عندما تفكر في رسم شيء. ما الذي يتداعى الى ذهنك أولا؟
ربما ترسم زهرة، أو شجرة
ربما طائراً خرافيا، أو أيائل تتحدر من سفوح بعيدة..
باتجاه سهول خضراء
ربما ترسم كوخاً على ضفة النهر
وحظيرة أبقار .. ربما ترسم ببغاء ملونة.. في قفص ذهبي
ربما ترسم أشياء كثيرة
شمسا مثلا.. ونهار
أو ترسم مدنا.. وتتوه فيها
تمشي بلا ظل على أرصفتها الصقيلة
تجلس تحت أشجارها الغريبة
وتشم فيها زهوراً بلا رائحة
وربما تدخل مسرحها
لتشاهد عروضا
بلغات لا تتقنها
لكنك قد تتبين وجه هاملت..
فتهرب الى صحراء .. لم ترسمها
حيث ظلك الواقف تحت شموس الظهيرة
وحيث زهور برية
بانتظار مواسمها التي لا تجيء
كأنها حلمك المؤجل
كأنه ظلك الذي تفر منه.. اليه
* * *
عندما كنا صغاراً
كنا نرسم صورة نمطية
سماء ملبدة بغيوم خريفية
جبالاً، نهرا، كوخا .. وطريقا متعرجة..
بين حشائش خضراء
أفتح كراسة (غيداء)
أجد ذات الصورة
مر زمان طويل.. ولم يتغير يا غيداء
مازلنا نستعير أشياء الآخرين
أفكارهم .. ظلالهم .. هواءهم
وربما حتى ملابسهم
أرسم أنت إذن .. ماذا أرسم
أرسك مثلا.. ليلا، خيلا، وصحراء
أو أرسم امرأة .. عند بئر ماء
لا.. سأرسم أطفالا، وجراحا،ودماء
أنهارا نسيت في بلاد الآخرين منابعها..
وجاءت بلا ماء .. ظمأ على حدود المتاهة
ولك وردة .. لم تتفتح بعد
|