Tuesday 10th September,200210939العددالثلاثاء 3 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قصة الثمانيني دليل على ذلك قصة الثمانيني دليل على ذلك
العنف والقتل لا يعترفان بالسن!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد:
حملت صفحة محليات من جريدة الجزيرة العدد «10932» خبراً محزناً تضمن، أن مزارعاً أنهى خلافاً طويلاً مع جاره بقتله، وذلك بطعنه بخنجر في بطنه، والسبب رغبة كل منهما في استئثار مزرعته لوحدها بمياه الأمطار، وقد تضمن الخبر أيضاً أن بداية المشكلة كانت عقب مشاجرة كلامية، تطورت في نهاية الأمر إلى هذه الجريمة المأساوية، والغريب في حيثيات الخبر أن الرجلين كانا في العقد الثامن من عمريهما تقريباً - أي أنهما مسنين - مما يوضح أن العنف والقتل في حال الغضب، ليس مرتبطاً بثورة الشباب، بل قد يحصل من الجميع شيباً وشباباً، ولأسباب قد تكون أتفه من ذلك، خاصة إذا كانت بقرب من فقد السيطرة على أعصابه، آلة حادة أو قطعة خشبية أو سلاح ناري، والمؤكد أن هذه الجرائم الشنيعة تحدث في كل المجتمعات، وكما ذكرت قبل ذلك من الكبير والصغير.
والجاني في الغالب يندم أشد الندم على تهوره، ولكن حين لا ينفع الندم، والذي يؤسف له حقاً أن البعض من الشباب يضع في جيبه أو سيارته أدوات حادة وخطرة لمبررات واهية، منها الدفاع عن النفس، أو لارهاب من تسول له نفسه التعرض له بسوء، بل أن هناك فئة أخرى من الشباب، تهدف من حمل هذه الأدوات الخطرة،الاستعراض والمباهات، دون أن يدرك أي منهم أنه في لحظة طيش أو غضب، قد تتسبب هذه الأداة في حدوث كارثة لم يتوقعها أحد، بما فيهم هم أنفسهم.
وفي هذا أذكر على سبيل المثال، أن مراهقين تعاركا فيما بينهما، وكادت الأمور أن تنتهي بينهما إلى هذا الحد، لولا أن قريباً لأحدهما أخذته الحمية، فغرس سكيناً كان يحملها معه في صدر الآخر، الذي نجا من الموت بأعجوبة.
وآخر أخبرني أنه كان يسير بسيارته، فحدث بينه وبين آخر سوء تفاهم بسيط، فأوقف كلاهما سيارته على جانب الطريق واتجه إليه صاحبي، وقد بادره بالسلام في محاولة منه، لبث روح التسامح بينهما، وخلق جو يسوده الصفاء والسمو، وكذلك رغبة منه في ازالة ما قد يكون علق في نفسه عليه، إلا أن الآخر عاجله بضربة عنيفة وسريعة على رأسه، مستخدماً في ذلك عصا غليظة «عجرى» كان قد خبأها في سيارته، وكانت الضربة من القوة، بحيث أن صاحبي لم يشعر بنفسه إلا وهو في المستشفى.
والله من وراء القصد

علي بن زيد بن علي القرون
حوطة بني تميم

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved