Thursday 19th September,200210948العددالخميس 12 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رأي رأي
تطوير الفكر كفيل بتطويرالمستوى الفني للمحترفين
محمد الذايدي

لقد أفرزت الفترة القليلة الفارطة مدى الانفلات الحاصل ومن لاعبين دوليين ومحترفين سواء داخل معسكرات المنتخب أو الأندية ومن لاعبين يعوَّل عليهم أن يكونوا في يوم من الأيام ركائز أساسية في خارطة المنتخب وأنديتهم فذاك لا يعرف قيمة نجوميته مرة تجده يتشاجر مع أحد الجماهير المنافسة لفريقه بعد مباراة انهزم فيها فريقه ويقوم بتكسير سيارة هذا المشجع غير مستوعب للمكانة والنجومية التي وصل إليها وتصل هذه القضية إلى أروقة المحكمة للنظر في الدعوة المقدمة من هذا المشجع ومرة يمزح مع زميل دولي له في معسكر المنتخب ويكسر احدى أصابعه ويحرمه من المشاركة مع المنتخب بسبب هذا المزاح «المزعوم» وغير الطبيعي وحين يعود هذا اللاعب من المشاركة مع المنتخب الوطني في المونديال يلتحق بفريق الحارة ضارباً بالأنظمة والتعليمات عرض الحائط واخر هذا الخروج عن النص ما حدث له في الرياض في تهمة تخجل النفس من ذكرها وبدل أن يلقى جزاءه يتم «طمطمة» الموضوع والآخر يكرر سقوطه وعدم انضباطه على الطريقة «العنترية» ففي مرة حين كان يلعب مباراة مع فريقه قارياً خارج الحدود ويمثل الوطن فيها يطلب منه مدربه الخروج من الملعب ودخول زميل آخر له «وذلك لأمور تكتيكية وفنية» يرفض الخروج من الملعب عاصياً أوامر مديره الفني والإداري في منظر مخزٍ ومقزز ولا يليق بلاعب يفترض أنه لاعب محترف ودولي لا يمثل نفسه أو فريقه في هذه المباراة فقط بل يمثل الوطن هذا تصرف ليس له ما يبرره ولا ينم عن فكر لاعب محترف ودولي وآخر هذا العصيان والتمرد والخروج عن النص خروجه من المعسكر «زعلان» في الليلة التي تسبق المباراة النهائية على بطولة السوبر الآسيوية وكأنه يلعب لفريق الحارة وليس لفريق محترف اسمه الهلال ويمثل في هذه المباراة الوطن وفي بطولة على المستوى الآسيوي.
إن هذين النموذجين للاعبين محترفين ودوليين بعض من مواقف كثيرة حصلت من لاعبين كثر ومشاكل مختلفة من لاعبين مختلفين منهم الدولي ومنهم غير الدولي ولكن كلهم يتفقون في أنهم محترفون. ان مثل هذا الموقف وغيره الكثير من المواقف الأخرى بقدر ما أحزن وأخاف الكثير من المتابعين على مستقبل كرة القدم السعودية ونظام الاحتراف من مثل هذه النوعية غير المنضبطة من لاعبين يعتبرون صغاراً في السن نسبياً ومحترفين إلا أنها أوضحت بجلاء كم هم وغيرهم من اللاعبين المحترفين بحاجة إلى محاضرات وندوات تُلقى على اللاعبين المحترفين تُعرِّفهم ما معنى أن تكون لاعباً محترفاً ونجماً ومرتبطاً بعقد احتراف مع النادي الذي تمثله وحبذا أن يكون هؤلاء المحاضرون إما من الاتحاد الدولي أو من الاتحاد الأوروبي ومن أساتذة ومحاضرين متخصصين من الجامعات السعودية.
ان تثقيف اللاعبين فكرياً وتعليمهم معنى الاحتراف وما معنى أن تكون لاعبا محترفا وما هي هذه الوظيفة التي تمارسها وتأخذ أجرا مقابلها وما هي متطلباتها يعادل إن لم يتفوق على تدريبهم الميداني أولاً في كيفية احترام لوائح أنديتهم واتحاداتهم التي ينتمون إليها وثانياً احترام قرارات مدربيهم والانصياع لما يطلب منهم سواء من مدربيهم أو إدارة أنديتهم وأيضاً احترام زملائهم في النادي والمنتخب.
إن هذا الجانب النظري عامل مهم جداً في تطوير فكر اللاعب كي يستوعب حجمه ووضعه وما وصل إليه وما يفترض أن يصل إليه مستقبلاً من أجل أن يسعى لتطوير نفسه والمحاولة للرفع من مستواه الفني من أجل مستقبله الفني والمادي.. انني والكثير من المتابعين لا نذكر أن هناك محاضرات وندوات ألقيت على اللاعبين في هذا الخصوص لذا نأمل ونتأمل أن يحدث مثل ذلك فاللاعب هو العامود الفقري وهو المعني بكل ما يخص الخطوات التطويرية التي استحدثت من قبل وستستحدث مستقبلاً فيجب أن نركز على تثقيف اللاعبين المحترفين فكرياً حتى يستطيعوا أن يستوعبوا ما سيتم استحداثه ويطبقوه التطبيق الصحيح حتى يلاقي النجاح المنتظر فالمشكلة دائماً وأبداً ليست في النظام بل في من يتعامل مع النظام.
رابطو الحزام وقاطعو الإشارة واللاعبون المحترفون!
سوف نورد مثلا بسيطا نعيشه بصفة يومية بخصوص النظام ومن يطبق النظام لنوضح أن إدارة المرور شددت على مرتكبي وقاطعي الاشارة وتطبق عليهم أشد العقوبات المتاحة والموجودة في نظام العقوبات ولكن هناك من يقطع الاشارة معرضاً حياته والآخرين للخطر وغير محترم للأنظمة فهل الخطأ والمشكلة هنا في النظام؟ النظام وضع وأعلن ولكن هناك من يخرقه لقصور فكري وعدم فهم الهدف الذي وضع من أجله هذا النظام والعقوبات المترتبة على من يخرقه أو المتهور ونتذكر جيداً أنه بعد الحملة التوعوية «حتى لا تروح الروح» انخفضت نسبة قاطعي الاشارة وكثرت نسبة رابطي الحزام وانعكس الوضع وأصبحت الأكثرية هم من يربط الحزام وليس العكس كما كان سابقاً والسبب تثقيف السائقين.
إذن المشكلة في من يطبق النظام وليس في النظام الذي نرجو ونتمنى ان نرى مثل هذه المحاضرات والندوات التثقيفية تلقى على اللاعبين المحترفين لتعريفهم ما هو المطلوب منهم وما الذي يجب أن يكون عليه اللاعب النجم والمحترف سواء داخل معسكرات النادي أو المنتخب في التمارين الرسمية أوخارج أوقات الدوام الرسمي من تنظيم للوقت من حيث عدم السهر والتنظيم في الأكل والحضور والانصراف واحترام اللوائح والأنظمة والقرارات والاستعداد النفسي والبدني لتأدية هذا العمل بكل جدية واحترام لكل ما يطلب منه الخ..
على الطاير
* من أمن العقوبة.. تتجسد هذه المقولة بكل معانيها على اللاعب الدولي محمد نور فهي ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة «وان غداً لناظره قريب» إلى متى وغض الطرف مستمر على تصرفات هذا اللاعب!
خاتمة:


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved