* الرياض - سالم العيدي:
أكد معالي وزير المعارف الاستاذ الدكتور محمد بن احمد الرشيد في ختام اللقاء السنوي لمسؤولي التعليم الذي اقيم بقصر الثقافة بجدة خلال يومي السبت والاحد الماضيين على اهمية استثمار الوقت والبداية الجادة والقوية منذ اللحظة الاولى في العام الدراسي الجديد 1423/1424هـ، والذي سينطلق يوم السبت المقبل 7/7/1423هـ بإذن الله.
واعرب معاليه عن سعادته لاكتمال كافة الاستعدادات لبدء عام حافل بالجدية والنشاط، مشيرا الى ثقته فيما استمع اليه من تقارير الوكالات والادارات المعنية بالوزارة حول استعدادها للعام الدراسي الجديد. ووجه معاليه المسؤولين بالتركيز في عملية التطوير والتحسين في العام الجديد على «المعلم» لان المعلم هو العنصر الاهم والابعد اثرا في العملية التربوية والتعليمية، بدءا من اختياره بعد توفر المواصفات المهنية، وهي شروط كثيرة ومتطلبات مهمة ذاتية ومكتسبة ثم صقل مواهبه وقدراته بمزيد من الدورات التدريبية المكثفة، ومن اهم جوانب التدريب الضرورية تمكينه تقنيا بحيث يبرهن اداؤه على جودة معرفته ومهاراته واستيعابه لمفاهيم التقنية وعملياتها. وكذلك التركيز على انتقاء «القائد التربوي» على اعلى المستويات كافة مهما صغرت او كبرت في ادنى السلم الاداري الى اعلاه ومن هم في الادارة المركزية، ومن هم في ادارات التعليم، مؤكدا على اهمية «المهنية» في المقام الاول، التي تقوم على الموضوعية الخالصة المجردة، والواضحة. اما الموضوع الثالث الذي ستعطيه الوزارة اولوية خاصة العام المقبل فهو «الخطط التعليمية بعامة» وخطة «التعليم الثانوي بخاصة»، ليكون هناك تمييز دقيق واضح يتحقق في المدرسة الثانوية بين من يواصلون تعليمهم الجامعي، وفي اي مجال يتخصصون، وبين من يلتحقون بسوق العمل بعد ان هيئوا له. واوضح المشرف العام على العلاقات العامة والاعلام التربوي الاستاذ يوسف بن محمد القبلان ان اللقاء الذي توج بلقاءات شخصية مع قيادات هذه البلاد المباركة واتسم بالجدية في الطرح ناقش عددا من الموضوعات المهمة ومن ذلك: مناقشة مشروع الصيانة في المدارس الذي نفذته الوزارة هذا الصيف، حيث قدم المهندس عبدالله الفوزان وكيل الوزارة للمباني والتجهيزات المدرسية ومدير عام الصيانة م. عبدالعزيز الجماز مدير عام الصيانة تقريرا مفصلا لما تم في خطة الصيانة، واوضح التقرير ان الوزارة اكملت توفير وسائل السلامة في المدارس بنسبة 100% ولله الحمد، وذلك بعد تنفيذ كافة الاعمال العاجلة المطلوبة لصيانة جميع المباني المدرسية واعمال الترميم، وتم توظيف الورش التعليمية وفرق الصيانة المتنقلة. وتم طرح عملية تأمين «18000» الف طفاية حريق، ويجري حاليا استكمال اجراءات تسليمها للمدارس وقد اعتمدت خطة الصيانة على عدة اساليب هي: اسلوب الصيانة التعاقدية، واسلوب الصيانة الذاتية وتشغيل الورش المتحركة، وبرنامج الامن والسلامة وشهادات الانجاز من مديري المدارس، وبرنامج الجولات التفتيشية والمعاينات، وبرنامج تعويض الاستهلاك لتغطية احتياجات الورش.
كما قدم المهندس عبدالرحمن الاحمد وكيل الوزارة لشؤون تعليم البنات تقريرا مفصلا حول صيانة مدارس البنات واكد اكتمال حصر وفحص جميع المباني وتحديد نوع الصيانة التي تحتاجها، وتوسيع مظلة اسلوب الصيانة التعاقدية وتوفير دعم اضافي لعدد «25 ادارة بلغت جملته «211 ،841 ،4» ريالاً لتوفير قطع الغيار لضمان تنفيذ برنامج الصيانة الصيفية للادارات التي لا توجد بها صيانة تعاقدية دعما للصيانة الذاتية. وقد وجه معالي الوزير في ختام عرض التقريرين باعتماد صيانة المدارس صيف كل عام، وذلك قبل بدء العام الدراسي، وذلك في اطار مشروع شامل يماثل هذا المشروع الذي تحقق له النجاح بفضل الله.
من جانبه اكد د. ابراهيم الدريس امين عام اللجنة العليا لسياسة التعليم ورئيس اللجنة المكلفة بمتابعة استعدادات الوزارة لبدء العام الدراسي الجديد مباشرة كافة المعلمين الجدد مطلع الاسبوع الحالي والبالغ عددهم عشرة آلاف معلم، اضافة الى توفير الكتب والمستلزمات الدراسية كما تمت صيانة الكراسي والطاولات وادوات المختبر. وقد عرض الدكتور نايف الرومي مدير عام التخطيط التربوي خطة وزارة المعارف العشرية، التي اشتملت على جملة من المشاريع والبرامج الجديدة، واوصى الاجتماع بمراجعة الخطة والتأكد من شموليتها لكافة عناصر العملية التعليمية «بنين وبنات» ووضع اولويات وآليات تنفيذ دقيقة، واطر محاسبية لمتابعة تنفيذ ما تضمنته الخطة من رؤى مهمة لتطوير التعليم.
وناقش اللقاء هيكل ادارات التعليم الجديد، الذي قدمه د. عبدالله المعيلي مدير عام التعليم بمنطقة الرياض ورئيس لجنة الهيكل، واوصى المجتمعون بإمعان النظر في الهيكل ودراسته من قبل اللجنة، ودراسة الملاحظات التي اثارها الاجتماع ليخرج في اطار تكاملي يراعي الترشيد الاداري واسناد المهام الصغرى الى الادارات الاكبر لتحقيق المصلحة العامة، واختصار الاجراءات الادارية لضمان سرعة الانجاز.
كما اعرب المجتمعون عن سعادتهم الغامرة، وتقديرهم البالغ للعاملين في شؤون المعلمين الذين استطاعوا تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة في عملية النقل والتعيين، وذلك بالعدالة المطلقة التي تعتمد على اسس وضوابط دقيقة تراعي احقية المعلم والمعلمة في النقل او التعيين، واستبعاد العاطفة والمجاملة والوساطة نهائيا لضمان ان يأخذ كل ذي حق حقه. وقد وجه معالي الوزير عقب الاستماع الى تقرير مدير عام شؤون المعلمين الاستاذ عبدالكريم الزهراني حول حركة النقل والتعيين هذا العام، وجه شكره العميق للعاملين في تعليم البنين وتعليم البنات الذين كانت «العدالة» شعارهم.
من جانبه اكد د. عبدالعزيز المنصور مدير عام الحاسب الآلي في ورقة تقدم بها للاجتماع اكتمال مرحلة الربط الالكتروني بين اجهزة الوزارة المختلفة وادارات التعليم والكليات بما نسبته 80%، وذلك في اطار مشروع الوزارة الالكترونية الذي تعمل عليه الوزارة حاليا. وقد اقر اللقاء القواعد الجديدة لتنظيم السلوك والمواظبة لطلاب مراحل التعليم العام التي عرضها وكيل الوزارة للتعليم د. خالد العواد، واجمع اللقاء على جودة اللائحة الجديدة، وعوائدها التربوية على سير العملية التربوية والتعليمية، وشموليتها التي ستساعد المعلمين والاسر على ضبط السلوك، وتربية الابناء على اسس راسخة من العقيدة الاسلامية، ومراعية للنظريات التربوية، والارتقاء بالسلوكيات الحسنة وتعزيزها وتعهدها بالتشجيع والرعاية والحد من المشكلات السلوكية لدى الناشئة بكل الوسائل الممكنة.
من جهته قدم مدير عام التخطيط والتطوير الاداري الاستاذ يوسف القبيلان تقريرا عن صندوق التكافل الاجتماعي الذى يجسد صورة من الصور التي تميز المجتمع المسلم الترابط والتكاتف بين افراده، امتثالا لقوله تعالى: { وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" }، ولتعزيز هذا المنهج التربوي في مجتمعنا السعودي الذي يتصف بحبه للخير، فقد اقرت الوزارة مشروعين خيريين هما مشروع «صندوق التكافل الاجتماعي» ومشروع «صندوق الطالب الخيري» اللذان يعملان لاجل تحقيق التكافل الاجتماعي وتعميق اواصر العلاقات على منسوبي الوزارة. كما استعرض مدير عام الاختبارات د. عبدالخالق خلف الدروس المستفادة من طريقة اختبارات الثانوية العامة، وتحدث وكيل الوزارة للتعليم د. خالد العواد عن الندوة التي سيرعاها سمو ولي العهد في شهر ذي القعدة المقبل بعنوان «ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع»؟ وأهمية ان تشارك جميع ادارات التعليم والكليات في انجاح هذه الندوة الكبرى. وقد اقر الاجتماع مشروع وكالة الوزارة للثقافة والعلاقات الخارجية الذي عرضه وكيل الوزارة للشؤون الثقافية د. ابراهيم الشدي بعنوان «القراءة للجميع» وهو مشروع ثقافي ستنفذه الوزارة الفصل الدراسي الثاني بإذن الله.
| 
