إن الأشخاص الستة عشر الذين تمكنوا من الفرار من السطح المشتعل للبرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي في نيويورك عند وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر مدينون بحياتهم لبطل غير عادي وهو نوع من أجهزة المصاعد العملاقة التي تمكنت من حماية أحد السلالم من الانهيار كان هناك حوالي 2000 شخص تحت أسقف المبنى أو فوقها عندما اقتحمته طائرتان مختطفتان.
كان الناجون جميعا بالبرج الجنوبي من المبنى واستخدموا جميعا نفس السلم الذي يوجد فوق أجهزة المصاعد عالية السرعة من الدور ال 78 كانت هذه المصاعد هي الأضخم في المبنى منذ تركيبها قبل ثلاثة عقود أثناء بناء البرجين.
وقد تم وضع ماكينات المصاعد في صورة صف من الجنود أمام السلم وهو ما أدى إلى حماية السلم من الانهيار السريع.
فقد كانت غرفة ماكينات المصاعد تغطي حوالي نصف مساحة الدور 18 وهو ما دفع مصممي البرج إلى جعل السلم يدور حول الماكينات وبالتالي أصبح هذا السلم بعيدا عن منطقة اختراق الطائرة للبرج وهو ما أدى إلى أن يظل السلم مفتوحا من أعلى البرج إلى أسفله مما اتاح فرصة لنجاة هؤلاء الأشخاص الذين استخدموا السلم للهبوط إلى الأرض في حين استخدمه البعض الآخر للصعود إلى أعلى المبنى انتظارا لوصول طائرات الإنقاذ المروحية التي لم تأت وقد كان هذا هو السلم الوحيد الذي ظل يعمل حتى آخر لحظة في حين انهارت جميع سلالم برجي مركز التجارة في اللحظات الأولى.
وقد كشفت عمليات المراجعة للهيكل المعماري للبرجين بعد الكارثة أن غرفة ماكينات المصعد هي التي لعبت الدور الأساسي في الإبقاء على السلم الذي كان وسيلة لنجاة 16 شخصا على الأقل الذين كانوا موجودين في الأدوار بعد الدور 83 حيث نسفت الطائرات السلالم التي تربط بين هذه الأدوار العليا في اللحظة الأولى للاصطدام وعندما اصطدمت الطائرة الثانية بالبرج الجنوبي بدءاً من الدور رقم 78 ظل السلم يعمل وهو السلم الوحيد للهروب وتضم المجموعة المكونة من 16 شخصا والذين نجوا باستخدام هذا السلم عشرة أشخاص كانوا في ردهة الدور 78 ولكنهم كانوا في الجانب الشمالي من الردهة وبالقرب من السلم ولم يحاولوا اللجوء إلى المصاعد في حين لقي حوالي 200 شخص مصرعهم كانوا قد تجمعوا في الردهة أمام المصاعد السريعة عندما اصطدمت الطائرة بالبرج بعد حوالي 16 دقيقة ونصف من اصطدام الطائرة الأولى بالبرج الشمالي.
تقول إحدى الناجيات وهي جودي وين أن المكان كان أكثر ازدحاما من ساعة الغداء كما نجا اثنان كانا يعملان في بنك فوجي في الدور 81 ولكن غرفة المصعد كانت تفصل بين المكان الموجودين فيه ونقطة اصطدام الطائرة مما أتاح لهم فرصة الهرب عبر السلم وكان هناك أربعة أشخاص في الدور 84 منهم ثلاثة كانوا يعملون لدى إحدى شركات السمسرة والآخر في شركة لإدارة الأصول.
أما في البرج الشمالي فبمجرد اصطدام الطائرة بالبرج وجد الناس أنفسهم محاصرين بسبب انهيار جميع السلالم في الحال ولكن السلم أ في البرج الجنوبي كان سببا في نجاة هؤلاءالأشخاص.
تقول إحدى الناجيات وتدعى فروانس جونز أنها حاولت استخدام السلمين ب أو ج ولكنهما كانا قد انهارا ثم اكتشفت أن السلم أ مازال موجودا ففرت من خلاله.
| 
