editorial picture

عامٌ عاصفٌ

لاتزال توابع الزلزال تترى، فما حدث في مثل هذا اليوم قبل عام من الآن كان بمثابة الزلزال العنيف الذي دمر الكثير، لكنه نبَّه أيضاً للكثير الذي لا يزال يتفاعل تحت السطح..
ورغم فداحة الأمر، فإن الإرهاب في تجلياته الفردية والجماعية، بل وحتى تلك الرسمية التي تتمثل بصورة أوضح في إسرائيل، لا يزال هذا الارهاب مشكلة دولية، على الرغم من الحملات التي جُرِّدت له في بحر هذا العام.
فإسرائيل لا تزال تسهم بطائفة واسعة من التعقيدات التي تغذي بدورها الإرهاب..
لقد أدت أحداث سبتمبر إلى اقتلاع نظام طالبان من الحكم في أفغانستان وإلى تشتيت عناصر القاعدة، لكن التطورات في تلك البلاد تشير إلى أن هذه الجماعات لا تزال تتمتع بقدر من حرية الحركة.
وفي ذات الوقت فإن المعالجات المتسرعة الناجمة عن ردود فعل انفعالية بسبب قوة الصدمة أدت إلى سلبيات أخلت بأسلوب حياة بعض الاقليات الإسلامية في الغرب، غير أن الأمر تجاوز تلك الأقليات إلى البلدان التي أتت منها مما خلق حالة من التوتر على الساحة الدولية خصوصاً وأن أصابع الاتهام أصبحت تطال دولاً ليست لها علاقة بتلك الأحداث الارهابية.
هذه الأجواء شكلت فرصة لمن يجيدون الصيد في الماء العكر، وهكذا فقد قفزت إسرائيل إلى صدارة الأحداث لتتبنى حملة مكافحة الارهاب، وهي الإرهابية العتيدة،
وجيّرت هذه الحرب لصالحها لتضع الفلسطينيين، أصحاب الحق، في خانة الارهابيين ولتدفع بفصائلهم إلى القوائم السوداء في واشنطن.
لقد أربك النهج الإسرائيلي الحملة ضد الارهاب من خلال خلط الأوراق وضياع ملامح الارهابي حسب التصنيف الإسرائيلي.
ومع الفوضى المصاحبة لمثل هذا العمل صارت أصابع الاتهام تتوجه بدون هدى إلى هذا الطرف أو ذاك بحسب أهواء هذه الدولة أو تلك،
وهكذا فقد أصبح مجرمون عتاة في جبهة محاربة الارهاب بينما جرى تصنيف دول معروفة بتوقها الشديد للسلام والاستقرار في الجانب الآخر.
إن وقفة في ذكرى هذه الأحداث المشؤومة مسألة ضرورية لإعادة ترتيب ساحة دولية باتت نهباً للفوضى، لأن البعض يملك أصواتاً أعلى يعمل من خلالها على إخفاء الحقائق والترويج لمواقف حتى وإن كانت غير عادلة.


jazirah logo