Thursday 19th September,200210948العددالخميس 12 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أيها المسرفون في الدلال توقفوا..!! أيها المسرفون في الدلال توقفوا..!!

جدة - سامية العباسي:
ليس من شك في أن هناك اختلافاً في طرق تربية الأبناء لدى كل اسرة فأحيانا تكون للأب وجهة نظره والتي لا تتفق مع وجهة نظر الأم، ولعل هذا بالتالي له أثره في تربية الأبناء.. وهناك من الآباء من يتعاملون مع أبنائهم بتحيز أو بتميز واحد على الآخر ولكن ثبت علميا ان الاطفال يدركون مدى هذا التمييز.
و(الجزيرة) استطلعت بعض الآراء في هذا الشأن حيث التقينا بالاستاذة منى تركي مديرة مدرسة حضانة الأيام السعيدة فقالت ان الطفل في عصرنا الحالي يؤثر في تربيته عدة عوامل اهمها الام والاب ودار الحضانة وحتى التليفزيون اذا كان الطفل يعي ما يذاع.
واهم هذه العوامل من وجهة نظري هي الام حيث يتعلق الطفل بأمه تعلقاً شديداً فهي القوة التي يقلدها في كل كبيرة وصغيرة. ولذا فان مسؤولية تربية الطفل وبالاخص حتى سن الخامسة من العمر تقع اولا وقبل كل شيء على عاتق أمه وعلى الاب الا يتدخل بين الطفل وأمه الا في اللحظات الحرجة. والام لا يمكن ان تفرق في المعاملة بين أطفالها لأنهم فلذة كبدها ولكن احيانا يظهر من بين ابنائها من هو مدلل ويكون هذا تعبيراً عن الحب الذي تكنه له أمه من وجهة نظرها.
علماً بأن الاطفال في منتهى الذكاء لذا يجب أن تعاملهم على هذا الاساس.
كما التقينا بالسيدة فاطمة السقاف حيث قالت ان مسؤولية الطفل لا تقع على الأم وحدها ولكن الحقيقة انها تقع على عاتق الابوين معا ما دام يعيشان تحت سقف واحد لأن الطفل مثلما يقلد تصرفات امه فهو أيضا يقلد تصرفات أبيه.. واقتصار تربية الطفل على أمه من شأنه ان يؤدي الى مبالغة الام في تدليله نظراً لعاطفة الام وحنانها الوافر.. وما انتشرت ظاهرة الابن المدلل الا لبعد الاب عن الابناء سواء أكان راضيا عن طريق تركه وشأنهم وأمهم أو مضطراً بحكم عمله.
والتقينا ايضا بالاستاذة لمياء السقاف حيث قالت: يؤسفني كثيراً أن أرى اليوم بعض الامهات يعتمدن على تربية الخادمات لاطفالهن وانا أحذر من ذلك لأن الخادمات نشأن في بيئة تختلف تماماً عن بيئة مجتمعنا السعودي المتمسك بالدين والمحافظ على تقاليده لذلك انصح الامهات بضرورة تنشئة الأطفال التنشئة السليمة في كل شيء.
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة شيماء حسن خبيرة الاجتماع وبحوث الاسرة بأن كثيراً من الآباء والامهات يسرفون في معاملة ابنائهم وتدليلهم مما يؤثر فيهم في طفولتهم وشبابهم.. وغالبا ما يدلل الآباء ابناءهم كأن يكون وحيداً أو ان يكون ذكراً على عدة اناث أو انثى على عدة ذكور أو اذا تأخر الزوجان في الانجاب وفي هذه الحالات يعتقد الآباء أن دليل الحب بالنسبة الى ابنائهم هو تلبية كل رغباتهم المادية والنفسية وذلك فيه ضرر لابنائهم تجاه اسرهم ومجتمعهم فيتعلم الطفل من التدليل الانانية والتفكير في الذات والاستحواذ على كل ما يريد وبأي وسيلة. كل هذه الصفات تنمو كلما نما الطفل وتتدعم في ذاته حتى تصبح جزءا من شخصيته.
وتضيف الدكتورة شيماء حسن بأنه يجب على الآباء ومنذ الطفولة تعويد ابنائهم على تحمل المسؤولية في كل شيء من خلال مساعدتهم لامهم في البيت مثلا وكذلك محاولة الاستذكار بمفردهم طوال العام. وعلى الاسرة ان توضح لابنائهم حدود دخلهم المادي وقدراتهم الاقتصادية كما يجب على الآباء الا يتهاونوا في تطبيق سياسة الثواب والعقاب لمن يحسن ومن يخطىء وبذلك يعرف الطفل الخطأ من الصواب.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved