Tuesday 10th September,200210939العددالثلاثاء 3 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

علاج قصر النظر بأشعة الليزر علاج قصر النظر بأشعة الليزر

  * ما هو الليزر وكيف يعالج قصر النظر؟
الليزر هو شعاع ضوئي خاص جداً يصدر بطول موجة معينة ويحمل في طياته طاقة ضوئية مركزة، يستعمل هذا الشعاع طبياً في علاج أمراض العيون بعد ربطه بجهاز كومبيوتر يتحكم به بشكل دقيق جداً فيصدره على هيئة طلقات متقطعة لا يزيد زمن كل طلقة منها على بعض الأجزاء من المليون من الثانية، يطبق هذا الشعاع على قرنية العين كي يتفاعل مع أنسجتها ويشكل فيها تغييراً يعاكس سوء الانكسار الأصلي المتواجد لدى المريض وبذلك تصل الصورة إلى شبكية العين واضحة ونقية. والجدير بالذكر هنا أن الليزر لايعالج فقط حسْر البصر «المعروف بشكل شائع بقصر النظر» كما كان الحال في بدايات استعمالاته لتصحيح النظر، بل أصبح من الممكن الآن أيضا علاج مدّ البصر (المعروف بطول النظر) وكذلك الانحراف أو حَرَجْ البصر (المعروف بالاستغماتيزم) وهذا بفضل التمكن من ربط الليزر بالكمبيوتر بشكل متطور جداً خلال السنوات الأخيرة.
* كيف بدأت فكرة معالجة أسواء الانكسار (عيوب النظر) بالليزر ومتى؟
الفكرة قديمة جداً حيث بدأ تصورها منذ بدء استعمالات الليزر في علاج أمراض العيون بشكل عام في السبعينيات من القرن الماضي، ولكن تم إجراء أول عملية حسر بصر على عيني إنسان في النصف الثاني من الثمانينات بعد التمكن من ربط الليزر (الإكزايمر) بجهاز الكمبيوتر، ثم أجريت دراسات علمية كثيرة ومن قبل أطراف متعددة حولها لمدة سنوات وذلك قبل أن تعتمد من قبل أغلب العلماء على أنها وسيلة علاجية عملية مقبولة لعلاج أسواء الانكسار.
وقد أصبح هذا النوع من العلاج شائعا خلال السنوات الأخيرة في جميع انحاء العالم، حيث تجرى منها آلاف العمليات حاليا لتمكين المرضى من الحصول على نظر جيد دون استعمال الوسائل الأخرى لتصحيح النظر كالنظارات أو العدسات اللاصقة.
* ما هي نسبة نجاح هذا النوع من العلاج وهل يغني عن استعمال النظارات نهائياً؟
- لقد بينت الدراسات العلمية جميعها أن نسبة نجاح هذه العملية تتراوح بين 90 - 95% وفي أغلب الأحيان يمكن علاج النسبة الباقية وذلك بإجراء عملية تصحيح للجزء الطفيف من الدرجات المتبقية دون ضرر للعين، ولكن ينبغي ان نوضح هنا أن هذا النوع من العمليات لا يغني عن استعمال النظارات للقراءة عن قرب لمن تجاوز عمرهم الأربعين عاماً، كأي إنسان طبيعي في هذا العمر.
* هل هناك مضاعفات لهذه العملية؟
- المضاعفات قليلة جداً وهي قابلة للعلاج دون أن تؤثر سلباً على نظر المريض ويقوم الطبيب بشرح وتفسير تلك المضاعفات للمريض قبل اجراء العملية.
* هل يستطيع كل إنسان الاستفادة من هذا العلاج؟
- بشكل عام هناك دائما قيود طبية تمنع اجراء بعض العمليات الجراحية لفئة معينة من المرضى، وهذا ينطبق بالتأكيد على هذا النوع من العمليات ولكن الشروط المطلوبة لاجرائها بسيطة ومنطقية وتتمثل في أنه لابد أن تكون العين كاملة النمو قبل اجراء العملية (أي بعد سن الثالثة والعشرين تقريباً) كذلك يجب التأكد من ثبات درجة سوء الانكسار لمدة سنة كاملة، إضافة إلى ذلك يشترط أن تكون العين خالية من الأمراض أو الالتهابات سواء في القرنية أو الملتحمة أو في أي جزء من أجزائها، فمن الطبيعي مثلا تفهم أن العين التي لا ترى بسبب مرض في الشبكية فإنها لن ترى إذا أجريت هذه العملية على القرنية لأن المشكلة الأساسية ستبقى كما هي ولن تتغير.
* كيف يتم العلاج بالليزر؟
يقوم الكمبيوتر ببرمجة الليزر لتحديد البرنامج المطلوب لتصحيح سوء الانكسار وفقاً لما يجده الطبيب مناسبا لحالة المريض، والهدف هو دوما تغيير تحدب القرنية كي تعود إلى التحدب الطبيعي، ومدة العلاج بالليزر نفسه لا تتعدى 40 - 60 ثانية في معظم الحالات وتتم العملية تحت التخدير الموضعي بواسطة قطرات العين فقط، ويستغرق الوقت الاجمالي للعلاج حوالي 15 دقيقة لكل عين، ولا يحتاج المريض للبقاء في المستشفى بعد إجراء العملية، ويمكن من خلال هذه العملية علاج حسر البصر من 1-12 درجة، ومد البصر من 1-6 درجات كما تستطيع الأجهزة الحديثة تصحيح حرج البصر (الاستغماتيزم) أيضا، وكذلك يمكن اجراء العملية للعينين في وقت واحد أو واحدة تلو الأخرى بفارق زمني بسيط أي حوالي سبعة أيام وهو ما يتم عادة عند أغلب المرضى.
* ما هي طرق العلاج؟
- هناك طريقتان للعلاج:
الطريقة الأولى:
هي العلاج الكلاسيكي بالليزر إكزايمر LAZER EXCIMER ويتم في هذه الطريقة تطبيق الليزر على الأنسجة السطحية للقرنية، وتستعمل هذه الطريقة لتصحيح الدرجات البسيطة لأسواء الانكسار أي (من 1 إلى 6 درجات) عادة.
الطريقة الثانية: ويتم العلاج هنا بتطبيق الليزر إكزايمر على الأنسجة الداخلية للقرنية بعد فتح شريحة في سماكة القرنية حيث تعاد هذه الشريحة إلى مكانها بعد تطبيق الليزر على لحمة القرنية وتعرف هذه الطريقة طبيا بالليزك Lasik وهي الطريقة التي تستعمل لتصحيح أسواء الانكسار الأشد والتي تزيد في درجتها عن تلك التي تعالج بالطريقة الأولى.
* أي الطريقتين أفضل؟
لا تحدد طريقة العلاج بالأفضلية ولكن لكل طريقة حالاتها المناسبة لها والطبيب وحده هو الذي يستطيع تحديد طريقة العلاج لكل مريض حسب ما تستدعيه حالته.
* هل العلاج بالليزر مؤلم؟
- العلاج بالليزر غير مؤلم نهائياً، فبعد وضع قطرات التخدير الموضعي في العين لن يشعر المريض بشيء ما عدا بعض الاحساس بالضغط دون ألم، ومن المتوقع أن يشعر المريض في بعض الأحيان بوجود جسم غريب في العين بعد إجراء العملية، ولكن عادة ما يزول هذا الاحساس بعد ساعات قليلة وغالبا يكون التحسن أسرع في الليزك منها في عمليات الليزر إكزايمر العادية، وتتم في معظم الحالات استعادة النظر بصورة تدريجية حيث يتمكن المريض من مزاولة عمله خلال بضعة أيام.
* هل هناك أية تعليمات خاصة قبل إجراء العلاج؟
- يؤكد الأطباء على المريض دائما أنه قبل إجراء العملية يجب عدم استعمال العدسات اللاصقة، بالنسبة للعدسات الطرية على الأقل أسبوع قبل العملية، أما العدسات القاسية لمدة ثلاثة أسابيع، وذلك لأنها تغير من تحدب القرنية الأصلي مما يؤثر على النتيجة النهائية للعملية.

د. زاهر صالح تفاحة
استشاري أمراض وجراحة العيون
مستشفى المركز التخصصي الطبي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved