Thursday 19th September,200210948العددالخميس 12 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

صالح اقترح من ناحية إنسانية وأنت من رفاهية وهمية!! صالح اقترح من ناحية إنسانية وأنت من رفاهية وهمية!!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
صفحة عزيزتي الجزيرة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على تعقيب الأخ محمد بن خنين علي في العدد 10939 بتاريخ 3 رجب 1423هـ على مقال الأخ صالح العنزي والذي نادى فيه بإنشاء أندية في المدارس لممارسة بعض الأنشطة المحلية والترفيهية والاطلاع والقراءة أثناء وقت الفراغ، وحقيقة عجبت من تعقيب الأخ محمد على المقال وبدا لي وكأنه هداه الله ينتظر شيئا عن المعلمين ليشن حرباً شعواء على الأخ صالح خاصة والمعلمين بصفة عامة، ولو عدنا لمقالة الأخ صالح لوجدناها ترتكز على العلاقات الإنسانية بين الناس وأهمية توطيدها في إطار الشريعة الإسلامية مما يساهم في تقريب الناس من بعضهم بينما كان موضوع الأخ محمد يرتكز على الرفاهية التي يدعي أن المعلم ينعم بها وهو الذي يعمل أربع ساعات فقط ويستلم مرتبا ضخما يحسده عليه الآخرون.
إن تعقيبي سيكون من مبدأ أنني معلم أمضيت في هذه المهنة سبعة وعشرين عاماً وأعلم مدى معاناة المعلم وما يجده سواء من بعض الطلبة ومن بعض أولياء الأمور ومن بعض المسؤولين في الوزارة نفسها أو إدارة التعليم والذي استشهد بأحدهم الأخ محمد وسيكون تعقيبي تفنيدا لما يظنه الأخ محمد من رفاهية يعيشها المعلم:
أولا: المعلم يعمل خمس ساعات على الأقل وهؤلاء معلمو المرحلة الابتدائية بينما معلمو المرحلة المتوسطة والثانوية يمتد عملهم إلى ست ساعات وهي ساعات ليس فيها راحة كما يتصور الأخ الفاضل بل إن حصص الفراغ التي يذكرها الأخ محمد يقضيها أغلب المعلمين في التصحيح أو التحضير لليوم التالي هذا بالإضافة إلى أن الفسح لا تتجاوز مدتها عشرين دقيقة فهل هذه تعتبر رفاهية؟؟؟
ثانيا: المعلم مطالب بالحضور قبل بدء الدرس الأول بنصف ساعة أي الساعة السادسة والنصف صباحا وليس له الحق بمغادرة المدرسة حتى لو كان لديه حصة فراغ وهي قليلة ويكون خروجه في الساعة الواحدة ظهرا بعد أداء صلاة الظهر جماعة داخل المدرسة حتى أن إدارة التعليم قد أصدرت تعميماً على المدارس بمنطقة الرياض ينص على عدم مراجعة المعلم للإدارة أثناء الدوام الرسمي وهذا يعني بقاءه بين جدران المدرسة إلا في حالات نادرة تتعلق بأمور طارئة قد يمر بها الإنسان كالمرض أو خلافه وخروجه يعتمد على مدى تفهم مدير المدرسة لوضع المعلم ولا يخرج إلا بعد تأمين دروسه عن طريق زملائه بحيث لا يترك الطلاب بدون معلم.
ثالثا: الساعات التي تقول عنها قليلة وهي تخالف نظام وزارة الخدمة المدنية التي ينص نظامها على أن العمل يجب أن يكون لمدة سبع ساعات هي ساعات عمل متواصلة لا يستطيع المعلم أن يهدرها في قراءة جريدة أو تناول الإفطار خارج المدرسة أو حتى داخلها «يمنع الإفطار الجماعي داخل المدارس بناء على التعاميم الرسمية!!!»، وهذا يدل على الفارق بين عمل أربع أو خمس ساعات عمل متواصلة وتنقل بين الفصول وبين سبع ساعات يقضيها بعض الموظفين الحكوميين في الأحاديث الجانبية وتصريف المواطن إلى المراجع!!!! وتناول الإفطار خارج المبنى أو في غرفة خاصة غير شرب الشاي وربما مررت بمثل هذا الموقف عند مراجعتك لإحدى الدوائر الحكومية، فالسبع ساعات التي تتكلم عنها كم يتم إنجاز المعاملات خلالها؟؟؟ إن الدقيقة محسوبة على المعلم وضياعها يعني ضياع وقت ثمين ومهم على الطالب الذي هو محور العملية التعليمية، ثم إن المعلم مطالب بعدم الجلوس أثناء الحصة والويل والثبور لو صادف وجود موجه في ذلك اليوم ووجد المعلم جالسا على الكرسي!!! فأين الراحة والرفاهية؟؟؟.
رابعا: هناك الكثير من المشاكل التي يواجهها المعلم سواء من قبل الطلبة وأنت بالتأكيد اطلعت على بعض ما جرى لبعض المعلمين من اعتداءات جسدية أو تهشيم سياراتهم ومدى ما يعانيه من إهمال بعض أولياء الأمور لأبنائهم وعدم متابعتهم، إلى جانب أن المعلم معرض للإصابة بالأمراض المعدية التي تنتقل إليه من الطلبة المرضى.
خامسا: لن أطيل أكثر فلا يزال هنالك الكثير ولكن نعود للمحور الأساسي الذي تفضلت به وكأن ما طالب به الأخ محمد شيئا يخالف الشرع والعادات نعم إننا نطالب بأندية للمعلمين داخل المدارس والفائدة لن تكون للمعلم لوحده بل ستنعكس على الطالب والعملية التعليمية ككل، إن قضاء خمس وأربعين دقيقة في الترفيه وممارسة أي نشاط رياضي أو علمي له الدور الكبير في بث روح الحيوية والنشاط في روح وجسد المعلم إلا إذا كان الترفيه البريء أصبح عيبا فهذا شيء آخر.
عزيزي الأخ محمد قبل أن تظن أن المعلم يعيش رفاهية لا يعيشها غيره اسأل أحد أصدقائك أو أقاربك ممن هم يعملون في مجال التعليم وستسمع بنفسك الإجابة الشافية، نعم حكومتنا الرشيدة حماها الله وفرت لنا الكثير لنا جميعا وليس المعلم لوحده ولكن هل نظرت أنت إلى ما تقوم به حكومتنا بمنظار إيجابي؟؟ لا أعتقد ذلك. إنني أدعو لك بالهداية وأن تتمعن في ما يكتب ويكون ردك منطقيا لا أن تأخذ جانبا واحدا وتسل قلمك على كاتبه وتكتب فيما لا تعلم.
ختاما شكري وتقديري لكل من عرف مدى ما يقوم به المعلم وأعطاه تقديره المعنوي وشكره على ذلك رغم أن المعلم لا ينتظر الشكر من أحد نظير ما يقوم به من واجب نحو أبنائه وأدائه للأمانة التي أوكلت إليه.

المعلم/ فهد بن راشد الجوير المدرسة التذكارية الابتدائية بالرياض

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved