Wednesday 11th September,200210940العددالاربعاء 4 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كبد الحقيقة كبد الحقيقة
شارع.. «عبدالرحمن بن سعيد»!!
خالد الدوس

لايختلف اثنان على ان الرياضة بطبيعة الحال تمثل ركيزة هامة في حضارات الأمم وتقدمها.. بل وتعد وسيلة «فاعلة» من وسائل الاتصال بين شعوب العالم، حيث لعبت دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات وتنمية أواصر الترابط بين كثير من الدول وبالتالي ساهمت في تفعيل انشطتها الاقتصادية والسياسية.. هذا فضلاً عن فوائدها الصحية الجمة وانعكاسها الايجابي في بناء الاجسام والعقول السليمة.ولا ريب ان الرياضة بالمملكة كانت بداية انطلاقتها بالمنطقة الغربية «في الخمسينيات الهجرية» بيد انها تأسست وبصورة أكثر فاعلية على يد رائد الرياضة السعودية الأول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل «متعه الله بالصحة العافية» فبعد تعيينه «حفظه الله» وزيراً للداخلية في مطلع عقد السبعينيات أنشأ إدارة خاصة تعنى بالشؤون الرياضية للإشراف على بعض الفرق وتم ضمها الى وزارة الداخلية لتدخل مرحلة جديدة من مراحل التنظيم عقب انتقال هذه الادارة.. لتصبح تابعة لوزارة المعارف عام 1380هـ بمسماها الجديد للجنة الرياضية العليا حيث شهدت الحركة الرياضية آنذاك تسجيل وتصنيف الاندية السعودية رسمياً.
ثم انتقلت بعد ذلك لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تحت مسمى ادارة رعاية الشباب، ففي الحقبة الستينية دخلت الرياضة للمنطقة الوسطى عن طريق مجموعة من الموظفين الذين يمثلون اول جيل مارس كرة القدم بالمنطقة الوسطى وتزعمهم كل من الشيخ محمد الصايغ وحمزة جعلي «رحمهما الله» حيث استمر هذا الفريق سنة وبضعة شهور ثم انقسم وتمخض عنه فريق شباب الرياض البلدي «الشباب حالياً» عام 1367ه الذي يعد اول ناد يتم تأسيسه بالمنطقة الوسطى رسمياً على يد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «أول من اقترح انفصال الموظفين وإنشاء ناد جديد».. وتبعاً لذلك قام ابو مساعد بتوفير المستلزمات المطلوبة التي تكفل استمرار هذا الفريق حديث المنشأ والولادة من ملابس وأحذية وأمور الصرف حتى لايكون مصيره مثل مصير فريق «الموظفين» الذي انحل لعدم توفر العوامل والمقومات التي تسهم في بقائه، وبعد عقد من الزمن وتحديداً في عام 1377 أسس «شيخ الرياضيين» فريق الاولمبي «الهلال حالياً»، هذا النادي العملاق الذي اشتهر بتاريخه الحافل بالانجازات العظيمة والبطولات الذهبية.
والشيخ عبدالرحمن بن سعيد كشخصية رياضية واجتماعية معروفة بأخلاقياتها الرفيعة وطيبتها المتناهية كان يتميز بالتفاني والاخلاص، فبجانب تأسيسه فريقي الشباب والهلال كما اشرت آنفاً لم يتوقف دعمه وعطاؤه السخي على هذين الناديين العريقين بل امتد ايضا لكل الفرق بالمنطقة حتى الأندية المنافسة دعمها ووقف معها بصورة تنم عن حبه وانتمائه الصادق للرياضة.
يقول ميزر امان قائد وهداف فريق النصر في الثمانينيات وأحد نجوم الرعيل الاول الذين قادوا فارس نجد للصعود لاول مرة في تاريخه للدرجة الاولى «الممتاز حالياً» يقول في لقاء نشر في الجزيرة بعددها «10767» في 8/1/1423هـ «ان الشيخ عبدالرحمن بن سعيد دعم فريق النصر وهو في مرحلته التأسيسية حيث كانت له اسهامات طيبة في مساعدة ودعم بعض لاعبيه في اطار خدمته واهتمامه بالرياضة في المنطقة الوسطى قاطبة وهذا ليس بغريب على ابو مساعد الذي ضحى بوقته وجهده وماله من اجل تأسيس ونشر ودعم رياضة الوسطى» انتهى كلام ميزر امان.لقد كشف قائد النصر الدور الكبير والمساهمة الفاعلة لشيخ الرياضة في دعم الحركة التأسيسية لنادي النصر الذي استطاع ان يقف على قدميه بعد مجيء رمزه ورئيسه الأكبر عبدالرحمن بن سعود الذي شكل انضمامه نقطة تحول في تاريخ فارس نجد حيث نقله من عالم البداية الى عالم الريادة..!!
أما الرمز الثاني الشيخ الراحل محمد الصايغ رحمه الله فهو بالفعل من الرموز العصاميين الذين ساهموا في تأسيس الرياضة بالمنطقة الوسطى شأنه في ذلك شأن شيخ الرياضيين حيث كان احد عناصر اول جيل مارس كرة القدم بالمنطقة والذي كان يمثل بداية انطلاقة الرياضة في هذه الساحة. فبعد انقسام فريق الموظفين وحله تولى رئاسة فريق الناصرية «قبل حله» في النصف الاول من عقد السبعينيات، ثم انتقل لرئاسة فريق اهلي الرياض «الرياض حالياً» ثاني اقدم ناد يتم تأسيسه بالمنطقة الوسطى عام 1373ه فدعمه واحتواه في مهده هذا فضلا عن المساعدات المالية التي قدمها «أبو عبدالله» لكثير من لاعبي الاندية الاخرى وسمح لبعض الفرق باقامة معسكراتها داخل مقر المدرسة «ملعب الصايغ حالياً»!!
والشيخ محمد الصايغ عرف واشتهر بتضحياته وتفانيه والتزامه الديني وحبه للاعمال الخيرية والانسانية فكان رجلاً محبوباً عند جلالة الملك سعود رحمه الله اذ كان يقدره كثيراً لعدة اعتبارات.. أولاً لإخلاصه وامانته في عمله كرئيس لادارة الحسابات في مالية الرياض وحبه لوطنه والكلام على لسان «مؤسس أهلي الرياض الشيخ عبدالله الزير 75 عاماً» حتى ان جلالته «تغمده الله بواسع رحمته» منحه ارضا أنشأ عليها ملعباً سمي «ملعب الصايغ حالياً» الذي كان مقراً لنادي أهلي الرياض.ويتفق عدد من لاعبي الاندية بالمنطقة الوسطى ومنهم ميزر امان وناصر بن سيف ومحمد بن عاتق وسلطان بن مناحي وعبدالرحمن آل الشيخ، على ان الثنائي العاصمي عبدالرحمن بن سعيد ومحمد الصايغ هما المؤسسان الفاعلان اللذان قامت على اكتافهما «رياضة الوسطى» بدعمهما واخلاصهما وكفاحهما في حقبة لم تكن الرياضة مقبولة اجتماعياً عند المجتمع النجدي..إن تكريم الرموز والرواد في شتى المجالات يبقى مسؤولية مشتركة ولاسيما اولئك الذين انفقوا الكثير والكثير فتركوا بصمات واضحة وادوارا فاعلة في رسم ملامح انطلاقة المسيرة الرياضية بالمنطقة الوسطى وهي في مرحلة نموها.وامام ذلك اضع على طاولة امين مدينة الرياض صاحب السمو الامير الدكتور عبدالعزيز العياف هذا الاقتراح المتواضع المتمثل في اطلاق اسمي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد والشيخ محمد بن عبدالله الصايغ رحمه الله على أحد شوارع العاصمة الرياض تقديراً وعرفاناً لدورهما الريادي في تأسيس الرياضة بالمنطقة من جهة وتكريماً لهذين الرمزين العصاميين اللذين ضحيا بكل شيء من اجل خدمة الوطن في هذا الجانب من جهة أخرى.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved