Wednesday 11th September,200210940العددالاربعاء 4 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مع إصرار البلدية على اقتطاع جزء منها .. أهالي الطائف ينادون: مع إصرار البلدية على اقتطاع جزء منها .. أهالي الطائف ينادون:
من يحمي حديقة الملك فهد كمعلم سياحي مميز؟
توجيهات خادم الحرمين قضت بتخصيص الجزء الجديد للنساء والعوائل فلماذا اقتطعته البلدية؟
الحديقة مقصد الزوار والسياح من المملكة والخليج فلماذا يتم تضييق الخناق عليها؟

تحقيق - سعيدان الوذيناني:
لا حديث لأبناء الطائف اليوم، ولا للمصطافين والسياح، سوى حديقة الملك فهد بالطائف، وتوسعتها التي أصبحت مهددة بالاقتطاع، لبناء مبنى من عدة أدوار للبلدية.
إن حديقة الملك فهد بالطائف، هدية غالية من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، قدمها ورعى إنشاءها منذ العام 1400ه، حتى أصبحت أهم المعالم السياحية البارزة في المصيف، وارتبط ذكرها باسم الملك فهد حفظه الله في أذهان أبناء الطائف والمصطافين منذ أكثر من عشرين عاماً.
وعندما أصبحت الحديقة مزدحمة، وضاقت حولها المواقف والمداخل والمنافذ، تدخل رعاه الله مرة أخرى، فنزع ملكية مساحة محيطة بها لغرض التوسعة، وتخصيص هذه التوسعة للعائلات والنساء كما أمر بذلك في أمر سام صدر عام 1404هـ، ولكن إدارة بلدية الطائف، أغفلت هذه الأوامر، وتجاهلت التوجيهات السامية، وخططت لاقتطاع هذه المساحة لإنشاء «مبنى للبلدية»..! الأمر الذي كان محل استياء الجميع، لأنه يهدد الحديقة، ويحد من نموها، ويلغي تطورها، ثم يلغي دورها في المستقبل.
مطالبات بإلغاء القرار
وكان المسؤولون والوجهاء والأعيان، وكافة المصطافين، قد استغربوا هذا الوضع، وطلبوا في مكاتبات لجهات مسؤولة، تنفيذ الأمر السامي الكريم، في الإبقاء على الحديقة وتوسعتها، ولكن إدارة البلدية ماضية في تنفيذ إنشاء المبنى.
وتفاعلاً مع هذه القضية، كان ل«الجزيرة»، لقاءات وحوارات ميدانية، مع مسؤولين ووجهاء وأعيان وسياح، وقد استخلصت من اللقاءات جملة من الآراء من أهمها:
1 ان مثل هذا الإجراء من قبل إدارة البلدية، إنما هو عمل خاطئ في غير محله.
2 ان إقامة غابة من الاسمنت الغبراء بعد ان كانت حدائق وارفة خضراء، مشكلة بحد ذاتها.
3 ان توجيه المليك حفظه الله عام 1404ه بتخصيص هذه التوسعة للنساء يدل على حاجة عوائلنا ونسائنا لهذه المساحة، ويترجم حرص الدولة على كافة أسرنا.
4 ان لدى البلدية، مقار كثيرة، وأراضي شاسعة، ومجمع لدوائرها وأقسامها، وهذا الإجراء يشكل نافلة لا ضرورة لها.
5 ان في ما تعتزمه البلدية من اقتطاع لموقع عام مهم، هدر لمال عام، وضياع لمنطقة عامة.
6 ان الأمر يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المسؤولة للنظر في هذه القضية، وحماية حديقة الملك فهد من اقامة منشآت ملاصقة سوف تقضي على وجودها في المستقبل.
7 ان هذه سابقة، تلح في وجوب إعادة مجالس البلديات التي كانت تهتم بهذه الامور وتمثل صوت المواطن في مدينته.
تلك كانت خلاصات لما يقوله اليوم وجهاء من أعيان الطائف، وما يردده عدد من المصطافين الذين فوجئوا بسياجات حول توسعة حديقة الملك فهد هذا العام، فلا مواقف كافية، ولا مداخل أو مخارج تتسع لرواد الحديقة.
«الجزيرة» التقت هؤلاء على «طرف» أرض التوسعة حول حديقة الملك فهد بجوار «السياج الحديدي»..! وهم من الطائف، ومن مدن المملكة ودول الخليج، وفيما يلي «موجز» لأقوال ضيوفنا في هذا اللقاء.
مقال يثير التساؤل..؟
وفي سياق هذه القضية، تحدثنا الى الاستاذ عبدالرحمن بن فيصل المعمر، الأديب والناشر، الذي استهل كلامه، انطلاقاً من مقال نُشر لزميلنا الاستاذ حمّاد بن حامد السالمي في هذه الجريدة حول هذه القضية، قال الاستاذ المعمر:
أثار المقال الذي نشره بصحيفة الجزيرة الاستاذ حمّاد السالمي، يوم الاحد 4 أغسطس 2002م، حول الاعتداء على جوانب من الحدائق بالطائف، ومنها حديقة الملك فهد الشهيرة، تعليقات أبناء الطائف والمصطافين. إن ما ورد في المقال قليل من كثير، وغيض من فيض، وحجة من لجة، مما جرى ويجري في الطائف من مخالفات وتجاوزات، تقوم بها ادارات البلديات في المحافظة.
أوقفوا هذه الاجتهادات
الأستاذ محمد بن راشد الخضير، مدير البنك السعودي الفرنسي بالطائف، ابدى استغرابه وعجبه من التطاول على ملكية عامة، خصصها ولي الأمر لخدمة عموم الناس، ثم قال:
إن ماحدث في خصوص حديقة الملك فهد بالطائف، وتناوله مقال الاستاذ حمّاد السالمي في جريدة الجزيرة، يثير الكثير من التساؤلات حول التجاوزات على الحدائق العامة، وما هذا إلا غيض من فيض، ونحن بحاجة الى معالجة جذرية لإيقاف الاجتهادات الفردية في البلديات، وهذه المعالجة لاتتم إلا بعودة المجالس البلدية في المدن، لكي تمارس دورها الرقابي والاشرافي على البلديات، وتحدد صلاحية رئيس البلدية في اتخاذ القرارات التي لها مساس وتأثير مباشر على المدن وتخطيطها، بدلاًً من الفردية العمياء والتخبط.
هذا لايرضي أحداً..
الشيخ أحمد بن ناصر العبيكان، رجل أعمال، وأحد وجهاء الطائف قال: قرأت مقال الأستاذ حمّاد السالمي في جريدتكم، وشاهدت السياجات الحديدية تحجب عنا حديقة الملك فهد، وأصبت بصدمة كبيرة، إن هذا الإجراء الخاطئ لايرضي الجهات المسؤولة في بلادنا، فالجهات العليا هي التي خصصت هذه التوسعة لصالح عوائلنا وأسرنا والبلدية تنزع حقاً خاصاً لهذه الأسر، وكلي ثقة أن المسؤولين الأوفياء مع مواطنيهم لن يرضوا بغير مانص عليه الأمر السامي الكريم، هذا تصرف غريب عجيب لايرضي أحدا أبداً.
هذه مكرمة.. كيف نقدرها..؟
اللواء متقاعد محمد عبدالعزيز جستنية، من الدمام، قال: كل عام نقضي صيفنا بالطائف وبهذه الحديقة الجميلة، إنها مكرمة من خادم الحرمين، ومن الواجب تقديرها، والعمل على تطويرها، وهذه السياجات التي أراها تزاحم الحديقة، تبعث عندي الكثير من القلق.. كيف نصل الى هنا في العام القادم؟ أين نوقف سياراتنا؟ أين يلعب أطفالنا؟ أين المكان الذي تستريح فيه أسرنا..؟
استغراب واندهاش..!
مصطاف من دولة الكويت الشقيقة هو حفظ ضيف الله العازمي، عبّر عن حبه للطائف، وإعجابه بحديقة الملك فهد، لكنه قال: أنا مندهش من هذا السياج الذي يلاصق هذه الحديقة، ويلغي الاستفادة من المواقف حولها، واستغرب كيف تسمحون بهذا التشويه لهذا المعلم الحضاري في اجمل مدينة في المملكة، اليوم لم نجد مكاناً نقف فيه، وذهبنا بعيداً لنصل الى الحديقة سيراً على الأقدام.
مستقبل حديقة الملك فهد..
المواطن شلويح بن شالح العتيبي من الرياض، كان مع اطفاله على ابواب حديقة الملك فهد فقال: في كل عام، نرى ازدحاماً شديداً حول حديقة الملك فهد هذه وهذا العام تبدو المشكلة أكبر خاصة بعد تسييج التوسعة.. ماذا جرى..؟ وكيف تتصورون في الطائف مستقبل هذه الحديقة عندما ترتفع بجوارها مبانٍ خرسانية، وورش وكراجات وتحجبها عن الأنظار..؟
أين مكان النساء..؟!
المواطن محمد بن علي عبدالله القحطاني، من ابناء المنطقة الشرقية، عبّر عن اعجابه بحديقة الملك فهد ثم قال: سمعت ان هناك مبنى سوف يقام بجوار الحديقة، على أرض هي جزء منها.. لماذا..؟
اذا كانت الحديقة اليوم بمساحتها لاتكفي، والمواقف حولها محدودة، فأين هو المكان المناسب لنسائنا وعوائلنا غداً إذا ارتفعت منشآت خرسانية بجوارها..؟!
ما أكثر مبانيها لو أرادت..!
المواطن ناصر بن فيحان المرزوقي قال: قرأت مقالاً في جريدتكم عن هذا الموضوع، الحقيقة ان لدى بلدية الطائف مقاراً ومباني كثيرة بعضها مقلق لايستفاد منه، فلماذا هذا الهدر للمال العام!!
ثم أضاف: كنا ننتظر من بلدية الطائف، أن تعمل على ترجمة أمر خادم الحرمين الشريفين في تحويل هذه التوسعة الملاصقة للحديقة، الى متنفس خاص للنساء والعوائل، وان تكون أكثر حرصاً على ايجاد مواقف للسيارات، ومساحات خضراء حول هذا المعلم الجمالي الفريد.
من يحمي حديقة الملك فهد..؟!
المواطن منصور بن عبدالرزاق العتيبي من المحاني، عبّر عن دهشته من منظر السياج الحديدي حول التوسعة الخاصة بحديقة الملك فهد وقال: كنت أظن ان البلدية سوف تنفذ الأمر السامي الكريم بإنشاء حديقة للنساء رديفة لحديقة الملك فهد، لكني بعد ان عرفت الحقيقة من جريدتكم المفضلة عندي، شعرت بخيبة أمل، وأخشى أن تتحول حديقة الملك فهد في المستقبل، الى مرفق للبلدية من خلال هذا المبنى المتعدد الادوار الذي سوف ينشأ ليلاصق الحديقة، ويطل بأدواره الاربعة على كافة مرافقها وساحاتها.. من يحمي هذه الحديقة الجميلة..!
رمز الطائف في خطر
علي القرني، مستشار قانوني، بجهاز أمني كبير قال: ان حديقة الملك فهد من أشهر المعالم الحضارية في المملكة، وهي رمز الطائف الجمالي والسياحي، وإذا ذكرت الطائف، ذكرت معها هذه الحديقة الجميلة، ولكن ماذا يجري اليوم حيالها..! أنا لا أدري! لكني متفائل جداً، لأن الأمر السامي الكريم صريح وواضح، ولا يمكن ابداً تجاوز نصه الذي يقضي بجعل هذه التوسعة، مرفقاً عاماً لكافة المواطنين، وتخصيص حديقة للنساء مبيناً الاسباب، وهي ازدحام الحديقة، وازدحام المنطقة حولها..
دعوها لنسائنا وعوائلنا
وهذا المواطن عادل بن صالح من ينبع، يقف بجوار الحديقة في انتظار عائلته قال:
الامر في غاية البساطة، هناك امر سام كريم يخص هذه التوسعة ويخصصها للعوائل والنساء، وليس من حق بلدية الطائف او أي كان مخالفة هذا الامر، انت ترى هذا التزاحم حول هذه الحديقة.. أين تذهب اسرنا ونساؤنا وأطفالنا، من حقنا ان نقول : نفذوا أمر خادم الحرمين حفظه الله، واتركوا هذا المكان لنسائنا وعوائلنا.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved