Thursday 19th September,200210948العددالخميس 12 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

16/7/1388هـ 8/10/1968م العدد 215 16/7/1388هـ 8/10/1968م العدد 215
مع القافلة
بقلم: عثمان التويجري

روسيا وأربع دول في حلف وارسو يبتون أمرهم بليل وتحتل جيوشهم أراضي دولة مستقلة شيوعية فكراً وعقيدة وتجثم بجيوشها في المدن والقرى والحدود وتحاصر الدور الرسمية وتعطل الحركة وتخنق الحريات وتنزع السلطة من أهلها وتزهق الأرواح وتدوس الذين يخالفون أمرها من جنودها بالدبابات وترهب الآمنين وتنشر الرعب وتخيم سحب الموت فوق سماء «تشيكوسلوفاكيا» بلا مبرر وبدون سابق انذار.
روسيا أكبر دول المعسكر الشيوعي وأربع دول من حلفائها يمثلون أقذر وأبشع أنواع البغي والعدوان ويدوسون كرامة وشرف واستقلال دول هيئة الأمم البالغ عددهم مائة وعشرين دولة ويضربون بجميع القوانين التي وقعوا عليها بمحض رغبتهم عرض الحائط.
هذه هي الشيوعية التي تنادي بالسلام وتدعو للتعايش السلمي وتدعي مناصرة الشعوب المستعمرة تفرض على حلفائها وأبناء عقيدتها المبادئ بالحديد والنار وتعرض السلام العالمي للخطر والعالم للهلاك.
.. وفي فيتنام تدور رحى حرب ضروس والضمير العالمي يتفرج.. والغرب، وأمريكا، والشيوعية العالمية يشتركون في اقامة دويلة البغي والعصابات على أرض فلسطين العربية ويتآمرون معها على ابادة العرب وهدم الاسلام ويمدونها بالمال والسلاح والتأييد ويقفون في وجوه دعاة السلام وأنصار العدالة ويبيعون ضمائرهم ويصبحون عبيداً للصهيونية العالمية التي يمارس مجرمو الحرب في فلسطين أشنع نازية عرفها التاريخ.. وكشمير الذبيحة تترك للوثنية كبش فداء.. والمسلمون في اريتريا والحبشة وقبرص وطاشقند.. وفي كل مكان يفرض عليهم الظلم والموت وخنق الحريات والسلب والاضطهاد والشيوعية. وأمريكا والغرب ودول عدم الانحياز مع الدول الاشتراكية العربية جميعهم يربطهم هدف واحد هو ذبح المسلمين واضطهادهم وهدم الإسلام وممارسة شريعة الغاب.. كل هذا يمثله زعماء وأنصار البغي والعدوان في الوقت الذي نسمعهم يدعون إلى السلام ويدعون مناصرة الشعوب المستعمرة ولكن جميع دعاواهم للتضليل وللصيد في الماء العكر.
فهل آن للمسلمين في جميع أنحاء الدنيا البالغ عددهم سبعمائة مليون والذين تجمعهم عقيدة واحدة وأرض متقاربة لا تفصلها القارات ولا تختلف فيها المحيطات والذين لهم من الإمكانيات والثروات ما يمكنهم من القيام بالاصلاح ونشر العدل الذي نادى به كتابهم ودعا إليه نبيهم وهم يشكلون بعددهم ثلث العالم؟.. هل آن لهم ان يتفهموا دعوة التضامن الإسلامي التي نادى بها المصلحون من المسلمين وعلى رأسهم جلالة الملك فيصل؟.. وهل آن لهم ان يفقهوا ما دعا إليه فخامة الرئيس أيوب خان في باكستان المسلمة الأبية..؟
وهل آن لهم ان يعلموا ان الإسلام دين البشرية وهو الذي أنقذ الناس وأخرجهم من الظلمات إلى النور في العهود المظلمة؟.. وهو بأمر الله إذا اعتنقه المسلمون بصدق ونفذوا أوامره ووقر الإيمان في قلوبهم هو وحده الذي سينقذ البشرية اليوم في عهد الجاهلية المادية.. جاهلية الغرب والشرق في القرن العشرين.
إننا نأمل من المسلمين كل خير للبشر في محنة الناس في يومنا هذا.. ونخص منهم ملوكهم وقادتهم وزعماءهم ورؤساءهم وعلماءهم ورجال الفكر والسياسة بصرف النظر عن المرتدين من العرب الذين أصبحوا لا يرجى لهم شفاء من أمراضهم إلا بمعجزة سماوية ولطف إلهي.
والله غالب على أمره والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved