* عمان - خاص ب«الجزيرة»:
شجب معالي وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في الاردن
الدكتور أحمد هليل الحملات المغرضة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية من الاعلام الغربي، مرجعاً ذلك الى الدور الريادي والمتميز للمملكة العربية السعودية على مختلف الاصعدة ولاسيما الاسلامية.
واعتبر معالي الدكتور أحمد هليل ان المستهدف من هذه الحملات ليس المملكة في حد ذاتها وانما هو استهداف للنيل من الاسلام، والنيل من هذا الدين، والتشكيك في هذه الصورة الوضاءة المشرقة، مبرزاً ان الاسلام هو دين الرحمة، ودين التسامح، ودين يحترم الرسالات يحترم اصحاب الديانات.
يحترم جميع الناس بغض النظر عن دياناتهم، واوطانهم، يتعامل معهم تعاملا سويا وواضحا في منهجه، فالشريعة الاسلامية لها اسسها، ولها ضوابطها الواضحة والجليلة.
د. أحمد هليل
وقال معاليه في حديثه ل «الجزيرة» ان الاسلام دين الله - عز وجل - الذي يجمع ولا يفرق ويؤلف بين القلوب ولا يباعدها، وهو الدين الذي من شأنه ان يحقق العدل للناس جميعاً ويتعامل مع الناس بروح التسامح وينظر اليهم جميعاً بدائرة الرحمة والاشفاق عليهم كافة، والاسلام يتعامل مع الناس جميعاً لانه دين للبشرية جميعاً، وهو دين يحقق العدالة والتسامح ويحقق الراحة بين الناس جميعاً ولا يلتفت الى قضية الدين او اللون او الجنس او العرف فليس فيه ما يسمى بالتمييز العنصري او الاقليمي وليس فيه عنصرية او اقليمية او طائفية «ليس منا من دعا الى عصبية ولا من مات على عصبية
ولا من قاتل على عصبية»، الاسلام هو الذي جمع سلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي الى ابي بكر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم -.
ومضى معاليه قائلاً: لقد رفع الاسلام سلمان الفارسي وقد وضع الاشراك قدر ابي لهب، اذا الاسلام يتعامل مع الناس جميعاً بهذه السوية ايمان ان كمسلم لا يكفر اذا لم يؤمن بالكتب السماوية كما انزلها الله عز وجل بالانبياء جميعاً الذين ارسلهم الله - عز وجل - قال تعالى:{قٍلً آمّنَّا بٌاللَّهٌ وّّمّا أٍٍنزٌلّ عّلّيًنّا وّّمّّا أٍنزٌلّ عّلّى" إبًرّاهٌيمّ وّإسًمّّاعٌيلّ وّإسًحّاقّ وّيّعًقٍوبّ وّالأّّسًبّاطٌ وّمّا أٍوتٌيّ مٍوسّى" وّعٌيسّى" وّالنَّبٌيٍَونّ مٌن رَّبٌَهٌمً..} وكذلك في آخر سورة البقرة قال تعالى:{آمّّنّ الرَّسٍولٍ بٌمّا أٍنزٌلّ إلّيًهٌ مٌن رَّبٌَهٌ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ كٍلَِ آمّنّ بٌاللَّهٌ وّمّلائٌكّتٌهٌ وّكٍتٍبٌهٌ وّرٍسٍلٌهٌ لا نٍفّرٌَقٍ بّيًنّ أّحّدُ مٌَن رٍَسٍلٌهٌ وّقّالٍوا سّمٌعًنّا وّأّطّعًنّا غٍفًرّانّكّ رّبَّنّا وّإلّيًكّ پًمّصٌيرٍ } اذن لا تمييز، ولا تفريق فالإسلام ليس لديه قضية التفريق، الاسلام ليس لديه قضية التطرف او الارهاب الذي يعتدي على حق الانسان او على نفسه او على ماله تحقيق العدالة الاجتماعية مطلب اسلامي بالنسبة الى هذا المسلم.
(8)إنَّمّا نٍطًعٌمٍكٍمً لٌوّجًهٌ اللّهٌ لا نٍرٌيدٍ مٌنكٍمً جّزّاءْ وّلا شٍكٍورْا} .
واعرب معالي الوزير الاردني عن الاسف ان الحملة الظالمة التي تستهدف التشكيك والتشويه بصورة الاسلام هي التي تعطي مجالاً لبعض المتقولين على هذا الدين، ولبعض الجهلة من المسلمين الذين يمارسون هذا الفهم للاسف، وقال: اما صورة الاسلام الحقيقية الناصعة هذه هي الصورة التي تحقق العدل، ليس عندنا في ديننا او اسلامنا ما يسمى بالتطرف او ما يسمى بالارهاب مطلقاً، انما نحن دعاة الحق، وايضاً طلاب حق، لا نريد ان نمارس الايذاء او الاعتداء على غيرنا من البشر، ومن الناس.
وفي سياق آخر، نوه الوزير الاردني بالادوار الرائدة والمتميزة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في حقول العمل الاسلامي، وفي حقول الدعوة الاسلامية سواء كانت في داخل المملكة او في خارجها، سواء في العالم الاسلامي او العالم اجمع ايضاً من خلال رعاية الاقليات الاسلامية، واقامة المراكز الاسلامية والمساجد، ورعاية طلاب العلم، ومن خلال نشر الدعاة في هذه المراكز والمساجد والمؤسسات.
وواصل معاليه قائلاً: كما تقوم المملكة بهذا الدور الريادي والمتميز في الحرص على نوعية الوعاظ ونوعية الدعاة، والمرشدين، وكذلك فيما يتعلق بالتعليم الديني المتميز في هذه البلاد - حرسها الله - ايضاً الطلبة الذين نلاحظ الاهتمام الكبير بحفظهم لكتاب الله - عز وجل - ورعاية الدور والمراكز الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم، ورعاية النشء، فكل هذه الاعمال المباركة تبين الدور الريادي والمتميز للمملكة.
وتناول الوزير الاردني في حديثه العلاقات القائمة بين السعودية والاردن والزيارات المتبادلة بين وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية في البلدين الشقيقين مشيراً في هذا الصدد الى زيارته الشهر الماضي للمملكة، وكذلك زيارة معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ للاردن.
وفي هذا السياق نوه الدكتور احمد هليل بالعلاقات المتميزة والصلات العميقة الوثيقة التي تربط البلدين الشقيقين قيادة وحكومة وشعباً، وقال ان الزيارات متبادلة بيننا من اجل التشاور والتباحث فيما يهم وزارتينا في شؤون الدعوة، والعمل الاسلامي وتنمية مجالات الوقف الاسلامي.
واضاف قائلاً ان هناك جوانب متعددة لتوثيق العلاقات الاخوية من خلال توحيد المواقف في المؤتمرات واللقاءات والندوات وكذلك التشاور في آليات تنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمرات وزراء الاوقاف، مشيراً إلى انه قبل بضعة اشهر عقد مؤتمر وزراء الاوقاف السابع في كوالالمبور بماليزيا وكان لي الشرف بالمشاركة فيه وكان للمملكة العربية السعودية دور مميز وواضح من خلال صاحب المعالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد حيث تشاورنا في آليات تنفيذ بنود ما اتفق عليه، وكذا قرارات وتوصيات هذا المؤتمر.
وفي رده على سؤال حول الاهداف والنتائج التي تحققت لصالح العمل الاسلامي، والوقف الاسلامي جراء تواصل اجتماعات وزراء الاوقاف والشؤون الاسلامية على مدار السنوات الماضية اشاد الدكتور احمد هليل بثمار مؤتمرات وزراء الاوقاف بشكل عام، ومؤتمر الاوقاف الاخير الذي عقد في ماليزيا كوالالمبور بشكل خاص، وقال لقد شعرنا بأن الآليات العملية التنفيذية بدأت من خلال تنمية شؤون الوقف الاسلامي من خلال المحفظة الاسلامية التي تم الاتفاق عليها لتنظيم شؤون الزكاة في العالم الاسلامي من خلال توضيح صورة الاسلام السمح الحقيقي للمسلم في كل مكان وازالة ما من شأنه ان يثار عليه من الشبه والاتهامات سواء كانت في اطار التطرف او الارهاب، وان الاسلام بريء من كل ذلك وان الاسلام هو دين التسامح والمحبة والرأفة والعدل والاخاء الانساني بوجه عام.واوضح انه تم الاتفاق كذلك على تنفيذ آليات عملية لشؤون الدعوة الاسلامية في الاقليات الاسلامية ورعاية هذه الاقليات الاسلامية الموجودة في بعض الدول غير المسلمة، كذلك هناك بعض الابحاث والموضوعات التي تم تبنيها من اجل نشر هذه الابحاث وتوزيعها على الدول الاعضاء.
من جهة اخرى نوه الوزير الاردني بالملتقيات والمنتديات الاسلامية السنوية التي تنظمها المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف في كثير من دول العالم التي يوجد بها اقليات وجاليات اسلامية لمناقشة قضايا ومشكلات الاقليات والجاليات الاسلامية ووضع الحلول المناسبة لها.
وقال ان تنظيم هذه الملتقيات والمؤتمرات له اهمية بالغة خاصة في ظل الظروف والمعطيات والمستجدات على الساحة الدولية والعربية والاسلامية،
وانا اسجل كل الشكر والتقدير، وجزيل العرفان، وعظيم الامتنان لدور المملكة العربية السعودية من خلال توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذه الملتقيات التي تخدم قضايا الاسلام وترعى شؤون المسلمين وتهتم بشكل خاص بالاقليات الاسلامية وظروفها واوضاعها التي هي بحاجة الى المزيد من العناية والرعاية لهذه الاقليات.
واستطرد قائلاً: وفي الواقع انا ارى وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد تقوم بدور كبير ومهم جداً سواء كان في اطار العمل الاسلامي للدول العربية او العمل الاسلامي ضمن الدول الاسلامية بوجه عام او ضمن اطار رعاية هذه الاقليات الاسلامية من خلال اوجه متعددة ليس من خلال هذه الملتقيات او الندوات او المؤتمرات وانما ايضاً في مجالات نشر الدعوة الاسلامية، ونشر الدعاة الاسلاميين، وكذلك الحرص على طباعة وتوزيع الكتب الاسلامية، وطباعة القرآن الكريم وترجمة معانيه الى عدة لغات وتوزيعه في بقاع الدنيا واصقاع الارض وتقديم الصورة الاسلامية السمحة.
وفي هذا السياق، اشاد الدكتور احمد هليل بمعالي الوزير صالح آل الشيخ في التركيز على موضوع نوعية الدعاة المتميزين، ونوعية الداعية الحكيم الذي يدرك طبيعة الاسلام ويعرف كيف يبلغ رسالة الله - عز وجل - بالحكمة والموعظة الحسنة وهذا هو المحور الاساسي وهو الاهم في ديننا واسلامنا الذي هو دين للبشرية جميعاً قال تعالى :{وّمّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ} كما قال تعالى:{قٍلً يّا أّيٍَهّا النّاسٍ إنٌَي رّسٍولٍ اللّهٌ إلّيًكٍمً ..} .
وقال: ومن هنا اعتقد ان دور هذه الوزارة دور رائد ومتميز بفضل الله - عز وجل - ثم بفضل الجهد الطيب المبارك والرعاية الكريمة لصاحب المعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ.
وفي ختام حديثه قال الوزير الاردني: في ظل هذا الخضم الكبير لهذا الوضع على الساحة الدولية وما يعانيه العالم الاسلامي، اوجه رجالات الاعلام ودعاة الاسلام الى ان يكونوا عوامل بناء لا هدم، وعوامل توحيد لا عوامل تفريق، وان يبحثوا عن القواسم المشتركة التي تجمع الامة وتؤلف بينها وتوحد بين صفوفها، وألا ينساقوا وراء حملات تشكيك وتضليل وتشويه تستهدف اولاً وقبل كل شيء هوية هذه الامة التي اراد الله عز وجل ان تكون على منهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها الا هالك، مشيداً في الختام بدور المملكة في رعاية المقدسات الاسلامية التي نجد في كل يوم جديداً من الرعاية والعناية والحرص والاهتمام للمحافظة عليها والاهتمام بها.
|