* كتب - محرر الجزيرة يقول:
تمشياً مع سياسة التعاون التي تنتهجها المملكة مع بقية الدول العربية تسعى وزارة المعارف الى ايفاد بعثة تعليمية كل عام الى الجزائر الشقيقة لتساهم في مزيد من التعاون الثقافي بين البلدين.
ولقد كان لنا لقاء مفيد مع الأستاذ محمد بن عبدالسلام الملحق الثقافي السعودي بالجزائر حيث تحدث عن دور البعثة التعليمية السعودية بالجزائر بقوله:
الحديث في هذا اللقاء القصير عن البعثة التعليمية بالجزائر ليس حديثا جديدا، وانما هو في الواقع حديث معاد، فالبعثة بأعدادها المعروفة قد امضت في أداء رسالتها المقدسة هناك اربع سنوات كاملة، وهي سنوات حافلة بالتجربة والكفاح، ومحاولة ايصال صوت المملكة قويا نديا في اطار التعاون والاخاء بين المسلم وشقيقه المسلم بعيدا عن كل مظاهر النفاق والتزلف، او المطامع والغايات.
ان البعثة حينما ذهبت الى الجزائر بأمر من حكومتها الرشيدة وبدعم من وزيرها الرائد منطلقة من الجزيرة العربية الوطن الام ومهوى افئدة المؤمنين برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فانما ذهبت لتؤدي عن وطنها واجبا حضاريا وانسانيا وأخلاقيا، يفرضه عليها ايمانها بالله، وايمانها برسوله العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، وبتعاليمه ومثله الخالدة.
فالجزائر ذلك القطر العربي المسلم الذي عانى كثيرا وقاسى طويلا من تعنت المستعمر، ومن صلفه الاهوج قرابة قرن ونصف، ان ذلك الشعب المؤمن الذي انتزع حريته انتزاعا من بين فكي اسد قاهر وتساقط شهداؤه واحدا بعد الآخر من اجل ان تعود كلمة الله عالية مرفوعة الهامة له واجب التكريم والعون وبذل كل مساعدة ممكنة من كل أشقائه في العقيدة والمصير حتى تعود لهذا القطر نضارته ونماؤه بعد عهود طويلة من الجدب والقحط الفكري الرهيب.
وان مسارعة الحكومة السعودية بقيادة الفيصل المعظم - إلى ارسال عدد من الشباب الجامعي ليسهم في حركة التعريب التي يخوضها اخوتنا في الجزائر، والى استضافة عدد كبير من أبناء شقيقتنا الكبرى لينهل من منابع المعرفة في هذا الوطن الام، إنما جاء ذلك منسجما مع مركز المملكة الفذ، ومناخها الروحي، ومتلائما مع تاريخها المجيد، ومسلكها الممتاز.
وعن مدى حرص الوزارة على افتتاح مكتب ثقافي رسمي بالجزائر أجاب الاستاذ ابن عبدالسلام بقوله:
اسهاما في المزيد من التعاون الثقافي بين القطرين، وتقوية لأواصر الاخاء بين الوزارتين.
فقد اصدر الوزير الجليل قرارا وزاريا بتاريخ 25/5/88هـ باقامة مكتب ثقافي رسمي للوزارة هناك، تتواجد فيه جميع الظروف التي من شأنها خدمة القضايا الثقافية، وتتقوى من خلاله البعثة كما وكيفا حتى تعطى فوق ما أعطته، من جهود مثمرة، وسمعة مشرفة.
* وكيف سيكون تشكيل المكتب؟
تشكيل المكتب لم يتضح بعد وربما سيتألف من ملحق ثقافي ومتعاقد واحد وأربعة موظفين.
وانني على ثقة بأن هذا المكتب سيلقى من كل الاطراف المختصة ما يعينه على أداء مهمته أداء يكفل له النجاح ويحقق رغبات المسؤولين.
|