Tuesday 10th September,200210939العددالثلاثاء 3 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

د. الزهراني يتساءل: د. الزهراني يتساءل:
أين دور صانعي القرار من إيجاد مناهج صحية للطلاب؟!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلّمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نشكر لسعادتكم تميز وشفافية جريدتكم «الجزيرة» في طرحها للمواضيع المفيدة والهادفة، ويطيب لي أن أشارك بتعليق على ما نشرته جريدتكم حول موضوع «إمكانية ضم الوحدات الصحية المدرسية إلى وزارة الصحة» والذي نشر في صفحة التحقيقات في العدد 10900 وتاريخ 23 جمادى الأولى 1423هـ.
إن الشباب عماد كل أمة تريد لنفسها الرفعة، وتعتبر سنين الدراسة في التعليم العام هي أهم مرحلة لتنشئة الشباب الذين هم رجال المستقبل.
فوزارة المعارف ممثلة بالصحة المدرسية تلعب دوراً في إعداد هذا الجيل وتربيته تربية صحية سليمة.
والقصور في إدراك الحاجة إلى الصحة المدرسية وبرامجها يؤدي إلى عدم دعمها من قبل صانعي القرار ومن المجتمع ككل.
ومن المعلوم أن الصحة المدرسية هي عبارة عن مجموعة من المفاهيم والمبادئ والأنظمة والخدمات التي تقدم لتعزيز صحة الطلاب في السن المدرسية وكذلك لتعزيز صحة المجتمع من خلال المدارس والصحة المدرسية تحتاج للاختصاصات الصحية مثل الطب الوقائي، الصحة العامة، التغذية، التثقيف الصحي، الإحصاء الحيوي، العلوم التربوية، الإعلام ووسائل الاتصال لتحقيق أهدافها. وتعتبر التربية الصحية المدرسية هي أهم مقومات الصحة المدرسية والتي تهدف إلى تنمية المعرفة الصحية وتعديل السلوك إلى السلوك الصحي السليم لدى الطلاب.
ولكي تقوم الصحة المدرسية بدور التربية الصحية المدرسية تحتاج دعماً وتعاونا لإيجاد مناهج صحية تربوية تدرس في جميع المراحل الدراسية هدفها ليس فقط إيصال المعلومة الصحية، بل التربية على السلوك الصحي السليم وتعديل السلوك الخاطئ لدى الطلاب وتوعية المجتمع بالمفاهيم الصحية من خلال المدارس. وهنا أتساءل أين دور صانعي القرار في المناهج الدراسية من إيجاد مناهج صحية تربوية لأبنائنا الطلاب؟ والصحة المدرسية أيضاً تعمل على إيجاد مشرف صحي «أو مثقف صحي» في كل مدرسة ليدعم التربية الصحية وبرامجها داخل المدرسة ويساعد في التعرّف على المشكلات الصحية والسلوكيات الضارة وتعديلها وأيضاً في التعامل مع الحالات الطارئة.
إن وجود المثقف الصحي في كل مدرسة ابتدائية أهم في نظري من وجود مدرس أجنبي لتدريس لغة أجنبية بلهجة ركيكة.
نحن نريد من وزارة الصحة أن تسعى لإيجاد دبلوم صحة مدرسية يدرس في الكليات الصحية المنتشرة في مناطق المملكة، حتى نعمل معاً على إيجاد مثقف صحي داخل كل مدرسة يحمل على الأقل شهادة دبلوم صحة مدرسية. إن المناداة بدمج الصحة المدرسية بوزارة الصحة بدعوى الازدواجية في تقديم الخدمات الصحية أو بدعوى الهدر المالي نوع من التهميش لدور الصحة المدرسية وبرامجها ونوع من التفريط في حق من حقوق أبنائنا الطلاب والأسرة التربوية، نحن نريد من المنادين بالدمج فهم واستيعاب دور الصحة المدرسية وبرامجها حتى لا يكون هناك قصور في التعاون والتنسيق معها.
إن الدراسات والأبحاث الطبية والتربوية تشير إلى أن هناك مشكلات خطيرة تعصف بأبنائنا الطلاب، فانتشار التدخين وأمراض السمنة وهشاشة العظام وتسوّس الأسنان وسوء التغذية وفقر الدم وصلت إلى معدلات عالية مما يتوجب علينا العمل معاً للحد من هذه المشكلات وتربية أبنائنا الطلاب على السلوك الصحي السليم وهذا يتم بتضافر الجهود وإعطاء الصحة المدرسية مزيدا من الدعم حتى تصبح لا أقول وزارة وإنما على الأقل تصبح مديرية كما في بعض الدول. Nk العمل من أجل أبنائنا الطلاب الذين هم أغلى ثروة نمتلكها هو الاستثمار الحقيقي في الحياة الذي ليس فيه هدر مالي، بل بناء وتأسيس لجيل المستقبل. هذه أمثلة لبعض برامج الصحة المدرسية المطبقة داخل مدارس مملكتنا الحبيبة:
1. برنامج التربية الغذائية بعنوان «غذاؤك حياتك» يمتاز برفع الوعي الغذائي لدى الطلاب.
2. برنامج «فسحة الحليب» يمتاز بتأصيل عادة شرب الحليب لدى الطلاب.
3. برنامج «رسوم الطلاب الصحية» يمتاز بترسيخ السلوكيات الصحية باستخدام مادة التربية الفنية.
4. برنامج «أحب أسناني» يمتاز بإعطاء المهارات في اكتساب السلوكيات الخاصة بصحة الفم والأسنان. وهناك برامج كثيرة مطبقة تصل إلى أربعين برنامجا يمكن الرجوع إلى «كتاب الدليل العلمي لبرامج الصحة المدرسية».
ورسالة الصحة المدرسية التي دائماً تعمل من أجلها «نسعى لتعزيز صحة النشء والمجتمع المدرسي ونشارك الأسرة التربويين من أجل مستقبل الجيل». والله أعلى وأعلم.

د. سعيد غرم الله الزهراني
طبيب في قسم الصحة المدرسية
إدارة تعليم الرياض

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved