من أكثر امراض الدم المنتشرة في المملكة هو مرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا حيث تعود أهم اسباب انتشاره إلى عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية المتوارثة والمتمثلة في الزواج من الأقارب اذ انه مرض وراثي وناتج عن عدم قدرة مادة الهيموغلوبين على القيام بوظيفتها مما يسبب فقر دم وراثيا ومزمنا يصيب الاطفال في مراحل عمرهم المبكرة نتيجة لتلقيهم مورثين معتلين من الاب ومن الأم.
ولاشك ان هذا يشكل مؤشرا سلبيا على مجمل اوضاعنا الصحية والاقتصادية اذ يكلف علاج هؤلاء المرضى ما يقارب «3 ،1» مليار ريال سعودي اذ تقدر تكلفة علاج المريض الواحد حوالي «70» الف ريال.
ولهذا فاننا ندعو الجهات والقطاعات الصحية المتخصصة بأخذ هذا الجانب بعين الاعتبار وان يتم تركيز جزء من جهودها على عقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والتي من شأنها مناقشة آخر المستجدات والاحداث العلمية والطبية والمحلية والعمل على الاستفادة منها وفقا لرؤية طبية وطنية لتساهم في تطويق وانحسار هذه النسبة المرتفعة من مرضى فقر الدم حتى اصبحت السعودية الاعلى عالميا في معدلات الاصابة بأمراض الدم الوراثية فأي مشكلة تعترض مجتمعنا لابد لنا من مواجهتها بطرق علمية مدروسة وان نسخر لها جميع امكانياتنا الفنية وغير الفنية للسيطرة عليها والتخلص منها.
ان تضافر الجهود العلمية والطبية امر حتمي في مثل هذه الحالات ونأمل ان نخرج باستراتيجية محددة نسترشد بها في جهودنا المختلفة للقضاء او التخفيف من حدة هذا المرض الذي يشكل هاجسا للعديد من الاسر.
* مدير عام المستشفى |