إذا كانت إدارات الأندية ومعها الإعلام والجماهير الرياضية مطالبة كلها بدعم التحكيم بغية انتشاله من «وكسته» التي وضع فيها، باعتبارها جهات مؤثرة في نجاحه أو فشله، فتلك مطالب وجيهة ومشروعة .. وكلنا نحث عليها ونطالب بتجسيدها عمليا .. ولا سيما أن التحكيم أحد أهم العناصر التي إما أن تساهم بقوة وفاعلية في دفع عجلة الارتقاء بالشأن الرياضي إلى الأمام .. وإما الانحدار به إلى أسفل سافلين.
** وهذا الموسم تحديدا .. ومع انطلاقة أولى مسابقاتنا الكروية «بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد رحمه الله تحت 23 سنة» تم الدفع بمجموعة لا بأس بها من العناصر التحكيمية الجديدة إلى الساحة بحثا عن فرص البروز وإثبات الوجود .. هذا الطموح والسعي إلى تحقيقه يتطلب الكثير من العمل سواء من قبل اللجنة، أو من قبل تلك العناصر نفسها قبل مطالبة أي جهة أخرى بدعمها ومساندتها.
** فأي جهة مطالبة باتخاذ أية خطوات مساعدة أو داعمة لأي جهة أو عناصر أخرى .. لا بد أن تلمس أن ثمة ما يغري ويشجع على اتخاذ مثل تلك الخطوات من قبل المعني بالأمر.
** ومن المعلوم أنها انقضت «ست» جولات، وربما «سبع» من مسابقة الأمير فيصل، تخللتها مجموعة من اللقاءات التنافسية والهامة التي قام بإدارتها بعض العناصر التحكيمية المستجدة .. والتي اتضح من خلالها عدم ظهور أية بوادر تشجع أو تغري بالتفاؤل .
** فقد شاهدنا بعض تلك العناصر التحكيمية وهي تحرص على تطبيق «قناعات» ذاتية متوارثة ترتكز على مفهوم «عليك بأخف الضررين»، أكثر من حرصها على تطبيق القانون .. وإن حدث وتم تطبيق بعضها فإن ذلك لا يتم بالتساوي .. فما يطبق بحق اللاعب زيد من فريق «ب» لا يطبق بحق اللاعب عبيد من فريق «س»؟!.
** لقد شاهدنا جزائيات محتسبة رغم ما يحوم حولها من شكوك وشاهدنا حالات أخرى أكثر وضوحاً، وأقرب إلى استحقاقات الجزائيات ومع ذلك تتم المبادرة إلى معاقبة المهاجم «؟!».
** كما شاهدنا انتقائية «عجيبة» في احتساب الأخطاء، وفي منح وتوزيع البطاقات الملونة ..
مما يعني أن العناصر التحكيمية المستجدة تعاني حقيقة من ترسبات وتبعات إرث مواسم سابقة .. وخاصة تجاه أندية معينة، كانت وما تزال ضحية حملات إعلامية مركزة وضعتها تحت مطرقة قسوة التحكيم باستمرار إلى حد سلبها الكثير من حقوقها.. .
** وهذا بطبيعة الحال لن يخدم المصلحة العامة .. بل سيزيد من حالات عدم الشعور بالتفاؤل بمستقبل أفضل في ظل هذا التعدد والتباين في مكاييل تطبيق اللوائح بين الفرق واللاعبين «؟!».
** وما لم يتخلص الحكام بكافة فئاتهم ومستوياتهم وأعمارهم من عقدة الخوف من هجوم صوير أو عوير .. وبالتالي عدم الرضوخ أو الالتفات لأي هجوم يهدف إلى تحقيق بعض المكاسب من وراء ذلك الهجوم كما حدث في الماضي..
والا فإن العلة ستظل قائمة .. وما لم تعمل اللجنة نفسها على انتزاع الترسبات والقناعات الفاسدة من مفاهيم حكامها، والمتمثلة بتسخير القرارات داخل الملعب تبعا لقوة صوت هذا الفريق أو ذاك، وعلى مدى ما يحدثه من ضجيج، وإلا فإن القادم لن يكون أفضل.
** ساعدوا اللجنة وحكامها بالإشارة إلى الأخطاء دون انفعالات أو انفلاتات، ودون تجريح أو طعن في الذمم .. وعلى اللجنة وحكامها مساعدة نفسها، ومساعدة القوانين لتكسب الانقياء، وإجبارهم على الوقوف إلى جانبها ضد الأدعياء .. وضد هواة مبدأ «اضرب واصرخ».
إيضاح
* للأعزاء الذين تساءلوا عن احتجاب الزاوية للأسبوع الماضي .. للمعلومية، هي لم تحتجب كلية وإنما احتجبت في بعض الطبعات .. أما السبب فلا أعلمه
شكرا لكل من استفسر.
|