Wednesday 11th September,200210940العددالاربعاء 4 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تدريس اللغة الإنجليزية بين القبول والرفض تدريس اللغة الإنجليزية بين القبول والرفض
د. دلال بنت مخلد الحربي

منذ سنوات خلت نشطت الصحف المحلية في نشر آراء المتخصصين من تربويين وأساتذة مناهج وطرائق تدريس، ومعلمين واصحاب رأي من الجنسين.. وكلهم يتفقون على أمر واحد وهو أهمية تدريس مادة اللغة الانجليزية ضمن مناهج المرحلة الابتدائية من منطلق واقع العصر.
وق تبنت وزارة المعارف وجهة النظر تلك من واقع معايشتها الفعلية وتجربتها العملية مع طلابها الذين تبين ضعف مستواهم العام في هذه اللغة وانعكاس الضعف على مستوى التعامل العام في الحياة كما أن الوزارة وعلى المستوى المحلي لم تغفل تجربة المدارس الاهلية التي قطعت شوطاً في هذا الاتجاه، وكذلك لم تغفل الوزارة التجربة على المستوى العربي على الاقل اقليمياً فان دول مجلس التعاون الخليجي كانت قد ادخلت اللغة الانجليزية إلى مناهج المرحلة الابتدائية وعليه قررت وزارة المعارف بعد دراسات وتوصيات تدريس اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية. وكان هذا القرار يحمل رؤية علمية ومنهجية واضحة وكذلك رؤية تربوية امام اصحاب القرار يدركها معهم كل من لمس عن قرب تدني مستوى الطلاب والهلع غير المبرر بين الطلاب من هذه اللغة في الاختبارات كما يدركه الكثير من الآباء والامهات الذين يصدون على الحاق أبنائهم بالمدارس الاهلية.
غير ان هذا القرار لم يقدر له التنفيذ فكانت هنالك اصوات قد ارتفعت خوفا من قرار وزارة المعارف باعتبار ان تدريس اللغة الانجليزية سيكون على حساب اللغة العربية اللغة الأم. في حين شطح البعض في الظن واعتقد ان المقصود هو (تغييب اللغة العربية) وآخرون هم مع اهمية تدريس الانجليزية غير انهم ليسوا مع المرحلة الدراسية التي يتعلم فيها الطلاب هذه اللغة ويرون تأخيرها إلى ما بعد المرحلة الابتدائية.
امام هذا التباين في الآراء ارتأت وزارة المعارف استقهاء التجربة بتطبيقها على عدد محدود من المدارس ثم اجراء دراسة تقويمية لمعرفة تأثير تدريس اللغة الانجليزية على المواد الدراسية الاخرى. ومع قبول تأني وزارة المعارف، اقول ان اللغة الانجليزية هي لغة عالمية شئنا أم ابينا، ومعرفتها قراءة وكتابة امر مطلوب، ويدخل من ضمن اعدادنا لابنائنا للمستقبل لفهم كل ما يدور حولهم، ولكي لا نبتعد كثيراً فديننا الحنيف حثنا على تعلم لغات الاقوام الآخرين امناً لشرهم، ومكرهم.
ومن جانب آخر فان علماء التربية يتفقون على ان الطفل في سنواته الاولى على استعداد متقن لتعلم خمس لغات في آن واحد، ونحن هنا لا نطلب منه خمس لغات بل لغتين هي اللغة العربية اللغة الأم، واللغة الانجليزية.
ان الامل ان ينظر للموضوع نظرة علمية موضوعية، وأن توضع حسابات العصر في هذه النظرة، فالانجليزية هي لغة العصر، وهي لغة التعامل على مستوى العالم وتدريسها امر مهم، فلعل الجهات المسؤولة تصل إلى قرار بتعليمها للمرحلة الابتدائية مع الاهتمام بشكل اكبر وأوسع باللغة العربية بحيث لا يكون هناك اي حجر لمن يقول إن الانجليزية جاءت على حساب العربية، والمفترض ايضاً ان تدرس مسألة ضعف الالمام باللغة الانجليزية بشكل عام على كل المستويات، فهناك من يتخرج من الجامعة ولا يعرف من هذه اللغة غير حروفها رغم انه درسها مدة عشر سنوات.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved