* الرياض - فهد الديدب:
بصوت يملؤه الحزن.. ونظرات مكسورة ترفض كل انواع الشفقة يقبع شاب «ثلاثيني» اسمه ياسر منذ عامين في حي السويلة غرب حي المصانع في مدينة الرياض.. حيث يسكن في «عبارة» احد الطرق السريعة الموحشة في الشتاء وفي المزارع القريبة من الحي في الصيف.. ويتغذى على بقايا النفايات التي تمثل له مصدر الحياة الوحيد.. لاسيما وانه لا يقبل بسهولة الهبات والمساعدات الانسانية التي تقدم له من المتعاطفين مع وضعه المأساوي..
وبعد صمت طويل ونظرات يملؤها اليأس.. تحدث للجزيرة قائلا: انا اسمي ياسر وكل ما اعرفه ان والدي متوف منذ سنوات ولا اذكر اي شيء عن طفولتي ولا اعرف ان كنت متزوجا .. فقد وجدت نفسي هنا ولا ادري كيف اتيت لهذا المكان.
وبعد الحاح متواصل.. قال لا اريد احدا.. ولا اريد ان اسمع احدا. ورفض تناول الغداء الذي احضرناه له قبل ان نشاركه يقول محمد القحطاني احد سكان الحي: بقدر اشفاقي وتعاطفي الكبير مع هذا الانسان «مجهول الهوية» الا ان شعورا اكيدا يساورني بأن هذا الشاب يحمل في نفسه لغزا كبيرا لا يريد افشاءه.. ويحاول بكل الوسائل ان يتجنب الحديث عن اهله ووضعه الحالي حتى لا يكشف سره وغموضه.. ويبدي القحطاني تأمله من مشاهدة «ياسر» في المساء وهو يأكل من النفايات وعن تعامله.. يقول لم اشاهده يوما يؤذي احدا او يبدر منه اي تصرف مشين بل على العكس تماما فهو مهذب ولطيف في تعامله وهادىء في طباعه.. ولا يحمل اي نزعة خطيرة.
ويضيف احمد السليمان صاحب احد المحلات التجارية المجاورة للموقع بقوله: لقد ارهقني التفكير في هذا الشاب الذي يمثل بالنسبة لي مأساة حقيقية لا تنتهي.. فهو هادىء جدا بالرغم من مظهره الغريب وشعره الطويل الذي لا يحب تحليقه وعن قبوله لاخذ المساعدات يقول عنه احيانا يقبل المساعدات واشاهد خجلا كبيرا في عينيه ويرجح السليمان في نهاية حديثه تعرض ياسر لحادث مروري افقده الذاكرة فقط.
وبعد كل هذه التفاصيل المأساوية من يجيب على كل اسئلتنا القادمة حول هذا الشاب المسكين الذي يفترش الارض ويتوسد الالم ويأكل النفايات فأين مجتمعنا الخير بكل فئاته ومؤسساته عن هذا الشاب؟ ولماذا يبقى وحيدا في العراء دون عناية واهتمام؟ ولماذا لا تتحرك الجهات المعنية بحالته لانتشاله ومعالجته من الضياع والاحباط التي يعيشها واين دراسات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن حالته. اسئلة صارخة ومؤلمة نتمنى ان نجد لها اجابة؟
| 
