Wednesday 11th September,200210940العددالاربعاء 4 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بروق عبدالله السريعة.. وثيقة وطنية للعمل على قول الحقيقة بروق عبدالله السريعة.. وثيقة وطنية للعمل على قول الحقيقة
عبدالله يحمّل «رجال التعليم» مسؤولية تطوير المناهج
الوطن لا يريد من أبنائه أكثر مما جاءه من أعدائه
حقد الصهاينة لم تنج منه حتى الأشجار

قراءة منصور عثمان
« إن من يريد مكافحة الكذب والجهل، ومن يريد قول الحقيقة فعليه أن يتغلب على خمسة مصاعب:
أن يتحلى بالجرأة لقول الحقيقة رغم أنها تُضطهد في كل مكان وان يمتلك الذكاء للتعرف عليها رغم أنها تحظر في كل مكان، وأن يملك فن استخدامها كسلاح، وأن يكون قادراً على الحكم باختياره أولئك الذين تصبح الحقيقة في أيديهم فعّاله، وأن يمتلك القوة لنشرها بينهم.
إن المصاعب جسيمة، تطال من يقول الحقيقة حتى في تلك البلدان التي تسود فيها الحرية والديموقراطية».
من كل ذلك جاء حديث عبد الله بن عبد العزيز يوم أمس الأول - لرجال التعليم - متسقاً مع ما لهذا الرجل من مواقف -وماله من أفكار- تأخذ شكل «الحوار» وترتدي - دون- زيف- «أبوية» تحرك بوصلة الذهن، باتجاه - الوطن - حيث لا خيار يطرحه - نائب المليك - غير مصلحة الوطن والمواطن.. والمواقف السابقة كفيلة بالتدليل على صدق التوجه لديه.
ليبدأ ارتجال كلمته - بالتذكير بعظم المسؤولية، والأمانة المعقودة في الرقاب - لحمل مشقة القول والعمل - على تطوير الأداء وسوية المعاملة، بين المسؤول والمواطن، وهو إذ يذكرّ بذلك بالايماء - الا ان الدلالة تكبر عندما يحفز من يصغي من رجالات الدولة على «العمل الخالص»، والذي يتخذ من الصدق.. الضمير.. الحق أجمل تجليات «الوطن».
ولكنه في ذات الوقت ليس منفصلاً ولا متأقلماً - ولا منعزلاً - عن الراهن - الذي يمور بالعالم أجمع من تكتلات ورهانات دولية - تضع منطقتنا والعالم في «مخبر» يسمى في علم التوازن الدولي - سلماً عالمياً وعدالة -محايدة- فإما أن تنجح ويدفن العالم «لغة العنف» وإما أن تكون عاراً على الحضارة الإنسانية وتعود بها - إلى لغة الأقوى الظالم..
ذلك أن الماكينة الاعلامية الأمريكية -تحديداً- قد غالت في الايذاء -والبث ليل نهار - مستهدفة ثوابت الأوطان.
وبرغم قوة تلك «المفرمة» الإعلامية الا أن عبد الله يجيء مؤكداً أن أمرين لا أخذ فيهما ولا عطاء - هما - الدين والوطن - مشيراً إلى توأمة لا انفصال بينهما وان «شعب المملكة - قادر على الحفاظ على ثوابته.. دون مغالاة - ولا تفريط..
وهذه حقيقة أخرى يتجلى بها «صوت» عبد الله بن عبد العزيز - ويملك جرأة قولها..
مشيراً أن معرفة الأعداء باتت واضحة - ولا مجال للمواربة - فالزمن لم يعد يحتمل - اخفاء الحقائق..
وفي وسط حالة الاصغاء التام وبفروسية الرجال المؤتمنين على «أوطانهم»- يؤكد - نائب المليك بالتقصير - ويقول - نعم التقصير- هناك قصور ولا أنكر وهذا الاعتراف لا يتقنه إلا الكبار - والاعتراف خطوة مهمة - في بناء الاكتمال.
ولأنه يخاطب رجال التعليم - والقيمين على ادارة عقول - وتنمية معارف ومهارات بنات وأولاد - نساء ورجال - الوطن فهم المعنيون أولاً بتلافي القصور - واعادة ترتيب بيت المعرفة - وهذا «الاعتراف - انما هو جزء من ذكاء بث - وتحميل الآخرين المعنيين هذه الحقيقة-.
وقبل أن يستدرك كانت - ومضات عبد الله تؤاخي بين - الحكمة - والصراحة - بين رغبة الاصلاح.. ودوافع - المبادرة في - كل مسؤول يتربع على ادارة في هذا «الوطن».
ثم استدرك بما يشبه الاسترسال.. حين قال - كل شيء يجيء في وقته رابطاً رغبة - اكتمال - التقصير - واصلاحه - بحالة استحقاقه- دونما - تباطؤ - أو عجلة -..
وذلك في «قوله - ما علينا إلا الصبر - والاتكال على الرب عز وجل -..
وهذه دلالة - ان العمل الجاد - والتغيير الايجابي لا يتم إلا بالصبر - والجهد - وحالة الابداع الدائمة.
وفيما يؤكد - حفظه الله - على الثوابت - أشاد بالعلماء، وأبعد عنهم أي سوء - وانهم مطالبون بالانفتاح قليلاً - على المجتمع - وعلى تحقيق التناغم - في روح الدين، وبناء المؤسسات المجتمعية - الحديثة-.
ولكنه - قال - بما يشبه الأسى - مصيبتنا الذين هم دون العلماء - في اشارة - لبعض الفئات التي تنصب أنفسها -دون علم أو دراية - مسؤولية قيادة الناس للدين - وهم دون ذلك-.
إذ إن شرط «العالم - هو المعرفة - والحكمة - والنزاهة - والعدالة - وعدم ايذاء الناس - والتعامل بوسطية - ارتضاها الله سبحانه وتعالى لعباده - فكيف لا يرتضي البعض ذلك - ومضوا في «نزعات راديكاليه - ومغالاة وتطرف - بغيض - ازاح فهم العالم لنا - إلى مفاهيم غير سوية - وانزاحت معه - كل مفاهيم الوسطية والحضارة - في الترفع - والمعاملة-.
فالوطن - لا يريد من أبنائه - أكثر مما جاءه من أعدائه»
بهذا القول اختصر - عبد الله بن عبد العزيز كل الضجيج الذي أفرزته - المزايدات - والعنعنات - بعد.. احداث 11 سبتمبر.
وقال: - الوطن - يريد الهدوء - والسكينة..
هذه حقيقة أخرى يضيفها إلى سلسلة الحقائق - لتكون - عناوين جادة - لا أجندة وطنية يجب أن يرتهن لها - الكبير والصغير.
وان القرارات المدنية التي تنظم سير الدولة هي من أجل الإنسان وحماية له محملاً الآخرين الذين ينظرون للتغيير - في بعض الأنظمة - بعين واحدة مسؤولية - التفكير - عندما قال عن عملية الدمج بين وزارة المعارف - والرئاسة العامة لتعليم البنات: ليسأل الحاضرين «هل هناك أحد يعمل غيركم..؟ هؤلاء بناتكم هؤلاء اعراضكم - هؤلاء شرفكم.. فمن هو محل الثقة - غيركم..!!
وهكذا يضع - الرؤية - واضحة - والحقيقة ساطعة دون مؤاربه - أو نقصان - وهذه دلالة - أكيدة على قدرة الوطن برجاله ونسائه - لتحمل مسؤولية التقدم والرقي.
وتجيء الحقيقة التي تحفز دائماً - ليقولها الفارس العربي - هكذا - دونما وجل.. مخاطباً رجال التعليم «ان شعبكم يطالبكم بالكثير - حول تطور مستوى مناهج وطرق التعليم - ويسترسل - ولا نشك انكم أهل للثقة.
هذا هو عبد الله - قال حقائق - الوطن وبجرأة - وما تبقى سيكون مسؤولية الجهات التنفيذية - لبلادنا - وهي وثيقة - وطنية - للتقدم واشراك «الكل» في مسارنا الوطني.
وبرغم الجانب المحلي لحديث الأمير - الا انه لم ينس ما تعانيه الأرض الفلسطينية من عنف - وبربرية وتساءل بحنو الأب العروبي - لماذا - حتى الأشجار - يقلعونها - ولماذا النساء يلدن في الشوارع - والأطفال دونما - أكل.. أو دواء.. ولكنه - وبيقين المؤمن - يرى أن النصر سيأتي لا محاله.. لقد كافح - الأكاذيب وتصدى لها- وتغلب على صعوبات قول الحقيقة، وامتلك الذكاء - قبلاً للتعرف على الحقيقة واخرجها - لمن هم أهل لها - لتصبح فعالة بين أيديهم.. وإلى مزيد من الفروسية سيكون الوطن معافى - لان - الحقيقة وحدها قادرة على استنهاض الشعوب.. والحفاظ على خصوصيته المجتمعية - وبحراكها - المتنامى لخير الأرض والإنسان.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved