في محيطنا التشكيلي نخبة كبيرة من الدكاترة المتخصصين أو ممن يحملون درجة الماجستير في الفنون ورغم هذا نجدهم دائمي التغيب وعدم الحضور أو المشاركة في ما يطرح في الصحف والمجلات من قضايا تعنى بتخصصهم أو تدور في فلكه مع معرفتهم ان الساحة في حاجة ماسة للرأي الأكاديمي ومن أفراد لهم باع طويل ومعرفة واسعة بكل تفاصيل الابداع التشكيلي وهذا يدفعنا لطرح التساؤل هل ذلك ناتج عن جهلهم بتلك القضايا لعدم متابعتهم للساحة أم جهل بعضهم بهذا العالم البعيد عن تخصصهم المحدد في مجال التربية الفنية وخلافها أم تجاهل منهم بكل هذا وذاك لتصبح المصيبة أعظم، لقد كانت الساحة التشكيلية خالية من أصحاب الدرجات العلمية العليا واليوم تزخر بالعديد منهم وهي في أمس الحاجة لمساهماتهم بالقلم أو بالكلمة أو الرأي في وقت شح فيه النقد المتخصص إلا من أقلام تسعى جاهدة ولو بالقليل.
الجمال قبل التجميل
الفنانة ناهد انور متخصصة في التجميل وبدرجة علمية ومهنية عالية من المانيا سعدت برسالتها عبر الايميل وقد لفتت نظري لجانب أصبح الشغل الشاغل للمتخصصين فيه وهو عالم التجميل خصوصا عند المرأة باعتبارها أحد مصادر الجمال عند المبدعين العالميين ومنهم بابلو بيكاسو الذي جعل من مراحل إبداعه مرحلة خاصة لرسم زوجته بمختلف تجاربه التكعيبية أو الواقعية كما لاننسى الموناليزا وابتسامتها الغامضة مع ما أبدعه سلفادور من دراسات مختلفة لزوجته مؤكدا فيها على الجانب العاطفي وإحساس الأمومة ليأتي المصدر الآخر على مستوى الأدب العربي وهي الخيل فالمرأة والخيل مصدران هامان إذ كان لهما مساحة في القصائد والقصص والروايات بابراز ملامح الجمال فيها. كما قرأت ما علق به الكاتب الكبير عبدالله جفري عن هذه الفنانة معنونا مقالته ب (كوني جميلة.. واصمتي) رافضا هذا القول ومؤكدا على ان المرأة الخليجية تحمل الجمال خلقة وخلقاً وفكراً نيراً.
هنا أقول ان الفنانة أنوار سوف تضيف جانبا هاما تستبق به نتائج تخصصها اعتمادا على دراستها علم الجمال وعلم النفس لتغوص في أعماق ووجدان المرأة قبل وجهها لتعكس ما اقتنصته من جمال الروح لينعكس على جمال الشكل فوجه الانسان عنوانه الأول تجاه أعين الآخرين كما هي اللوحة التشكيلية فكلما كان صانعها مبدعا كانت أقرب إلى قلوب المتلقين.
الفنانة أنوار لها اهتماماتها في مجال الجمال بكل فروعه مايعني انها ستثري الساحة بثقافتها فترقبوها.
|