Wednesday 11th September,200210940العددالاربعاء 4 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

يارا يارا
الرياض كصورة متخيلة
عبدالله بن بخيت

في ذهني موضوع أفكر دائما أن أطرحه في يارا ولكني أتردد دائما إما لأن الموضوع لم ينضج في ذهني أو لأني غير قادر على التعبير عنه بوضوح كاف أتذكره وأنساه ولكنه يكون قويا في وعيي في فترات السفر والسياحة مشكلتي مع هذا الموضوع أنه يتراوح بين الشخصي والموضوعي.
لا أحب زيارة المدن العربية وأفضل عليها دائما المدن الأجنبية زرت القاهرة قبل عدة أسابيع في رحلة عمل، كانت آخر زيارة لي للقاهرة قبل هذه الزيارة منذ أكثر من خمسة عشر عاما، أما بيروت فلم أزرها في حياتي سوى مرتين وفي كلتا المرتين لم أمكث فيها أكثر من أربعة أيام مرغما وقس على ذلك بقية المدن العربية في السفر لكل إنسان أسبابه ولكن هناك أسباباً مشتركة بين فئات الناس بتحليل بسيط يمكن أن تعرف لماذا تسافر العائلات السعودية بهذه الكميات الهائلة إلى خارج المملكة وبتحليل بسيط يمكن ان تعرف لماذا يسافر الشاب الأعزب أيضا فهناك تصنيفات عامة من الصعب تجاهلها.
هناك مدن وبلدان معينة تفرض نفسها على السائح السعودي، لندن، باريس، أسبانيا، القاهرة ومؤخرا بيروت، هناك عائلات زارت لندن أكثر من عشر مرات كما أن هناك عائلات زارت القاهرة عدداً لا يحصى.
تتمتع المدن الشهيرة في العالم عادة بصورتين: صورة حقيقية قائمة على الواقع وصورة متخيلة مزروعة في ذهن المرءتسهم بدور كبير في نظرته لتلك المدينة تردد الناس أن باريس على سبيل المثال هي مدينة الثقافة والجمال، ولكن كثيراً منهم يردد هذا الكلام وهو لا يعرف أين مصدر الجمال في باريس كما أنه لا يجيد أي شيء من اللغة الفرنسية حتى يتحسس علاقة باريس بالثقافة، ولكن هذا مزروع في داخله فهو مصرّ على أنه يحب باريس لأنها أم الثقافة والجمال ولكن تبقى مدينتا الرياض وبيروت أفضل مثالين على المدينة المتخيلة والمدينة القائمة على الواقع، فالرياض يمكن أن تكون في هذا الأمر عكس بيروت مشكلة الرياض أنها تعيش في الواقع بينما تعيش بيروت في المخيلة، فحسب وجهة نظري فإن كثيراً ممن يزورون بيروت ويزورون أخيلتهم هناك فرق لا يمكن تجاهله بين بيروت الحقيقية وبيروت المتخيلة، عندما تذكر كلمة بيروت ستقفز إلى الذهن حشد من الصور الجميلة: نجوى كرم نزار قباني شارع الحمراء شجرة الأرز برنامج يا ليل يا عين دار العودة مقهى الكريزي هورس أيام الستينيات والآمال العربية العراض فبيروت تسوّق نفسها في لفائف وعبوات من الجمال، رغم ان بيروت الحقيقية قائمة على فوضى المرور وضرب البواري وتمتلىء بالفقراء والسيارات المهترئة والسجائر ببساطة لا يوجد علاقة بين بيروت المتخلية وبيروت التي تقع في الواقع وبيروت عكس مدينة الرياض تماما، على الرغم من ان الرياض مدينة عصرية ومنظمة والناس فيها تحترم إشارات المرور بنسبة كبيرة، وأي سوق تجاري واحد فيها يعادل كل أسواق بيروت، رغم كل هذا لو سألت إنساناً لم يزر الرياض عن الرياض وخاصة من اخواننا العرب لرسم لك صورة مشوشة ومعادية بنفس الصورة التي رسمتها كاتبة لبنانية تدعى حنان الشيخ في رواية لها بعنوان مسك الغزال، الموضوع باختصار يدور حول الفكرة المسبقة فنحن لا نعرف كيف نزرع في أذهان الآخرين فكرة مسبقة مثال بسيط عن عملية زرع الأفكار المسبقة، هناك أكثر من عشرة تلفزيونات تروج لبيروت بينما لا يوجد تلفزيون واحد يروج للرياض، ارجو ان أكون أوضحت فكرتي، على أي حال سأعود إليها مرة أخرى بمقاربة أخرى.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved