أمام متغيرات الحياة في العصر الحاضر.
وقداستضافت (الجزيرة) ثلاثة من العاملين في الحقل الاسلامي، ليتحدثوا عن أهمية ذلك، وكيفية تنفيذه وتفعيله. وفيما يلي نص المشاركات:
صدقة جارية للمسلمين
وقد استهل الحديث الرئيس العام لجماعة انصار السنة المحمدية بمصر الشيخ محمد صفوت نورالدين الذي اوضح ان الوقف في شرع الله إنما يكون صدقة جارية للمسلمين في مصالح دينهم ودنياهم ويكون أجراً مستمرا للواقف فذلك شرع الله الذي عمل به المسلمون والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم ولا يزال العمل به الى اليوم، وإن حاجات المسلمين تزداد يوما بعد يوم ولا بد لهم من المال الذي ينفق في مصالح دينهم بإقامة المساجد والمدارس والإنفاق على طلبة العلم وطباعة المصاحف والكتب التي يحتاجها المسلمون ورد العدوان عن ثغورهم وكشف الشبهات والأباطيل عن دينهم، لذا كان من الضروري حث المسلمين والأقرباء منهم على وجه الخصوص لعمل الأوقاف التي تعين علي مواصلة الدعوة إلى الله تعالى.
وقال: وإذا كان المسلمون في بلاد الغربة يحتاجون لحماية دينهم والرد على شبهات المغرضين فإن ذلك يحتاج الى استخدام الوسائل المختلفة والأجهزة العلمية والمخترعات الحديثة لتطوير الدعوة الى الله وإيصال كلمة الله وإسماعها لكل إنسان على وجه الأرض حماية للمسلمين وتوضيحا لأمر دينهم وردا للشبهات، والمسلم محتاج الى الأجور وهذا باب واسع من أبواب الفضل الذي لا يغلق بالموت وإنما يبقى الفضل فيه مفتوحا يدر الحسنات على صاحبه فلا يختم على ثواب عمله بموته فليسرع كل مسلم راغب في ثواب ما عند الله تعالى، مبينا أن من صور الوقف إقامة المساجد والمدارس الإسلامية والمكتبات والمؤسسات التي تجمع المسلمين في بلاد الغربة فتحميهم من الانجراف في تيار المفاسد العاتية والتي يقضي المسلم وأبناؤه وقتا طويلا فيه فلا يخالط الكافرين ولا يتأثر بأخلاقهم.
ريادة العمل الخيري
ودعا المسلمين وأهل الغنى واليسار منهم الى المسارعة في الوقف الخيري لاستمرار الدعوة إلى الله في كل بقاع الأرض خاصة بلاد الأقليات، سائلا الله أن يكلل الجهود بالنجاح والفلاح وأن يوفق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة وأن يوفق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين ونوابه ووزراءه والمحسنين من أبنائه وأبناء بلده المبارك أن يوفقهم لكل خير وأن يسدد خطاهم وأن يجمع بهم شمل المسلمين في كل بقاع الأرض
ومن جهته، بين الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد للشؤون الاسلامية المكلف ان الوقف ثمرة من ثمار الحضارة الاسلامية حيث وجد وتبلورت صورته وانماطه واحكامه القانونية والاجتماعية في ظل هذه الحضارة الخالدة وان الناظر إلى التراث الفقهي الضخم في أحكام الوقف في كتب الفقه الاسلامي عبر العصور يدرك ان وراء هذه الحركة العلمية وهذا الميراث الكبير وقائع واحداثاً وصوراً على ارض الواقع انتجت هذا التراث العلمي العظيم وأدت اليه ما يؤكد ان المجتمعات الإسلامية على مر العصور استطاعت ان تستثمر الوقف وتوظفه توظيفا صحيحا في سبيل حركة الحياة وإعمار الأرض وبناء الحضارة الانسانية وفق سنن الله في الارض، ولقد عرفت المجتمعات الاسلامية في مختلف انحاء الارض وفي كل الأزمنة آثار الوقف الايجابية فاستفادت منه وحافظت عليه.
واستعرض سعادته بعض آثار الوقف على المجتمعات الاسلامية فقال: إن آثارها تكمن في استمرار حركة الاعمار والبناء الحضاري، واستمرارية عمل المشاريع ذات النفع العام كالمدارس والمساجد والمستشفيات والطرق والجسور والإنارة وطباعة الكتب وتعليم العلم، وبالإضافة لتحقيق المنفعة لعموم المجتمع فان بعض الاوقاف تخص فئة أو فئات محددة قد لا تستطيع دون هذه الاوقاف تحقيق مصالح ومنافع او دفع مضار معينة مما يجعلها فئات ايجابية في المجتمع ويلغي هوة الفروقات بين افراد المجتمع، وتخفف العبء عن كاهل الدولة في مشاركة الاوقاف في المشاريع ذات النفع العام، وفتح مجالات عديدة للاستثمار مما يعني إيجاد فرص اكثر للقوى العاملة في المجتمع المسلم وحل مشكلة البطالة، وخلق فرص جديدة للتنمية، ودعم الإبداع الفكري والحضاري، وتؤدي الأوقاف الى ترابط الاسرة والمجتمع فهي من وسائل البر والصلة وهي صورة من صور الرحمة والود والتعاطف بين أفراد المجتمع المسلم، ويعتبر الوقف صدقة جارية ينتفع بها الواقف في حياته ويتصل بها عمله بعد وفاته كما انه من السنن الحسنة والدلالة على الخير، وللوقف رسالة كبيرة في نشر الدعوة الى الله في الداخل والخارج من خلال تعيين الدعاة والأئمة وتعليمهم وطباعة الكتب وغير ذلك من وسائل الدعوة، وكذلك في الاستفادة منه في إدارة تشغيل وصيانة المراكز الاسلامية والمساجد ودور العلم لضمان استمرار عملها وأدائها لرسالتها، وقدمت المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا أروع الأمثلة في هذا الجانب، ولعل أقرب مثال هو ما تناقلته وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية عن وقف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في أوغندا المخصص ريعه للجامعة الاسلامية، وهناك الأمثلة في هذا المجال كثيرة وكبيرة.
التكافل الاجتماعي في الإسلام
أما الدكتور سعيد بن حارب المهيري نائب رئيس جامعة الإمارات، فيوضح ان الوقف صورة من صور التحضر الاجتماعي التي عرفها المسلمون منذ نشأة الإسلام فمن خلاله تبرز صورة التكافل الاجتماعي في الاسلام، وقد اعتنى الفقهاء والباحثون المسلمون وغيرهم بالوقف عناية فائقة فحددوا أحكامه ونظامه وفقا لما في الشريعة الاسلامية الغراء، وضمت المكتبة العربية والاسلامية مئات الكتب والمؤلفات حول الوقف مما يشير إلى أهميته وضرورته،
وكان للوقف أثر واضح في دعم الموارد المالية للمجتمعات الإسلامية، كما كان له أثر كذلك في حياتهم اليومية من خلال تسخير الوقف لرعاية الأيتام والفقراء وطلاب العلم وإنشاء المساجد والمستشفيات والرباطات، وغيرها من المشروعات التي يحتاجها المجتمع.
وقال: لقد تأثرت بعض المجتمعات الغربية الحديثة بالنموذج الإسلامي للوقف فقاموا بإنشاء المؤسسات التعليمية والصحية التي تعتمد في مصادرها على الوقف، مما ينقله من خصوصيته الإسلامية إلى عالمية الفكرة، انطلاقا من عالمية الإسلام، ولهذه الأهمية فإن إحياء سنة الوقف يعتبر ضرورة للمجتمعات الإسلامية لتحقيق اهداف عدة منها: إبراز تكامل المسلمين وتعاونهم، وتخفيف الدور عن مؤسسات الدولة الرسمية التي يناط بها القيام بالمشروعات الخدمية، وتحقيق رسالة الاسلام في عالميته وانتشاره، خاصة لدى الأقليات والجاليات الإسلامية في غير بلاد المسلمين،
وهذا يحتاج إلى ابراز أهمية الوقف والتعريف به من خلال المؤتمرات والملتقيات والندوات، وكذلك نشر الكتب والدراسات والمقالات وإنشاء المراكز التي تعنى بالوقف بصفة خاصة وتتعاون في ذلك مع المؤسسات الرسمية ومع الميسورين من المسلمين حتى يكون لهم إسهام واضح في إحياء هذه السنة المباركة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved