Wednesday 11th September,200210940العددالاربعاء 4 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ذاك الملتقى.. اجتماع العلم والخير ذاك الملتقى.. اجتماع العلم والخير
سلمان بن محمد العُمري

اللقاء هو اجتماع من نوع ما، وفي ظلال الإسلام ورحاب الإيمان لا يكون الاجتماع إلا على الخير وبالخير ومن أجل الخير، هذا إذا كان الاجتماع عادياً وعلى مستوى حتى الأفراد، فما بالك باجتماع يستنير بنور الإسلام ويعقد على مستوى عالٍ وفي رحاب المعمورة كل المعمورة ويتبناه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بنفسه، بالتأكيد الثمار قطوفها دانية، والعطور يفوح شذاها، واللؤلؤ تطاله الأيدي، وعبير القول والفعل يملأ الأثير.
إنها ملتقيات الخير والعلم، وكلاهما في الميزان مهم، فالخير مسعانا له دائم، والعلم طلبنا له لا يتوقف، وجمعهما برابطة المحبة والألفة يبعث في القلوب الدفء والحب والحنان.
كانت ومازالت وستبقى - إلى ما شاء الله - سلسلة حلقاتها متكاملة مترابطة، لا تنفصم عراها، يشد بعضها بعضاً، في سبيل واحد، وطريق أوحد، وهدف لا ثاني له، ألا وهو إعلاء راية الحق، وانتصار كلمة الدين، وإبلاغ نور الحضارة الإسلامية لكل بقاع الأرض، فالمسلم تكون مشاكله على بساط البحث لحلها والوصول به إلى بر الأمان، وتدعيم ارتباطه بدينه، وغير المسلم تصله دعوة الحق بلا زيف ولا باطل، فتكون الشمس الساطعة التي لا يمكن حجب نورها.
أعرف أنه قبل أن أتم عباراتي، كان المقصود واضحاً في ألبابكم، وقبل أن أتفوه بالكلمة المعبرة كان المراد جلياً بيّناً لكم.
إنها ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية، تلك الملتقيات التي تقام سنوياً، وبدعم سخي خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود شخصياً، وبمتابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وتتشرف بتنفيذها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
لقد أثرت تلك الملتقيات ايجاباً وبشكل لا يقبل النقاش في تنسيق العمل الإسلامي الوسطي الصحيح على مستوى العالم، وأسهمت في تقديم الحلول النافعة لمشكلات المسلمين من خلال الرؤية العلمية الصحيحة المدروسة والمنهجية المستندة على أعمدة الحق ونور الإيمان وبيان القرآن الكريم وعطر السنة النبوية المطهرة.
لقد هدفت تلك الملتقيات إلى حث المسلمين على التمسك بعقيدة الإسلام الصحيحة السمحة، تلك العقيدة التي تأتي مع فطرة الإنسان ولا تنفصل عنها، وأي بُعْدٍ أو انحراف بالعقيدة ما هو إلا انحراف بالفطرة عن المراد الذي أراده الله عز وجل، إن تلك الملتقيات.. لتدعم الثوابت الإسلامية التي أجمعت عليها الأمة، وتستنهض همم الأقليات الإسلامية، وذلك بحثها على المحافظة على القيم الإسلامية السامية، وأخلاقيات الدين الحنيف، ودعمها في سبيل تقوية تمسكها بمسمياتها المميزة لها، وذلك لإظهار الصورة الحقيقية الواقعية الجميلة لتلك الأقليات كمجتمعات مسلمة وسط بيئات مختلفة فتخلص لدينها أولاً وتقدم الخير لمجتمعاتها ثانياً، وفي كل هذا انتصار للإسلام وراية الإسلام.
لقد سعت تلك الملتقيات للاستفادة من الجمعيات والمراكز الإسلامية في الحفاظ على انتمائها إلى دين الإسلام، وابراز الجهود المباركة التي تقدمها المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله وخدمة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم. وكذلك ربط مجتمعات الأقليات المسلمة في كل مكان، وكذلك لم تنس عملية المساعدة على تمسك المجتمع المسلم بدينه في البلاد المسلمة، ومد جسور التواصل فيما بين هذه المجتمعات تعميقاً لمبدأ الأخوة الإسلامية، فالمسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وقد يسأل سائل: هل تركز الملتقيات على الجانب التنظيري أم التنفيذي؟ والاجابة تكمن في نتائج وثمار تلك الملتقيات، فالجانبان يلتقيان ويتعانقان في ملتقيات الخير، فلم تقف تلك الملتقيات بنشاطها عند حدود الدراسات النظرية بل تعدتها إلى الجانب العملي الفعلي بالتوصية لمشروعات عملية يعود نفعها على الأمة ككل.
ملتقيات الخير نحن على موعد سنوي معها، حيث عقدت خمسة ملتقيات في القارة الأوروبية، وهذا الملتقى السادس يعقد في القارة الأفريقية وتحديداً في جنوب أفريقيا، فهنيئاً لنا بها، وهنيئاً لها بأمة بايعت على فعل الخير، وهنيئاً للأمة بأياد بيضاء تمتد دوماً لفعل الخير، وهنيئاً لتلك الأيادي أن كان الإسلام محركها، فنعم الأصل ونعم الجوهر. والله من وراء القصد.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved