Thursday 19th September,200210948العددالخميس 12 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
الأزمة العراقية وسيناريوهات الحرب والحل 3- 3
جاسر عبدالعزيز الجاسر

للوهلة الأولى يعطي قرار العراق قبول عودة مفتشي الأسلحة الدوليين غير المشروطة، أنه تم تفادي شن حرب جديدة في منطقة الخليج العربي.
ولكن التحليل المتعمق والمتابعة لردود الفعل وما سبق من مطالب وتهديدات امريكية يجعل القول بأن الحرب قد تم تفاديها، قولاً غير دقيق، وأن الانطباع الذي ولَّده القرار انطباع خادع، صحيح أن تحولاً كبيراً قد حصل بعد القرار العراقي، وصحيح أن نقاطاً مهمة قد سجِّلت لصالح العراق، وللدبلوماسية العربية إلا أن عودة المفتشين الدوليين الى العراق لن تكون نهاية المطاف لأن المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين سيحاولون إيجاد ذرائع جديدة لحملتهم لتنحية الرئيس صدام حسين وتصفية النظام العراقي الحالي.
بالنسبة للنقاط التي كسبتها بغداد والدبلوماسية العربية، ازدياد نسبة المؤيدين للطرح العراقي الذي تسوق قيادته، بأنها وبلادها العراق «شهداء» الاستهداف الامريكي البريطاني وأن أسلحة الدمار الشامل التي تقول واشنطن ولندن إن بغداد تسعى لإنتاجها وتطويرها ما هي إلا «قميص عثمان جديد» أو «وتد آخر لجحا»، ولذا فإن بغداد صعَّدت الأزمة حتى أوصلتها الى حافة الهاوية لتنظف القميص من بقع الدم، وتنزع وتد جحا من الجدار العراقي، بمعنى أن يعود المفتشون الدوليون الى العراق وسط ضجة دولية، وسيعمل العراقيون وهذا مؤكد لاستثمار النتائج التي ستسفر عنها عودة هؤلاء المفتشين لإثبات أن العراق خالٍ من أسلحة الدمار الشامل..!!
ولكن هل تسمح واشنطن ولندن لبغداد بتحقيق هذا الهدف العراقي..؟!!
الواقع أن الوقائع السابقة التي صاحبت عمل المفتشين الدوليين لا تبشِّر بخير، خاصة إذا لم يؤخذ في الاعتبار نوعية وجنسيات الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة، وإذا ما اعتمدت نفس التشكيلة السابقة وانحرف أعضاؤها عن المهمة التي حضروا للعراق من أجلها واستفزوا العراقيين الذين لا يحتاجون الى جهد كبير لاستفزازهم كونهم ملّوا عمليات التفتيش وتكررها والزمن الطويل الذي قضوه تحت الحصار، إضافة إلى طبيعة المزاج العراقي الحاد.
وهنا لابد من تنبيه الإخوة العراقيين أن يكونوا حذرين جداً من جرهم الى مواجهة مع أعضاء فريق تفتيش الأسلحة الدولي، وعليهم أن يتذكروا ما فعله بتلر وغيره، حيث نجح في تخريب المهمة وضرب العراق وإبقاء الحصار الاقتصادي.
وهنا أيضاً نعود لمتابعة حرب دبلوماسية وسياسية بين بغداد ومناصريها من العرب والمناهضين للحرب، وبين واشنطن ولندن وتل أبيب، حيث تتمنى هذه الأخيرة اندلاع حرب ثالثة في الخليج العربي تزيد من خلط الأوراق لصالحها على حساب أمن واستقرار العرب.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved