* القاهرة - مكتب «الجزيرة- طارق محيي:
كثرت الأحاديث حول تورط قناة الجزيرة القطرية في اعتقال ابن الشيبة في مدينة كراتشي الباكستانية مؤخراً وتزايدت معها الشكوك في صلات قناة الجزيرة بأجهزة مخابراتية خاصة وأن اعتقال ابن الشيبة جاء بعد أيام قليلة من اذاعة شريط تضمن صوته أكد فيه ما توصلت إليه نتائج التحقيقات والاستخبارات الأمريكية حيث ذكر أسماء ال 19 شخصاً منفذي الهجوم وكيفية تنفيذ الهجمات.
وقد أبرزت الصحف المصرية عبر عدد من مقالات كبار كتابها تورط قناة الجزيرة والاتهامات الموجهة إليها وصلاتها المشكوك فيها وفي مقالة بصحيفة الأهرام تناول الكاتب صلاح منتصر ما جاء في الفيلم الوثائقي الذي تضمن صوت المتحدث دون أن تظهر صورته وكتب على الشاشة اسم «رمزي الشيبة» وتحت الاسم منسق عملية 11 سبتمبر إضافة إلى التصوير داخل البنوك ومدارس الطيران الأمريكية وهو يؤكد أن الفيلم قد تم تصويره بتدخل مباشر أو غير مباشر من جهة مخابراتية وهذا يرجح أنباء تورط الجزيرة في التعاون مع المخابرات الباكستانية والأمريكية CIA .
وأسفر عن اعتقال ابن الشيبة بعد أيام قليلة من اذاعة الشريط وأكد منتصر أن ما رواه الشيبة في شريطه وهو يحكي كيف تم الاعداد لعملية 11 سبتمبر منذ عامين وكيف توصلوا أخيراً الى ضرب مركز التجارة العالمي والبنتاجون، ولم يختلف عما توصلت إليه نتائج التحقيقات الفيدرالية الأمريكية من أن 19 شاباً هم الذين جاءت اسماؤهم وتوزيعهم على الطائرات ومراحل إعدادهم ومقار إقامتهم في المدن حتى وصولهم الى أمريكا وتدريبهم في مدارس الطيران حتى تنفيذ العملية وأن هذا الشريط بما يحتويه من اعتراف صريح لابن الشيبة بأنهم نفذوا الهجوم يؤكد بالدليل القاطع تورط القاعدة في هجمات 11 سبتمبر والتي أدت إلى انهيار برجي التجارة في نيويورك وجاء هذا الدليل والإثبات على تورط القاعدة وابن لادن في الوقت الذي يجتهد فيه عدد من الكتاب والمفكرين الغربيين لحل لغز الهجوم وكشف الغموض الذي يدور حول منفذيه أو الجهة التي قامت به.
وأعرب منتصر عن بالغ دهشته حينما وصف الشيبة الذي كان يتحدث من أفغانستان أو باكستان والذي ظل طوال فترة الاعداد والتنسيق وتنفيذ الهجوم على الأرض بعيداً عن مسرح الأحداث لأن السلطات الأمريكية رفضت منحه تأشيرة دخول لأراضيها كان الشيبة قد وصف كيف أن أحد أفراد منفذي العملية تمكن من ذبح رجل الأمن الأمريكي الذي كان على متن الطائرة.. سأل كيف علم الشيبة بذلك والطائرة قد دمرت تماماً ولم يبق منها شيء حتى الحطام ضاع وسط الانقاض وهذا يزيد من الشكوك والغموض حول معرفة ابن الشيبة لهذه الواقعة وهو مايرجح وقوع الشريط في ايدي مخابراتية ذكية حققت ما تريد وهو القبض على ابن الشيبة بعد اعترافه الكامل بالادلة القاطعة على أن تنظيم القاعدة بقيادة ابن لادن نفذوا هجمات 11 سبتمبر.
أخطاء متكررة
ومن جانبه تناول الكاتب صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة المصرية أخطاء قناة الجزيرة منذ وقوع هجمات 11 سبتمبر حيث أوضح أن اذاعة الجزيرة للبيانات التي أصدرها «بن لادن» و «أيمن الظواهري» و «سليمان أبو الغيث» في أعقاب بدء الضربة العسكرية الأمريكية لأفغانستان يعد خطأ مهنيا جسيما وقعت فيه الجزيرة، لأنها اذاعت هذه الشرائط دون أي تعقيب أو محاولة للتوضيح فالجانب المهني يتطلب عدم إذاعة مثل هذه الشرائط دون تعليق خاصة في قناة تفخر بأنها حرة وتعكس الرأي والرأي الآخر، وتلتزم بالحياد والتقاليد المهنية ولكنها لم تفعل ما تدعيه وتبنت وجهة نظر بن لادن ورفاقه.
وأضاف عيسى أن أخطاء الجزيرة تتكرر كثيرا فقد أذاعت شريطا يتضمن وصية «أحمد الغامدي» أحد أفراد المجموعة التي قامت بتنفيذ هجمات سبتمبر في وقت شديد الصعوبة في عز علمية السور الواقي، وقد أغضب هذا الشريط وتوقيت اذاعته الكثير من السياسيين والمفكرين والإعلاميين لأنه أعطى فرصة ذهبية لشارون ليحول جرائمه ضد الفلسطينيين إلى محاربة للإرهاب خاصة وأن الغامدي كان يرتدي الكوفية الفلسطينية الشهيرة عندما ألقى بيانه وربط بين تنفيذ العملية وبين ما يحدث في فلسطين.
وواصل عيسى سرد أخطاء قناة الجزيرة تلك الأخطاء الجمة التي ترتكبها تلك القناة يوماً بعد يوم ولا أحد يعرف ما هي الأهداف الحقيقية وراء ارتكابها تلك الأخطاء وقد ربط بين اذاعة الجزيرة الأربعاء الماضي وشريط صوت دون صورة لابن الشيبة وذكر فيه الأدلة على قيام القاعدة بتنفيذ الهجوم وهذا ما زاد الشكوك حول علاقة الجزيرة باعتقال ابن الشيبة؟ وتساءل عيسى عن الأهداف التي تبغيها الجزيرة من وراء بث تلك الاشرطة التي تحتوي على بيانات لأفراد وتنظيم القاعدة فهل هي تخدم القواعد المهنية أم أنها تخدم المصالح العربية والإسلامية؟.
وأجاب بالطبع لا، لأن كثيرا من الكتاب والمفكرين أجمعوا على أن ما تبثه قناة الجزيرة يعد خطأ جسيماً من الناحية المهنية وأيضاً لا يخدم من قريب أو بعيد المصالح العربية والإسلامية لانها ببث تلك الشرائط تلصق تهمة الإرهاب بالأمة الإسلامية وتثبت أن المجتمع الإسلامي مجتمع يفرخ إرهابيين، يعادون الحضارة الغربية وهذا ليس صحيحاً.. ومن ناحية أخرى تسعى جميع وسائل الإعلام العربية لتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام والمسلمين وتصحيح ما تشوهه تلك القناة التي لا تبالي في أعمالها بانتمائها العربي والإسلامي.
ازدياد الشكوك
أما محمد البحيري الكاتب بجريدة القاهرة فأوضح أن اعتقال ابن الشيبة بعد أيام قليلة من لقائه الأخير مع قناة الجزيرة القطرية زاد الشكوك حول مدى تورطها الكامل في اعتقال ابن الشيبة مقابل المكافأة المالية التي اعلنتها المباحث الفيدرالية الأمريكية وهي 25 مليون دولار ثمناً لرأس رمزي الشيبة أو لمن يساعد على إلقاء القبض عليه وهذا ما فعلته قناة الجزيرة في تعاونها مع المخابرات الباكستانية والأمريكية لمعرفة مكان تواجد ابن الشيبة وعدد من تنظيم القاعدة.
وأوضح البحيري أن الأمر لم يتوقف عند حد توجيه الاتهام لقناة الجزيرة بتعاونها مع المخابرات الباكستانية والأمريكية وتسهيل مهامهم في اعتقال ابن الشيبة أو ارشادهم عن مكان تواجده، بل وصل إلى حد التحريض العلني بقتل الصحفي الخاص بقناة الجزيرة والذي كان قد سجل اللقاء مع ابن الشيبة في أفغانستان أو باكستان مؤكدا أن ما زاد الشكوك كثيرا وجعل أصابع الاتهام تثار أولاً إلى قناة الجزيرة تلك الاتهامات السابقة التي وجهت إليها بتعاونها مع أجهزة أمنية أمريكية وإسرائيلية .
|