Wednesday 11th September,200210940العددالاربعاء 4 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بلا تردد بلا تردد
ثقافة الاختلاف
هدى بنت فهد المعجل

ليس ثمة اتفاق نحظى به، ونحرص عليه في مواجهة مع جمهرة من بشر يحتفلون كل حين بولادة اختلاف في بيئة قابلة للتناسل، فتثري ما استمر عمر الثراء.. أو إجهاض اختلاف مشوه.. أو متابعة اختلاف خديج بغية اكتماله، وسلامته.
ليس ثمة اتفاق نحظى به، ونحرص عليه، والكل قد تكالبوا على قصعة أذنبت ليرموها بحجر كما لو أنهم بلا خطيئة.. فكان أن دوَّى صوت من بعيد.. «من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر».
لم يفرض علينا يوماً ما الرضا، والتسليم، والإذعان بما هو قابل للأخذ والعطاء..!! للفتل.. والنقض..
لنعم.. أو لا..!!
ولسنا ملزمين بأن نفرض على البعض الرضا، والتسليم والإذعان بما نأتي به من قول، أو عمل، أو فكر معرض للتغيير والتبدل.. فالاختلاف رحمة أيما رحمة منّت بها السماء علينا.. إذاً لماذا نصر على الاتفاق ونفرضه على من عدانا.. ونلزم الآخرين به؟؟!!
لنسترجع المعارك الأدبية السابقة.. ولا معارك أدبية ذات هدف في زمننا الحالي...!!
لنا أنساق أدبية متطورة، ومتجددة، ورؤى، وأفكار، ومستجدات، واتجاهات.. على أي شيء تغذّت.. ومن أين استمدت وقودها.. ألم يكن للاختلاف دور في شحذ هممها، وإعادة شحنها مرات.. ومرات.. ومرات.
إن اختلفت معك فلا تفسره عداء مني لك..!!
وإذا اختلفت معي فلن أعاديك مطلقاً..!!
كما أني لست مطالبة بإقناعك.. ولن تفرض عليّ قناعاتك.. ولكننا.. وبلا شك سنفرز شيئا من لا شيء.
وقد نكمّل بعضينا.. إن اختلفنا..!!
قد تجد صعوبة في أن يستوعب الشخص المقابل ما تود إيصاله.. لعدم قناعته بمبدئك.. بمنطقك.. بخط سيرك.. فيختلف معك.. ليس لأن مبدأك.. أو منطقك... أو خط سيرك متعرج.. مذبذب.. مهزوز.. ولكن لأمر آخر يصعب عليه استيعابه منك دفعه للاختلاف معك رغم كونك على حق، أو شيء من هذا القبيل.
والأسلم في مثل هذه الأوضاع أن لا نفرد لمساحة الاختلاف مساحة رحبة حتى لا نسمع ما لا نود سماعه..!! ولا نتهم بما نحن منه براء..!!
الاختلاف حسنه حسن.. وقبيحه قبيح.. وحينما تتواجه الأطراف المختلفة تستطيع أن تقدّر بديهياً حجم الخسائر قبل أن تقع، فتتلافاها على عجل.. وتقطع الطريق على المختلفين.. كما أنها تستطيع أن تقدر - بديهياً كذلك - حجم الأرباح فتستمر في اختلافها الثري وتغذيه جنياً لمزيد من الأرباح، لإدراكها أن الاختلاف ثقافة حينما تنسكب حبوبها في رحم أرض بكر لم يعاقرها التعصب، والانحياز، والتحجر تؤتي ثماراً ذات مذاق طيب، يسرّ الناظرين.. والطامة إن وقعت في رحم أرض جرداء منيت بالتشقق.

فاكس: 8435344 -03 /ص.ب:10919 - الدمام 31443

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved