عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قرأت في العدد 10931 من جريدة الجزيرة الصادر صبيحة يوم الاثنين 24/6/1423ه وتحديداً في «جداول» الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي والذي عنون له ب«هل السعوديون جائعون أو مرضى» حيث تحدث القاضي عن ظاهرة انتشار المطاعم في مدن بلادنا وامتلاء الشوارع بالمراكز الطبية والعيادات الخاصة وعند قراءتي الموضوع لمست فيه فطنة قلما تغيب في كتابات الأستاذ القاضي فكان الربط بين المطاعم والمراكز الطبية في مقال واحد في محله بحيث بدأ الموضوع بهذا الربط اشارة لما تجره تلك المطاعم من مخاطر وما تهدد به صحة مرتاديها من الأمراض التي نجم عنها العديد من حالات التسمم وهو أمر متوقع جراء جري الكثير من أرباب هذه المطاعم وراء الكسب المادي الذي جعلها تفتقر للكثير من المتطلبات الوقائية مما باتت معه صحة «زبائن» هذه المطاعم في خطر محدق وتهديد دائم الأمر الذي راجت به سوق الكثير من العيادات والمراكز الصحية الخاصة حتى شملت قائمة المراجعين فئة ما يمكن تسميتهم بمرضى «الوهم» ممن لديهم هاجس مفرط وخوف ذريع جعلهم على أهبة الاستعداد لمراجعة العيادات الطبية عند أدنى عارض يصيبهم حين تناول وجبات تلك المطاعم خشية أن يكون ما يشعرون به حالة تسمم ناجم عن الوجبة.. اللافت للنظر أن هذه المطاعم قد فطنت - في طور سعيها لاستنزاف الجيوب - لعجز أرباب كثير من البيوت وتقاعسهم عن الوصول إليها ففكرت وقدرت أهمية معالجة هذه الحالة قبل أن تصيبها حالة فقر وخمول في دخلها بسبب عجز وتكاسل مرتاديها عن الوصول إليها فقدرت أهمية معالجة هذا الذي بات يهدد رواجها فعمدت إلى مشروع المطاعم المتحركة والمتمثل بتخصيص سيارات التوصيل السريع للمنازل بطرق غاية في السرعة والانجاز وهو الطريق ذاته الذي اهتدت إليه العيادات الخاصة حين عمدت إلى وضع أطباء ليكونوا تحت الطلب ليس داخل عياداتهم وانما لارتياد المريض في عقر داره دون أن يبرح مكانه وكل يهون في سبيل استنزاف «جيوب» أولئك الكسالى والمتثاقلين ممن كثر بطرهم وقل شكرهم لما تحت أيديهم من النعمة!! إن هؤلاء المتكاسلين بكسلهم وعجزهم هم من يقف وراء تعدد سيارات الخطر المحدق الذي بات يهدد حياتنا عند ارتياد الطرق اذ لم تعد العملية مقصورة على تهور أصحاب سيارات «الأجرة» أو تحكم ربات البيوت في السيارات التي جعلت بيد السائقين بل أصبح لدينا وسائل التوصيل السريع للوجبات وللغسيل وللمدارس وللمواد الغذائية متسائلاً والحالة هذه هل نحن موضوعيون حين نلقي باللوم على أولئك الاجراء وعلى تخلفهم وتهورهم القيادي ولا مبالاتهم بالذوق في وقت نحن فيه من شرع لهم السبل ومهد لهم الطرق.. نعم نحن بكسلنا وخمولنا وتخلينا عن أبسط واجباتنا الأسرية والعائلية وأعني بذلك الرجل والمرأة على حد سواء فهم المسؤولون أولاً وثانياً وثالثاً نحو دفع تلك العمالة نحو هذه الطرق القيادية المختلفة وغير المنضبطة؟!! هذا ما أحببت التعليق به حيال مقالة القاضي وكلي أمل ورجاء بأن يكون فيما سطرته الخير الذي أرجوه والنفع الذي أؤمله.
والله من وراء القصد
عبد الله بن ناصر الخزيم - محافظة البكيرية |