كومبيوتر من شيكاغو بين حشد كبير في ردهة المصعد الكبير بالطابق 78 ومع الاعلان عن ان المبنى آمن عادت الطمأنينة بعض الشيء إلى نفوسهم، في هذا الوقت تسربت كلمات تقول ان هناك طائرة اصطدمت بالبرج الشمالي، وتدافع الناس باتجاه النوافذ لإلقاء نظرة على حالة الشوارع في الوقت الذي قال فيه دون سوف اذهب واستقل المصعد إلى اسفل لأرى بنفسي مايجري وقال لين وهو كذلك.. ولكن خذ حذرك هبط مصعد دون في غضون دقيقة وما هي إلا لحظة أو تكاد حتى اصطدمت الطائرة الثانية بالبرج الجنوبي.
***
حينما اصطدمت الطائرتان المختطفتان بمركز التجارة العالمي علق ما يزيد عن1000 شخص بين الحطام والنيران في الطوابق العليا أفلح ما يقل عن عشرين منهم في النجاة. فيما يلي قصص هؤلاء يروونها بعد مرور عام على الحادث الذي لم تشهد الولايات المتحدة له مثيلا:
حرارة فرن
وقف كيلي ريهر في لوبي الرواق الخاص بالمصعد في الطابق 78 لمركز التجارة العالمي رقم (2) المكتظ بجموع غفيرة وهو يفكر مليا ما إن كان عليه أن يذهب لاستعادة وسام صغير يخصه من مكتبه على ارتفاع 22 طابقا كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة بقليل من صباح 11 سبتمبر 2001 عندما وجد ريهر وهو محام يعمل لدى مكتب اون للخدمات الطارئة وجد نفسه وسط حالة الإخلاء.وقبل خمس عشرة دقيقة اقتحمت طائرة بوينغ 747 البرج الشمالي محدثة كرة من النار امتد أثرها إلى المبنى الآخر الذي يفصل بينهما 140 قدم مخترقا نوافذ الطابق رقم 103 وما تزال جودي وين إحدى زميلات ريهر تحس به كما لو كان الأمر بمثابة إدخال المرء لرأسه داخل فرن. كان ريهر ونحو عشرين من العاملين قد انطلقوا يهبطون الدرج نحو الاسفل قبل أن يستوقفهم نداء يقول إن البرج الجنوبي «آمن» وإن في وسع العاملين العودة إلى مكاتبهم.
وجد ريهر ووين نفسيهما عند أحد جسري المشاة بالطابق 78 الذي يقصده العاملون لاستخدام مصاعد خاصة سريعة تنقلهم للشارع وللسيارات الداخلية التي تقوم بخدمة الطوابق العلوية في تلك اللحظة كانت طائرة بوينغ أخرى 767 تميل بجانبها فوق ميناء نيويورك في مسار يقودها لنقطة في حدود 100 قدم من المكان الذي كان يقف فيه ريهر بالنسبة لأي شخص أمكنه مشاهدة كارثة في طريقها إلى الوقوع يكون القرار الصائب بديهيا: الانطلاق نزولا إلى أسفل. شاهد ريهر. 41 عاما زملاءه وقد تكدسوا داخل سيارة في اتجاهها للشارع ثم قام بالضغط على الزر الكهربائي الخاص بالصعود.
طرق النجاة
أعلى أم أسفل الموت أم الحياة الكرتان الناريتان اللتان ملأتا الجو بفعل إرهابيي 11 سبتمبر اكتسحتا كل شىء في طريقهما - الورق واللدن (البلاستيك) الأسمنت والفولاذ اللحم والدم كان نحو 1000 شخص قد حوصروا في الطوابق التي أصابتها الطائرتان أو الطوابق التي تعلوها - تقريبا من الطابق 78 فأعلى في البرج الجنوبي والطابق 94 فأعلى في الشمالي بعضهم قفز بنفسه نحو الهلاك وآخرون حاولوا إدراك سقف المبنى (الذي كان مغلقا) على أمل العثور على انقاذ عن طريق المروحيات (غير أن السلطات كانت قد استبعدت هذا الأمر تماما) أوالبقاء حيث كانوا في انتظار عمال الإنقاذ الذين لم يصلوا إليهم على الإطلاق.
غير أن مجموعة قليلة تقل عن 20 شخصا وفقا لدراسات نهائية قامت بها صحيفتا يو. اس. ايه. توداي ونيويورك تايمز. تلمست طريقها - هبوطا على درج غدار في البرج الجنوبي تغطيه سحب الدخان- نحو السلامة. من بين السبعة عشر الذين لا يزالون على قيد الحياة وافق عشرة على رواية قصصهم لمجلة «نيوزويك».بعضهم يروي قصته للمرة الأولى لقد أحضروا معهم ذكريات لا يمحوها الزمن عن أروقة متهدمة غطتها الجثث ووعيا يميزه التواضع بالكيفية التي أفلتوا بها بالكاد منزلقين عبر بوابة الحياة فالذين وهبت لهم الحياة لم يكونوا الأوفر فطنة أو الأفضل لياقة أو الأكثر استعدادا وكمجموعة فإنهم لم يكونوا أكثر استحقاقا للحياة من عاملي الإطفاء الذين عبروا بجانبهم صعودا في الدرج لم يكن أيضا إدراك مفتاح النجاة بسهولة معرفة الاتجاه الذي يقود للشارع. ما عليك إلا أن تسأل كيلي ريهر.
ظلام دامس
ما يستذكره معظم هؤلاء هو الظلام الذي أحاط بهم حينها ولم يزل كان هنالك وفق تقديرات متعددة نحو 200 شخص يتجمهرون في جسر المشاة عندما اصطدمت الطائرة767 بالواجهة الجنوبية للبرج الثاني. وهي تحلق بجانبها في انحدار شديد ينال من سبعة طوابق، وين ذات ال 45 عاما كانت هناك مع ثلاثة زملاء يعملون بمكتب «اون» وفي مجموعة أخرى كانت هناك لينغ يونغ. 49 عاما وميري جوز.53 عاما وهن صديقات من عهد الدراسة وعملن سويا بمصلحة الضريبة والمالية في نيويورك اندفعت موجة الانفجار التي أحدثتها الطائرة المنتقلة عبر جانبي المصعد شمالا حتى وسط الدهليز لتطرح أرضا بمن كانوا يقفون في الانتظار.وتسترجع يونغ ما حدث وتقول طرت من أحد جانبي الطابق إلى الجانب الآخر منه، حينما نهضت كان يتعين علي أن أدفع أشياء كثيرة تكدست فوقي ما كنت قادرة على الرؤية حيث غطت الدماء نظارتي. نزعت النظارة عن وجهي وقمت بتنظيفها جيدا ثم نظرت حولي فرأيت كل شيء هامدا على الأرض دون حراك بدا المشهد وكأنه أرض منبسطة مستلق كل ما هو عليها.
جثث تملأ المكان
مع وقع الاصطدام الأول كانت وين تطير بدورها أيضا وهي حلقت طويلا بمايكفيها للتفكير في ذلك الموت الذي تتجه نحوه وهي استقبلت الأرض بساعدها الأيمن مهشمة عظم زندها بشكل يصعب إصلاحه وحين استعاد البرج وضعه العمودي القائم بعد طول ارتجاج ودوي. انزلقت وين مرتدة نحو الطرف الآخر من الطابق وسط ركام من الحطام لتنتهي أمام بئر المصعد مباشرة حيث كان بوسعها رؤية ألسنة اللهب وهي تنطلق من أسفل إلى أعلى، «وقفت على قدمي وسرت فوق جثث الصرعى في اتجاه أفراد مجموعتي كان كل واحد منهم في ناحية جلست أرضا وكان رئيسي في العمل هوارد (كيستنبوم) ساقطا على ظهره دون حراك، وأعتقد أنه لم يكن حيا لقد عرفته ل 23 عاما. تذكرت أن مكتبا للاتصال كان يقوم في وسط الطابق» ثم سارت إلى ناحيته غير أن المكتب كان قد اختفى تماما وكلما واصلت السير جنوبا كان عليها أن تعبر بالمزيد من الجثث في وسط حطام الجدران الرخامية والقرميد المتساقط من الأسقف جلس رجال في كامل لباسهم الرسمي ينتحبون في هدوء بدلت وين من وجهتها وأخذت في السير باتجاه النوافذ الشمالية وجلست تنتظر قبالتها على الأرض وهي تنظر في الأوراق المتطايرة من البرج الشمالي الملتهب.
سلم الانقاذ
لم تدرك وين حينها كما لم تدرك يونغ أيضا أنهما كانتا على بعد ياردات قليلة من السلامة فمن بين ثلاثة أدراج للهبوط في حالات الطوارىء في البرج الجنوبي كان اثنان قد أصابهما الدمار بسبب الاصطدام ولم يعودا صالحين للاستخدام على الأقل من الطابق 77 فأعلى غير أن أحد الأدراج - الدرج (أ). وهو الأكثر بعدا من نقطة الاصطدام وتوفرت له الحماية بفضل الغرفة المجاورة ذات الدعامات القوية والخاصة بالمصاعد السريعة- كان سالكا رغم كثافة الأدخنة في بعض مناحيه والحطام المتراكم الذي يعوق السير في مناح أخرى منه. قالت وين لم اكن أعرف مكان الدرج كنا نجلس هناك متسائلين: أين الدرج؟ كنا قريبين جدا منه لكننا لم نره غير أن جوز التي انفصلت عن صديقتها يونغ كانت تعرف مكان الدرج وجوز لا تكاد تتذكر شيئا عن الاصطدام نفسه لكنها تتذكر أنها أفاقت بعد وقت قليل لتجد نفسها وقد غطتها الأتربة الناتجة عن تداعي الجدران قالت «تلفت ناظرة باتجاه الجنوب للنوافذ كنت أرى النار وحدها ولا شىء آخر ويحس بها وجهي كما لو أنه كان مشتعلا بالكامل الأشخاص الوحيدون الذين رأيتهم كانوا صرعى غير أني أذكر فتاة كانت تعمل عندي صعدت للطابق 86 بالدرج من الطابق 78 وكان هناك بئر مصعد تقدمت ببطء زحفا باتجاه بئر الدرج» كانت تفكر كما تقول في زوجها ديف الذي تقاعد للتو وشرع في التخطيط في أمر المنزل الذي سيقومان بتشييده في نورث فورك بجزيرة لونغ. «قلت فقط ياإلهي لا يمكنني الموت هنا لا يمكنني أن أتركه وقفت على قدميها ودفعت باب الدرج» (أ). لقد انفتح.
تصميم على النجاة
في حوالي ذلك الوقت تقريبا كان آخرون أيضا يستكشفون الدرج (أ). يتذكر ريتشارد فيرن. 39 عاما وهو مدير مساعدة فنية يعمل لدى يورو بروكرز (مكتب سمسرة) أنه وأثناء وجوده في الطابق السادس الذي يعلو جسر المشاة شاهد أشخاصا يلقون بأنفسهم من نوافذ البرج الشمالي ويقول إن عامل الزمن هو وحده الذي ساقه إلى هذا المكان كان قد ولج لتوه داخل أحد المصاعد ليهبط به إلى الطابق78 عندما ارتطمت الطائرة الثانية فاصطدم وجهه بمركبة قبل أن يجثو على ركبتيه.نهض واقفا على قدميه ليندفع باحثا عن أقرب مخرج والذي اتضح أنه الدرج (أ) كان باطن الدرج مظلما يشتم فيه رائحة الدخان غير أنه أفلح في تتبع خط أرضي وضاء دون أن يداخله شك في وجهته: نحو الأسفل كنت أركض وأركض وفجأة كان أمامي رجل وإمرأة ينظران إلي قائلين: لا يمكنك المرور كان حطام أحد الجدران المتداعية يغطي الدرج لم أعرهما الانتباه أو أرد عليهما بشيء. ومضيت أزيح في الحطام لمسافة قدم أو نحوه فهوى نحو الدرابزين ليستقرعنده في دوي كبير ثم واصلت السير لأسفل آمل أن يكون الزوجان قد اقتفيا أثري لم يكد يتقدم قليلا إلا وأمامه جانب من جدار آخر وقد تداعى مخلفا حطامه على الدرج غير أنه آثر هذه المرة السير فوق الحطام بدلا عن التوقف لإزالته ينزلق تارة ويترنح تارة أخرى قبل الوقوف على قدميه من جديد. لم أتوقف لالتقاط أنفاسي. ولو مرة واحدة كل ما كان يشغل بالي حينها (انج. أفلت بنفسك).وراء فيرن مباشرة غادرت مجموعة أخرى من الناس الطابق 84. وكان على رأس المجموعة التي تضم ستة أو سبعة أشخاص برايان كلارك وهو نائب رئيس تنفيذي في «يوروبروكرز» في ال 54 من عمره بعد هبوطهما ثلاثة طوابق التقت المجموعة برجل وامرأة يرجح أن يكونا اللذين بادرا فيرن بالكلام يتذكر برايان أن المرأة البدينة الحجم ورفيقها سهل القياد قد ألحا على المجوعة كي تعود أدراجها من حيث أتت وهي قالت محذرة إياهم لن تستطيعوا النزول من هنا! هنالك ألسنة لهب ودخان يتعين علينا أن نصعد الدرج لأعلى حتى ننجو من ذلك بينما توقفت المجموعة لمناقشة ما ينبغي فعله سمع برايان دويا ينبعث من الجانب الآخر لجدار الدرج وصوت استغاثة أقحم برايان جسده عبر المدخل المسدود متجها صوب الطابق 81. وكان آخر ما شاهده وهو يعبر المدخل رفاقه بوبي كول وكيفينيورك وديفيد فيرا وهم يقومون بتهدئة روع المرأة وحملها بعيدا عن النيران.جميعهم قضى نحبه.
نحن لسنا مذعورين
ستانلي بريمناث وهو مسؤول تنفيذي بمصرف فوجي في ال 45 من عمره كان قد نجا باعجوبة من ضربة مباشرة من الطائرة المصطدمة بالمبنى كان مشهد كرة النار التي انطلقت من البرج الشمالي قد دفعت به نحو المكان الذي كان يسمى باللوبي الرواق في ذلك الصباح لكن حينها جاء النداء الذي يقول أن المبنى آمن. وقام زملاؤه بتعنيفه للعودة للعمل تبع بريمناث زميلة كانت تعمل مساعدة له نحو المصاعد السريعة مخبرا إياها أن بوسعها أن تستريح عن العمل بقية ذلك اليوم كانوا ينظرون إلي وكأنهم يقولون: أي نوع من قرارات العمل هذا أن يدعها تعود للبيت؟ أبواب المصعد تنفتح وبداخلي إحساس بالخوف انهم يسخرون مني: أوقفوا الرجل لا نظنك مذعورا هل أنت مذعور؟ نحن لسنا مذعورين. تقدم يارجل، بصعوبة بالغة جرجر قدميه نحو مكتبه قرب نافذة تطل على الجانب الجنوبي من الطابق 81. كان يجيب على الهاتف عندما شاهد مقدمة طائرة اليونايتد ايرلاينز175 وهي تتجه مباشرة نحو نافذته أسقط الهاتف من يده وأنبطح أرضا في الوقت المناسب قبيل ارتطام الطائرة بالمبنى على ارتفاع 20 قدما من مكانه.
هوى حطام السقف متكوما على ارتفاع قليل منه وكان في وسع بريمناث أن يشتم رائحة وقود الطائرة وهو يندفع في غليان من الخزانات الممزقة سحب نفسه إلى أعلى الحطام وبدأ يزحف بعيدا عن الثغرة التي أحدثها جسم الطائرة سمع أصواتا.ثم رأى وميض ضوء يأتيه من ناحية كلارك قبل أن يطلق العنان لصيحة كبيرة الآن كان الدخان قد بدأ في تطويقهم وكان بريمناث يعاني من مشكلة في التنفس. غير أن كلارك عثر عليه بأعجوبة كما يقول وهو يأخذ نفسا عميقا لكن بريمناث كان ما يزال بعيدا عن متناول منقذه قابعا فوق ركام يعلوه ارتفاعه لثمانية أقدام.
طلب بريمناث من كلارك أن يصلي من أجله ثم شاركا بعضهما لحظة صمت وقور كما يصفها بريمناث على الرغم من أن كل ما كان يفكر فيه كلارك هو دعنا نخرج من هذا المكان.(أشرت إليه بأصبعي وقلت له يتعين عليك أن تقفز إلى هنا! إنه السبيل الوحيد للنجاة! قفز بالفعل وحاولت الإمساك به دون جدوى ثم حاول مرة أخرى. وبطريقة ما أفلحت في إمساك رقبته بذراعي وتحريكه لأعلى فأسفل المرة تلو الأخرى.) هبط الرجلان غير مصابين بأذى للعجب 81 طابقا لينتهيا إلى الطريق العام لقد قمت بإنقاذ حياتي قالها بريمناث بحماس متقد.
أجاب كلارك حسنا ستانلي ربما كان ذلك صحيحا غير أنك قمت بإنقاذ حياتي أيضا وهو لم يدرك حينئذ صحة ذلك الأمر إلا بعد مشاهدته للبرج وهو ينهار أرضا.
الشاب الشهم
بينما كان كلارك وبريمناث يتدبران طريقهما إلى أسفل للنجاة كانت يونغ المصابة بجرح بالغ تجلس وسط الجثث في قتمة الحطام بالطابق 78. في انتظار وصول الإنقاذ تقول يونغ كنا ننظر باتجاه الدرج دون أن نرى شيئا لم تكن هنالك أية لوحة إرشادية كيما تتحسس طريقك في الجوار كان يتعين عليك أن تسير فوق الجثث ولم نكن نرغب في فعل شيء من ذلك القبيل فجأة سمعوا صوتا يناديهم لقد تعثرت على الدرج - اتبعوني، توجهت يونغ صوب مصدر النداء والذي اتضح أنه شاب جميل الطلعة يحمل في يده منديلا أحمر اللون. قام الشاب باقتياد يونغ هبوطا لنحو منتصف الدرج الذي بدا الآن مهجورا -وتتذكر يونغ أنها رأته يحمل امرأة شابة على ظهره- ثم تركهم هناك ليعود أدراجه صعودا في الدرج. نجحت كلتا مجموعتي يونغ ووين في الوصول إلى الطابق 40. حيث أمكنهما استخدام المصعد الوحيد الذي كان عاملا في الهبوط إلى السلامة تقول يونغ لولاه لظللنا في الانتظار إلى حين يدركنا رجال الإطفاء وهم لم يبلغوا ذلك المكان على الإطلاق.ولم تعرف المرأتان إلى الآن اسم ذلك الرجل أو المصير الذي آل إليه بعد مرور بعض الوقت وفي شهر مايو وردت إشارة للرجل ذي المنديل الأحمر في صحيفة «نيويورك تايمز» جاءت الإشارة من قبل اليسون كراوذر التي قتل ابنها ويليس في انهيارالبرج كان ابنها ذي ال 24 عاما يعمل تاجر أسهم لدى ساندلر اونيل وإطفائيا متطوعا في بلدته نياك بنيويورك قالت كراوذر قبل يومين من 11 سبتمبر «تناولنا طعام العشاء سويا وأثناء ذلك جذب ويليس من جيبه منديلا أحمر. بعثت كراوذر بصورة ابنها لكل من يونغ ووين اللتين أكدتا أنه الشاب الذي قام بإنقاذهما.
علاقة مركبة
منذ شهر مايو غدت المرأتان مقربتين من اليسون كراوذر وزوجها جيفرسون إنها - فيما يتصور المرء - علاقة مركبة كان في وسع ويليس أن ينقذ نفسه بيسر. غيرأنه توقف لإنقاذ وين ويونغ وأربعة آخرين على الأقل في خضم حزنه يحس جيفر سونكراوذر بفخر عظيم بابنه ويحق له ذلك غير أنه يجد نفسه في ذات الوقت معاتبا لويليس على خيالاته الجامحة: إنه لم يكن يتخيل انهيار المبنى تماما كما كان الاعتقاد لدى قادة فرق إطفاء نيويورك في مسرح الأحداث.
لا يبقى لدينا سوى كيلي ريهر في مصعده بالطابق 78. الرجل الذي اختار أن يتجه لأعلى في حين توجه الحصفاء لأسفل. غير أن الرفاق الذين استغلوا المصعد السريع في رحلة للسلامة استغرقت 45 ثانية لم يدركوا غايتهم. أما بالنسبة لريهر فقد خر مغشيا بفعل السقوط قبل أن يفيق ليجد نفسه في سيارة مهشمة داخل بئرالمصعد المشتعل. أقحم نفسه عبر فجوة ضيقة بين الأبواب مستخدما حقيبته كدرع صد به ألسنة النار ثم تلمس طريقه بجانب رفيقيه كيتنغ كراون ودونا اسبيرا هبوطا عبر الدرج (أ) نحو النجاة. في اليوم التالي مباشرة قاد ريهر سيارته بعيدا إلى جزيرة لونغ مع خطيبته ليز وابنتها ذات ال 18 شهرا. كيتلين وحين شاهد كيتلين تضرب بيديها المياه داخل حوض السباحة بكى لأول مرة متذكرا النجاة التي أدركها جزافا والحياة النفيسة التي استردها بالكاد والحزن العظيم الذي حل بالبلاد وكان ذلك هو ما أعانه على تحمل الحياة خلال هذاالعام الشاق، الطفلة اللاهية في حوض السباحة تذكره بلحظة - من يوم مشمس ومهول في نيويورك - اختار فيها بطريقة أو بأخرى الحياة.
|