ضمان الحريات المزيف
سعود الطرجم

بدعوى حماية الأمن الأمريكي داخلياً ومكافحة الإرهاب خارجياً يتعرض العرب والمسلمون لمضايقات مخجلة وإجراءات استفزازية ليس في الأرض الأمريكية بل في سائر أنحاء المعمورة. وقد اعتقد الكثيرون أن ذلك أمر طبيعي لردة فعل غاضبة بشأن ما جرى خلال أحداث «11 سبتمبر» إلا أن استمرار تلك الممارسات المشينة وبعد مضي سنة كاملة على الأحداث يدعو للدهشة والعجب خاصة «والفاعل» دولة كبرى تفتخر دوماً بشعار ضمان الحريات والحقوق سواء الدينية أو السياسية أو المدنية. وقد أكدت التقارير الإعلامية العالمية الكاشفة للأوضاع في المجتمع الأمريكي أن تلك المضايقات لم يسلم منها حتى المتمتعون بحمل الجنسية الأمريكية حيث طال الإيقاف والسجن والاحتجاز الكثير ممن تنالهم التهم بسبب إسلامهم أو عروبتهم، وتعدى الأمر إلى تطبيق تلك الإجراءات التعسفية دون تقديم للمحاكم أو حتى إتاحة الفرص لهم للدفاع عن أنفسهم أو الاستعانة بمحامين.. وقد قامت مؤخراً الجمعية الإسلامية «أسنا» بتبني قرارات وتوصيات بطلب الحماية والعدل من مسيري القرارات في البيت الأبيض!! استياء من هذه الحماقات التي لا تفرق بين البريء والمذنب..!! في دولة «ضمان الحريات» لم يقتصر الأمر على مضايقة الأبرياء من العرب والمسلمين من جنسيات أخرى أو «متأمركة» بل تعدى الأمر إلى سحب «كرسي» كل منادٍ أو مؤيد للقضايا والمبادئ العادلة والمواقف المنصفة وما خسارة النائبة «سنثيا ماكيني» لمقعدها في الكونجرس كاستجابة فورية ومتوقعة بسبب تأييدها العلني والشجاع للقضية الفلسطينية إلا تأكيد على أن دولة «ضمان الحريات» شعارات إعلامية مزيفة تخالف الواقع وتتكشف سوءاتها أمام أعين العالم ..!!