عزيزتي الجزيرة:
اطلعت على مقالة صالح محمد العنزي من بريدة بعدد «الجزيرة» رقم 09301 الصادر يوم الأحد 23 جمادى الآخرة 1423هـ صفحة 24 والذي ينادي بإقامة ناد للمعلمين بكل مدرسة ليستعيد قواه وحيويته ونشاطه ويزاول بعض الألعاب المسلية ويسترخي جزءاً من الوقت خلال حصص الفراغ والفسح، وإنني حزنت كثيراً حول هذا الطلب الذي يثير الشعور ويولد الخجل. فماذا بقي أن يطلبه المعلم هل ننتظر إلى أن يناشد العنزي وأمثاله بشقق مفروشة تكون أعلى مبنى المدرسة أو يناشد بوضع غرفة نوم لكل معلم أو يناشد بطرح منافسة لشركات الترويح بافتتاح الملاهي والألعاب للمعلمين إن الدلال زاد عن حده، ثم كيف يرتاد المعلم هذا النادي وهو لا يعمل في اليوم سوى أربع ساعات أي نصف عمل الموظف.. أين الوقت لديه حتي يسترخي!! إن المعلم يعيش عصره الذهبي في ظل الرعاية والاهتمام التي يجدها من لدن حكومتنا الرشيدة فالواجب أن يرعى هذه النعمة ولا يجحدها فتزول منه. لقد أعطي راتباً لا يحلم به مدرسو الدول المتقدمة التي تعمل 8 ساعات متواصلة ويقوم معلموها بتدريس مدرستين في يوم واحد حيث يأتي طلبة في الصباح ثم إذا انتهت الدروس يأتي طلبة الفترة الثانية ورغم ذلك لم يتضجروا ولم يطلبوا ترفيهاً علماً أن رواتبهم ربع رواتب المعلم السعودي. إن نظم الخدمة المدنية تطالب بدوام 7 ساعات والمعلم لا يداوم فعلياً سوى 4 ساعات حيث الفسح ودروس الفراغ ونحوها فأين الثلاث ساعات الأخرى؟ لماذا لا يستفاد منها كجعل أولئك مراقبين مساندين للبلديات على المحلات التجارية فترة ما بعد الظهر ولعل هذا اقتراح أطرحه هنا لعلي أجد النور من خلاله ومن لا يرغب يؤخذ مقدار الثلاث ساعات من راتبه وتكون عوناً لميزانية الوزارة ودافعاً لتعيين خريجي الجامعات المؤهلين تربوياً وليس من العدل أن يبقى الخريج سنوات ينتظر التعيين وزميله يرفل برواتب خيالية فوق ما يستحق من خلال عمله الذي يؤديه ثم إن الصحافة يجب أن تقفل بابها أمام أولئك الذين يدعون بالويل والثبور لتلك المهنة الشريفة وعلى من لا يرغبها أن يتحول إدارياً ولا يضطره الأمر أن يرفع تشكيه والذي اعتقد أن تلك الإثارة الإعلامية مجرد بقاء الوضع وعدم المساس به خوفاً على مستقبل المعلم وأقول اطمئوا أيها المعلمون فالدولة - أيدها الله - قدرت المعلم واعطته فوق ما يستحق ولكن يجب تكميم أفواه من يسيء تلك الخدمات المقدمة لهم ولن ننس شجاعة مدير التوجيه التربوي في نقل الحقيقة واضحة فهو بلا شك (شهد شاهد من أهلها) فنريد مثل هؤلاء المنصفين والحق أحق أن يتبع، فلا داعي لتضليل البعض واساءتهم لمهنة التعليم بمقالات تسخر ولا ترفع للمهنة شرفها وبالمناسبة أحب أن أنوه أن مدراسنا أصبحت تضج برنين الجوالات رغم التعاميم التي تمنع ذلك، فهذا يرسل رسالة وهذا يتابع أعماله التجارية المسجلة باسم زوجته أو والده وهذه المعلمة التي تتابع طفلها مع الخادمة في المنزل والضحية في هذا كله الطالب والطالبة الذي تضيع الحصة وهو يداعب جواله وقد يعلم المدير أو المديرة ولكنهما يغضان الطرف مجاملة. نريد عقاباً يعيد للعملية التربوية هيبتها وإنني أطرح بعض العقوبات القابلة للدراسة وهي سحب الجوال وعدم اعطائه المعلم أو المعلمة إلا بعد أخذ التعهد من قبل إدارة التعليم فإن لم يرتدع فيسحب الجوال والشريحة وتصادران وإن تكرر ذلك فيخصم جزء من مرتبه فإن مرت تلك العقوبات ولم يرتدع فيحال إلى وظيفة إدارية وتسحب نسبة 30% من راتبه حتى يقدر شرف المهنة.
وفي الختام أشكر الجزيرة على فتح باب الحوار والأخذ والرد للمصلحة العامة.
حمد بن عبدالله بن خنين - الدلم |