ثمة ما يستحق القراءة في هذه الصفحة البيضاء..
الخالية من أي حرف أو خط او فاصلة
ثمة ما يستحق الاصغاء
أصوات كثيرة تملأ هذا البياض
أصوات تتشكل عبر فضاء لا نهائي من الاحتمالات
مكونة ايقاعا غامضا
اصغي اليه الآن بكل حواسي
وربما بكل بلاهتي ايضا
اتتبعه نحو مصبات بعيدة
نحو شلالات تتدفق من صخور الحلم
كلما نأيت عن ظلي اقتربت من الضوء
الى اين تستدرجني ايها البياض؟
أي فخاخ تنصب لي هناك..
على سفوح الممكن؟
أي مفاجآت تهئ لي..
خلف هذا الجدار الأخير للمعنى؟
ثمة وجوه عديدة
بملامح ولكنات ولغات مختلفة
وحيث يتماهى البياض مع حدود الرؤية
ثمة قوس قزح وحيد
كأنه بوابة العالم
كأنه الذاكرة التي يهاجر اليها الضوء
يعبر الجميع من تحت ألوانه الساحرة
بحثا عن طفولة المعنى
عن الكلمة التي لم يصل اليها هوميروس
في مدن الضياع
لم يعثر عليها جلجامش
عبر رحيله الطويل
لم يرها ديوجين على ضوء مصباحه..
المضاء في طرقات النهار
الكلمة التي تتكور على شفتي طفل
ما زال يحبو
التي تختبىء في نسغ وردة لم تتفتح بعد.
هناك.. في الزمن الطفولي
حيث يبدأ الحلم من البياض
|