Thursday 19th September,200210948العددالخميس 12 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مشيرة إلى أن صدام يمارس لعبة قديمة مشيرة إلى أن صدام يمارس لعبة قديمة
واشنطن تحذر من تراخي الضغوط الدولية على العراق

* واشنطن د ب أ:
سعى المسئولون الامريكيون للحفاظ على الضغط الدولي على العراق خشية أن يؤدي عرض بغداد قبول عمليات تفتيش جديدة على الاسلحةالعراقية إلى إخراج جهود الولايات المتحدة، لجعل الامم المتحدة تتخذ إجراء قوياً ضد نظام صدام حسين، عن مسارها.
وقال السكرتير الصحفي للبيت الابيض آري فليشر يوم الثلاثاء في تصريحات للصحفيين في ناشفيل بولاية تينيسي حيث كان الرئيس جورج بوش يلقي خطابا سياسيا «لقدأوضح لنا التاريخ أن كلمة صدام حسين لا يمكن أخذها على معناها الظاهري».
وأضاف «ان صدام له تاريخ في ممارسة لعبة الرقص على الحبال مع العالم، وفي كل وقت يطور منتجا أكثر قوة».
وكان فليشر يشير بذلك إلى الطريقة التي كان يتبعها بطل الملاكمة محمد علي لجعل منافسه يفقد توازنه بصفة دائمة.
وفي غضون ذلك، أكد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري أن بلاده مستعدة لقبول المفتشين الدوليين على الفور، وفي خطابه السياسي لم يشر بوش بصورة مباشرة إلى العرض العراقي، الذي ورد ليل الاثنين/الثلاثاء في رسالة إلى سكرتير عام الامم المتحدة كوفي عنان، ولكن بوش أشار إلى دعوته بأن تتخذ الامم المتحدة إجراء سريعا للقضاء على التهديد المتمثل في أسلحة الدمار الشامل العراقية ومساندة الارهاب.
وقال بوش «يجب على الامم المتحدة أن تتحرك، وقد حان الوقت لهم ليقرروا ما إذا كانوا الامم المتحدة أو عصبة الامم، وحان الوقت لتقرير ما إذا كانوا قوة للخير والسلام أم لا أو أنهم جمعية للمناقشات ليس لها أي فاعلية»، وكان مسئول بالبيت الابيض قد صرح في وقت سابق بأن العرض العراقي بقبول عمليات تفتيش جديدة على الاسلحة يظهر أن صدام «يستجيب للضغوط عندما تبلغ أقصاها».
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «هذا ليس الوقت المناسب لتراخي الضغوط دولياً أو داخل الكونجرس».
وفي غضون ذلك، واصل وزير الخارجية كولين باول قيادة الجهود الدبلوماسية لادارة الرئيس بوش، وقال باول في مؤتمر صحفي مع عنان ووزراء آخرين شاركوا في اجتماع اللجنة الرباعية بشأن الشرق الاوسط «لقد رأينا هذه اللعبة من قبل».
وأكد باول أن الولايات المتحدة سوف تواصل الضغط لاستصدار قرارات جديدة من مجلس الامن الدولي تهدف إلى ممارسة الضغوط على العراق للوفاء بالتزاماته السابقة إزاء الامم المتحدة أو مواجهة عمل عسكري محتمل.
وقال عنان من جانبه إن العرض العراقي هو مجرد «بداية» وليس نهاية للقضية، ولكن في تعارض واضح مع باول قال عنان إن مفتشي الاسلحة يمكنهم العودة إلى العراق «بالسرعة التي تمليها المتطلبات العملية» بدون قرارات جديدة من مجلس الامن.
وأضاف أن المجلس يمكنه دائما أن يصدر «توجيهات إضافية»، وقال «إن الطريقة الوحيدة لنزع السلاح بصورة فعالة هي عودة المفتشين. ولكن بطبيعة الحال ونظرا للتاريخ الماضي فإن هناك وفودا ودولا أعضاء يشعرون بأنه يجب علينا عدم العودة إلى العمل كالمعتاد وأنه يتعين علينا أيضا اتخاذ خطوات لضمان أن المفتشين سوف يكون بمقدورهم ممارسة عملهم بدون معوقات وبالتعاون التام من جانب العراق».
والتقط باول هذا التحليل من جانب عنان بقوله «إن الطريقة الوحيدة لضمان أن العمل لن يكون كالمعتاد .. هي وضع ذلك في صورة قرار جديد من الامم المتحدة»، ولاحظ وزير الخارجية الامريكي أن الرسالة العراقية لم تأت إلا بعد تصاعدالضغوط من جانب بوش والمجتمع الدولي على بغداد، وحملت ردود الفعل الامريكية المختلفة في طياتها صدى البيان الذي أصدره البيت الابيض يوم (الاثنين) بعد ورود العرض العراقي، فقد وصف البيان استعداد العراق لقبول التفتيش «غير المشروط» بأنه «خطوة تكتيكية من جانب العراق على أمل تجنب إجراء قوي من جانب مجلس الامن الدولي، وعلى هذا فإنه تكتيك مصيره الفشل».
والتحديات التي تواجهها واشنطن هائلة، فمنذ تحدي بوش للامم المتحدة يوم الخميس الماضي لاثبات فعاليتها بفرض تنفيذ قرارات مجلس الامن المختلفة التي تجاهلها العراق على مدى السنوات العشر الماضية، تزايدت الضغوط الدولية على بغداد لقبول عودة المفتشين الدوليين، ومن الواضح أن العرض العراقي يمثل محاولة لتخفيف بعض هذه الضغوط ومحاولة سلب قوة الدفع التي أخذت تزداد لصالح واشنطن.
وفي الواقع فإن ردود الفعل في مختلف أنحاء العالم على العرض العراقي كانت بمثابة التقاط جماعي للانفاس على الرغم من أنها اتسمت في بعض العواصم بالشك والحذر، فقد رحبت روسيا والصين وفرنسا. وهي دول هامة لان لها حق الاعتراض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي، بالمبادرة العراقية واعتبرتها إيجابية.
وقال وزيرخارجية فرنسا دومينيك دي فيلبان إنه يجب على المجتمع الدولي أن يثق الان بكلمة صدام رغم أنه أكد ضرورة أن يتبع ذلك بالافعال.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved