في اختتام مسرح القاهرة التجريبي
الصينيون والإنجليز يسيطرون على المسرح و«البسام» يثير الجدل!!

* القاهرة- مكتب الجزيرة- عمر محمد:
اختتمت مساء الاربعاء الماضي فعاليات الدورة 14 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بدار الأوبرا المصرية بحضور وزير الثقافة فاروق حسني بفوز العرضين، الانجليزي«مؤتمر هاملت» والصيني«ووشانج ونودياو» بأغلب جوائز المهرجان، فقد فاز«مؤتمر هاملت» لفرقة مسرح زاووم بجائزة أفضل عرض، وافضل مخرج للكويتي سليمان البسام صاحب الفرقة. وكان هذا العرض قد أثار مناقشات حادة عند المسرحيين حيث حمل كل منهم وجهة نظر مستقلة لكل منها حيثياتها الخاصة، هناك من رآه يؤكد لصورة الإرهابية التي يحاول الغرب إلصاقها بالإسلام والعرب ووصفهم بالمتطرفين والإرهابيين، والجدل العريض حول هذه المسرحية جاء حينما نقل المخرج البسام مسرحية«هاملت» الى المجتمع الخليجي والمجتمع العربي والمجتمع المسلم، وتحديدا عندما ادخل معاني ثقافية ودينية وسياسية في العرض، والتي بدورها أنشأت هذا التباين الحاد بين النقاد والحضور، لكن آخرين وجدوا العرض جريئا في طرحه الواقعي من خلال استنطاق«شكسبير» الذي مضى على موته أكثر من خمسة قرون، وقالوا ان ذلك شكل من أشكال الرمزية تفوق فيها المخرج حيث ناقش الواقع كما هي سلبياته.
فيما فاز العرض الصيني بجائزة افضل ممثل«زاو زينيج» وافضل ممثلة«هان زيانج» حيث جاء معبرا عن الفنون الصينية الكلاسيكية، بأداء متناغم غاية في الدقة، ووفق إيقاع جمالي أخاذ.
في حين نال عرض«عرائس شارون» لفرقة«راقصي مركز دانكان» التشيكية جائزة أفضل تقنية.
وكان من الفترض ان تقدم جمهورية التشيك عرضين تجريبيين، في المسرح الصغير بدار الاوبرا، لكن لجنة التجهيزات الفنية لم تهيئ لفرقة راقصي مركز دانكان متطلباتهم المسرحية مثلهم مثل بقية العروض، فكانت النتيجة قرار الفرقة بالاكتفاء بعرض واحد فقط«عرائس شارون» لمدة خمس عشرة دقيقة فقط، وإلغاء العرض الثاني وزمنه الذي يتعدى خمسين دقيقة. وجاء العرض القصير أكثر تكثيفا وبرزت القدرة الفائقة على الحركة المسرحية التي تنبىء عن إعداد متقن. العرض كان على مستوى عال من التكثيف والتكنيك سواء في مستوى الإضاءة أو المؤثرات الصوتية أو الالحان العذبة للمخرج ايفا بلازيكوف وكان حفل الختام بدأ باحتفالية بعنوان«المشهد جماعي» للمخرج خالد جلال.. شارك فيها مجموعة ممثلين من بعض العروض من مصر، روسيا، امريكا، اسبانيا، النمسا، ورومانيا.. تعبيرا عن دور الفن في توحيدهم من خلال فعاليات المهرجان.
وكعادته في اعلان الوفاء للرواد قدمت دروع تكريم المهرجان لعشرة من المسرحيين العرب والاجانب.. الفنانة سناء جميل مصر، والمخرج والكاتب والممثل التونسي أحمد السنوسي، والمخرج والممثل السوري اسعد فضة، والممثل والمخرج العراقي سامي عبدالحميد،.. اضافة إلى الياباني اوتا شوجو، والهولندي ريتشيرت تين كيت، والانجليزي ريتشارد جوف، والمكسيكي لويس دي تافيرا، والايطالية ماشاموزي، والامريكية مارثا كوانييه.
بينما اختتمت مراسم الحفل بتقديم العرض الفائز بجائزة افضل عرض«مؤتمر هاملت».
اكملت لجنة التحكيم الدولية عملها
بعشرة اعضاء بدلا من أحد عشر عضوا بعد اعتذار الروائي والناقد المصري ادوار الخراط عن الاستمرار في لجنة تحكيم المهرجان لاضطراره للسفر لالمانيا لتلبية دعوة مهرجان برلين للادب الذي يخصص انشطته لمساندة قضايا التحرر في العالم.. حيث بدأت فعالياته الثلاثاء الماضي.. ويقدم«الخراط» خلاله قراءة فنية تتناول احداث كنيسة المهد وبيت لحم، وبذلك يكون الاديب الكبير شاهد 13 عرضا من عروض المسابقة الثمانية عشر.. بينما لم يشاهد عروض بلغاريا، عمان، قطر وعرضي هولندا.
وكانت المملكة العربية السعودية قد شاركت في هذا المهرجان بعرضين مسرحيين هما: مسرحية«السمفونية» من جمعية جدة، ومسرحية«المحتكر» من جمعية الطائف. وقد حظي المسرح السعودي بردود فعل إيجابية.. حيث أكد الوفد المشارك اكتسابه كماً هائلاً من التقنيات المسرحية والتي تضاف إلى تجاربه المسرحية السابقة.