* إنني ألاحظ في موضوع مشروعاتنا، التي ننهض بإنشائها، أننا لا نحدد لها مواعيد ابتداء ولا انتهاء، وهذا يعدّ خللاً، ذلك أن الأمم المتقدمة، حينما تخطط لمشروعاتها، وحينما تشرع في الإعلان عن تلك المشروعات وترصد الأموال لتنفيذها، تقول: إن المشروع الفلاني، يكلف كذا من المال، وهو على مستوى كذا من الجودة، وبتاريخ كذا سيبدأ التنفيذ، وسيكون الانتهاء منه بتاريخ كذا من الزمن، ونحن نفتقد إلى هذه التحديات في كثير من مشروعاتنا التي نريد إنجازها، فما مرد ذلك يا ترى!؟.
* قال المهندس الأخ عبدالله المعلمي ونشرت صحفنا، انه سيكون في جدة وسائل نقل متطورة قاطرات ، وهذه بشرى ومنى، ولكن كما هي الحال، لا يدري المواطن، متى البدء، ومتى الانتهاء!؟ وكذلك السؤال عن تفاصيل المشروع.. وكتبت صحافتنا عن مشروع مماثل في الرياض قطارات انفاق أو وسائل أخرى، ولم يقل الخبر، متى البدء في المشروع ومتى ينجز!؟ أرجو أن نتخلص من هيمنة التعويم في مشروعاتنا وإنجازاتنا، ولاسيما انها جاءت متأخرة زمناً، وكان ينبغي ان تكون قبل عقود، وهذا التأخير محسوب علينا!.
* يقول المهندس المعلمي: «وأمانة جدة هي أول من أدخل الحاسب الآلي في الأمانات، ومع الأسف أمانة مدينة جدة في الوقت الحاضر هي متأخرة عن زميلاتها من الأمانات في بقية المدن في مدى تطور أجهزة الحاسب الآلي لديها».
هكذا إنجازاتنا، تبدأ وتتوقف وتتأخر، وفق اهتمام وتقصير المحرك والمسير لها، وهذا محسوب كذلك على القيادات في المؤسسات الحكومية، التي لا تحاسب على ما يحسب عليها، من وزاراتها وما بعدها من جهاز الرقابة العامة، الذي يبدو انه توقف أو أوقف!.
* أسعدني اهتمام الأخ عبدالله المعلمي بغيرته على لغتنا العربية، وهذا الحس والاهتمام ورثه المهندس عن والده رحمه الله ، وأرجو ان يجدي هذا الاهتمام في زمن اتسع فيه الخرق على الراقع، كما يقول المثل العربي.. وأرجو ان تعم هذه الغيرة، فلا يوظف في أي وظيفة أداء كتابي إلا من يتقن لغتنا الجميلة ، كما صنع الأمير خالد الفيصل في عسير، إذا كنا حقاً نغار على لغتنا في وطنها، وإذا كان لنا حس، يدفعنا ألا نحفل في دواويننا من لا يتقن لغته، كما كانت أمتنا في أوج مجدها، في عصرها الذهبي!.
* إن لغة الكتاب العزيز تئن وتشكو اهمال أهلها لها، والطلاب يكرهونها، لأنها تقدم إليهم في أسوأ صورة وأردئها وأدناها، ذلك ان الذين يقدمونها على طبق من نحاس أو من «ديس»، ليسوا الأهل الحقيقيين بهذا المجد، وإنما هم يسيئون للعربية، وإلى طلابها، لأن المنشئين جاهلون بما ينبغي ان يكونوا حماة للعربية الشاعرة، فهم ليسوا شاعرين بها، وإنما يؤدون وظيفة ليسوا أهلها، لأنهم لا يغارون عليها، فأفسدوا أذواق متلقيها، لذلك كرهوها!.. فمن للغة الكتاب العزيز والسنة المطهرة، لغة البيان، ليحميها ويرعاها وينهض بها!؟.
فيا ويلكم أبلى وتبلى محاسني ومنكم وإن عز الدواء أساتي فلا تكلوني للزمان فإنني أخاف عليكم أن تحين وفاتي |
حافظ إبراهيم «للحديث بقية» |