قرار الإدارة الهلالية المكلفة القوى بإقالة مدير الفريق والمشرف على الدرجات السنية فيه فهد المصيبيح وما تلاه من إفرازات وردود أفعال مختلفة كشف للهلاليين مقدار وحجم الخطأ الكبير الذي ارتكبوه طوال السنوات الماضية حين تجاهلوا خطورة تنامي وتزايد صلاحيات ومهام وأدوار هذا الإداري وتركها تتسع عاماً بعد آخر لتصل لقمة وذروة تأثيراتها في عامها الحادي عشر فبعد 11 عاماً تقريبا من الوجود الإداري المهيمن على كل الدرجات السنية الكروية في الهلال أصبح الهلاليون يعانون نمو تيار مناصر ومؤيد لاستمرار النهج الإداري الخاطئ الذي أبعد الهلال عن بطولات الشباب والناشئين لمدة عشر سنوات وبات هذا التيار يتطور إلى خلايا تدعم وتحمي وتدافع عن هذا النهج وتهاجم كل من يتعرض له بغض النظر عن اسمه أو صفته أو قربه من النادي.. والهدف واحد هو بقاء وحماية تضخم هذا التواجد الذي كاد يصل الى مرحلة يصعب معها استئصاله ومعالجته لولا القرار الحكيم الذي صدر من أعضاء شرف النادي ونفذته الإدارة المكلفة.
فالولاء داخل النادي وحوله ينقسم إلى شطرين وبات الولاء للمدير ينازع الولاء للنادي بل إنه لدى هؤلاء أقوى من الولاء للنادي فلا يعنيهم خسارة الفريق أو ابتعاد نجومه أو جفاف قاعدته أو حتى بقاؤه 11 عاماً دون أي بطولة على مستوى الدرجات السنية.. فما يهم هو بقاء الإداري واستمراره وربما حتى المطالبة بتحرير صك يمنحه أحقية البقاء مدى الحياة مع أحقية التصرف في المنصب والتوصية بالوريث الذي يخلفه.. هكذا أصبح حال الهلال لولا القرار الحكيم الذي يؤكد بالفعل ان الهلال خلفه رجال يعون تماماً مصلحة ناديهم ولديهم القدرة على تعديل المسار ومعالجة الوضع تماماً كما فعلوا قبل ذلك وتحديداً عام 1416هـ والذي يتذكره الهلاليون جيداً... إذاً.. ما أفرزه القرار أكد بما لايدع مجالا للشك ان الهلاليين بحاجة ماسة الى إعادة ترتيب الأوراق وتوحيد الصف والكلمة نحو مصلحة النادي وتنقية الأجواء القاتمة التي خلفها تواجد واستمرار هذا النمط الإداري.. فطوال تاريخ الهلال كانت الكلمة الأولى لمصلحة النادي وكان كل من يعمل في خدمته يقدم مصلحة ناديه أولاً غير ان ما حدث بعد قرار الإقالة وما قام به المدير من مواجهة للقرار والتصريح في أكثر من صحيفة مبدياً استغرابه وملمحاً إلى من اتخذ القرار والتشكيك فيه وتأكيده استعداده للعودة لمنصبه وبشكل فيه من الذاتية والفردية مايكشف خطورة هذا التمسك وأهدافه.. فالعمل في الأندية غالباً عمل تطوعي يخضع لمصلحة النادي وقدرات الشخص وهو عمل يتناوب عليه مختلف أبناء النادي وأنصاره وليس حكراً على شخص أو فئة بعينها ومتى ما أعطي أي شخص هذه الفرصة وقدم ما لديه فإنه يكون قد أدى دوره كاملاً وتبقى مسألة تقييم هذا العمل والحكم عليه بالنجاح أو الفشل من حق إدارة النادي ومحبيه ولايملك اي شخص ان يجبر الجميع على نجاح وصحة وسلامة ما يقوم به ما لم تؤكد النتائج ذلك على أرض الواقع..
من هنا فإن القائمين على النادي أي ناد لديهم كل الحق في اتخاذ مايرونه مناسباً لمصلحة ناديهم تماما كما كان يفعل هو حين كان يتخذ القرارات بنوعيها (قرار فني) و(قرار الإدارة) ويطالب الجميع باحترامها وتطبيقها..
ونحن الآن أمام دعوة جديدة لايجاد مكان آخر للمصيبيح بالمطالبة (بمنحه) منصب الأمين العام للنادي.. هذه الدعوة فيما يبدو تهدف الى إيجاد مكان آخر لاستمرار الفكر الإداري الذي لم يحقق للنادي أو يضيف له مايبرر الدعوة باستمراره.. فلماذا يربط به مصير ناد جماهيري بحجم الهلال لديه قاعدة عريضة من الكفاءات والقدرات المؤهلة في مختلف المجالات لم تجد الفرصة لخدمة ناديها لأن الهيمنة أخذت وجهاً آخر لإغلاق الأبواب أمام من يريد خدمته من أنصاره.. فهناك من يرفض اي تطوير للنادي ولوائحه وأنظمته الداخلية ودوره المفترض ان يؤديه وفقاً للمرحلة الحالية المختلفة جدا عن مرحلة السنوات العشر الماضية.
فنحن الآن في زمن الاستثمار والتخصص والاستغلال الأمثل لكل إمكانات الأندية مما يتطلب معه منح الفرصة للقادرين وإعطائهم المجال للعمل مع توجيه الشكر لكل من أخذ فرصة وقدم ما لديه طوال السنوات العشر الماضية..
فالهلال الآن بحاجة ملحة الى تنظيم جديد على مستوى الكوادر الإدارية ونظم العمل وبأشخاص آخرين وأفكار جديدة تهيئ للمستقبل وتقود النادي الى تحقيق طموحات محبيه وأنصاره.
وختاماً أقول إن الهلال بحاجة الى العقول التي تجذب الأموال وتحقق الربح وتستثمر المتاح أكثر من حاجته الى من يدفع الأموال أو يتلقفها...!
لمسات
** هل يمكن اعتبار العناصر التي شاهدناها في لقاء الهلال والنصر أمس الأول هي مستقبل الفريقين..؟! وهل سيكون اللقاء مؤشراً لمستوى الفريقين مستقبلاً؟!
** الروح الرياضية العالية التي سادت لقاء الهلال بالنصر أكدت بالفعل ان التصريحات الاعلامية هي السبب الرئيسي لتوتير أجواء هذه اللقاءات سابقاً.
** لا أدري لماذا يعتبر تغيير إداري أمضى أكثر من عشر سنوات أمراً سيئاً ومشيناً أليس من الممكن ان يكون هناك من هو أفضل منه..؟! أم أن المسألة لا علاقة لها بالمصلحة والبحث عن الأفضل!!!
** وجود البرازيلي العالمي بيبيتو في الملاعب السعودية يعد اضافة اعلامية ممتازة للدوري السعودي لكننا نتمنى ان يستفيد الاتحاد فعلياً من اللاعب بما يتناسب والمبلغ الكبير الذي سيتقاضاه!!
** قبل تغيير رئيس الاتحاد الآسيوي كتبت ان الكرة السعودية لن تستفيد من التغيير في حال استمرار العناصر المؤثرة في هذا الاتحاد وهم فاروق بوظو وعبدالله حمزة واسد تقي ورهيف علامة «الأعضاء العرب» ولذلك فلم يتغير هذا الاتحاد سوى صورياً وسنظل نعاني الى ان يشاء الله.
|