هذه الأيام.. تبدأ رحلة المعلمات «المعينات» أو المجدَّد لهن في نفس المدرسة والقرية لعام ثانٍ أو ثالث أو خامس.
* تبدأ هذه الأيام.. الرحلات الشاقة.. في صوالين واتوبيسات صغيرة.. وتبدأ معها رحلة العذاب والهموم والأخطار والمشاكل العائلية..
* تبدأ الرحلات قبيل الفجر.. وتنتهي قبيل المغرب.. وما بين آخر الليل وأوله.. رحلة شاقة كلها مشاكل وعذاب وأخطار.
* انسانة مرهقة متعبة.. كلها تفكير وانشغال ذهني مطلوب منها أن تعطي وتعلِّم وتربي وتبدع.. ويعتمد عليها في تنشئة أجيال..!!
* المعلمة في هذه المرحلة.. «أصلاً» هي مرحلة فاصلة في حياتها..
* مرحلة مهمة كلها تراكمات نفسية.. ومع ذلك.. يضاف إليها أعباء ومشاكل ومتاعب عملية جديدة اسمها «الوظيفة» والعمل والسفر والعودة.
* تعيين المعلمات خارج مدنهن.. وبعيداً عن أهلهن وبيوتهن أو أزواجهن.. قضية جديدة علينا..
* بعد أيام.. عليك أن تخرج من منزلك قبل أذان الفجر بساعة.. واجلس على أحد الشوارع الرئيسة وراقب الوضع..
* عشرات الصوالين.. والاتوبيسات و«الْبْقُوس» و«الفانات» تتخاطف أمامك.. وكل سيارة «متروسة» بالمعلمات ونصفهن يغط في نوم عميق.. ولا تدري هل تعود أولا تعود؟!!..
* بودي.. لو يتم اعداد دراسة تربوية دقيقة على بنات المناطق والقرى النائية اللاتي يدرسهن معلمات آخر الليل.. ما حجم انتفاعهن ودرجة استفادتهن؟!.
* ليت وزارة المعارف تدرس أوضاع تلك المعلمات وحجم عطائهن وماذا تركن من أثر لدى الطالبات..
* وليت وزارة العدل.. تبلغنا.. كم معلمة طُلقت بسبب رحلة آخر الليل.. لأن الزوج.. كان يرفض هذا المشوار؟!!
* وليت الشرطة والمرور.. والدوريات وأمن الطرق تبلغنا.. كم مات من معلمة بسبب هذا المشوار.. الله يرحمهن ويقدس روحهن؟
* وليت.. وليت.. وليت وزارة المعارف و«خبراء التربية الحديثة» يعملون أي شيء لحل مشكلة معلمات آخر الليل.
|