Tuesday 10th September,200210939العددالثلاثاء 3 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الرضوض الوجهية الفكية عند الأطفال الرضوض الوجهية الفكية عند الأطفال

في فترة الطفولة يقود حب المغامرة والطبيعة العفوية والفضول لدى الطفل إلى دفعه للقيام بأنشطة جسدية دون إدراك ما يمكن أن ينتج عنها، ومع ذلك فإن الرضوض الوجهية عند الأطفال تحت عمر خمس سنوات تعتبر نادرة مقارنة بالكبار.
إن الرضوض الوجهية عند الأطفال موضوع مهم يجب أن يؤخذ على قدر كاف من الجدية لما لهذه الرضوض من سلبيات وآثار على المدى القريب والبعيد وذلك على شكل الطفل كحدوث الندبات العميقة أو تغير مكان العظم المكسور والتحامه في هذا الوضع أو أن تكون الآثار السلبية على وظائف عظام الوجه والفكين كاضطرابات حركة العين أو التصاق مفصل الفك وعدم القدرة على فتح الفم أو أن تكون الآثار بعيدة المدى كاضطراب وتأخر نمو العظم المكسور خاصة إن كان الكسر في منطقة النمو.
إن 5% من الكسور الوجهية عامة تراها عند الأطفال وهي نادرة تحت عمر خمس سنوات وتكون عند الذكور أكثر منها عند الإناث ولكن تحت عمر خمس سنوات فإن النسبة تكون متساوية ومع تقدم العمر تزداد نسبة الاصابة عند الذكور ويعزى ذلك إلى الألعاب التي تتطلب نشاطاً جسدياً أكبر وتزداد نسبة حدوث الكسور في مواسم العطلات وفي فصل الصيف.
إن أكثر عظام الوجه تعرضا للكسر هي عظم الأنف والفك السفلي ومن أسباب حدوث الرضوض حوادث السيارات، السقوط واللعب وبدرجة أقل النشاطات الرياضية والمشاجرات.
ولقد لوحظ في عدة دراسات واحصائيات في أوروبا واستراليا أن تأمين الطفل أثناء جلوسه في السيارة في المقعد الخلفي وربط حزام الأمان قد خفض من نسبة حدوث كسور الوجه والفكين بشكل ملحوظ.
وفي دراسة أخرى لوحظ ازدياد نسبة الرضوض الوجهية الفكية الناجمة عن السقوط من الدراجات الهوائية ولا بد هنا من تنبيه الأطفال إلى خطورة محاولة القيام بحركات بهلوانية أثناء ركوب الدراجة الهوائية، وينصح بوضع الخوذة الواقية على رأس الطفل أثناء قيادته دراجته.
ومن الأهمية بمكان أن نورد هنا أن في دراسة أجريت في أوروبا أن من الأسباب التي تؤدي أيضا إلى الأذيات الوجهية والفكية هي المبالغة في الاجراءات التأديبية واللجوء للأساليب العنيفة في تربية الأطفال أو عقابهم.هناك بعض الخصوصية في تشخيص وعلاج رضوض الوجه والفكين عند الأطفال أجد من الضروري الاشارة إليها وبحثها لتحقيق التفاهم والتعاون من قبل أهل الطفل المصاب مع الطبيب المعالج سينعكس إيجابيا على سير العلاج في مختلف مراحله.
وقبل الخوض في هذا الموضوع أود أن أوضح بعض العلامات والاعراض التي يجب ان ينتبه إليها الأهل بعد تعرض أطفالهم لحادث أو سقوط والتي يجب أن تحثهم على مراجعة الطبيب.
نحن ننصح الأهل أن يأخذوا أطفالهم إلى الطبيب بعد أي رض للوجه ولكن العلامات والأعراض المهمة فهي الألم والتورم، الجروح القطعية والجروح النافذة الكدمات والازرقاق تحت الجلد، النزف تحت ملتحمة العين، واضطرابات أو عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المضاعفة، توسع في قاعدة الأنف، عدم القدرة على فتح الفم، اضطراب إطباق الأسنان حركة أو فقدان سن أو أكثر.
ويجب أن يولى فحص الطفل اهتماماً كبيراً من قبل طبيب متخصص حيث إن الأطفال لا يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم بشكل واضح إضافة إلى أن الخوف والاضطراب بعد الحادث قد يزيدان من صعوبة ذلك وهناك صعوبة أخرى أثناء الفحص الشعاعي للطفل وهو عدم قدرة بعض الأطفال على البقاء هادئين أثناء التصوير إما بسبب صغر السن أو بسبب الخوف مما قد يتطلب اعطاءهم بعض المهدئات عن طريق الفم أو الوريد لتسهيل اجراء الفحص الشعاعي. كل ما سبق يتطلب من الأهل الصبر والتعاون مع الطبيب في فحص طفلهم.
إن هدف علاج كسور عظام الوجه والفكين هو إعادة الشكل والوظيفة للعظام المكسورة ويتحقق ذلك عن طريق عدة أساليب كالرد المغلق (دون فتح جراحي) أو الرد المفتوح (عبر كشف العظم المكسور وتثبيته بالرؤية المباشرة) ويكون التثبيت إما بأسلاك معدنية مما يتطلب غلق الفم وربط الأسنان في الفكين العلوي والسفلي مع بعضها لفترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع، أو يكون التثبيت بواسطة صفائح معدنية وبراغي مما يغني عن تثبيت أسنان الفكين مع بعضها البعض ويترك للطبيب المعالج اختيار الطريقة المناسبة للعلاج حسب الحالة.
إن معظم حالات كسور الوجه والفكين يمكن أن تعالج بنجاح ودون أن تترك آثاراً مستديمة على الشكل أو الوظيفة للعظم المكسور ولكن هناك بعض التشوهات وحالات الالتحام المعيب للكسر يمكن أن تتطلب عدة عمليات جراحية في مراحل مختلفة من عمر المريض لتصحيح هذه العيوب.
وخلاصة لما تقدم فإننا نشدد على أن الوقاية خير من العلاج، فالحرص على الأطفال ومراقبتهم أثناء لعبهم وأثناء ممارستهم للرياضة بالإضافة إلى ربط حزام الأمان لهم في السيارة وعدم وضعهم خلف المقود أثناء سير السيارة وتحذيرهم من مد رؤوسهم وأيديهم من نوافذ السيارة سواء أثناء سيرها أو وقوفها كل ما سبق له دور كبير في حماية الأطفال بإذن الله من كثير من الأذيات والرضوض.

د. حسان عبدالله نابلسي
استشاري جراحة الأسنان

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved