جاء في عدد الجزيرة 10917 يوم الاثنين 10 من جمادى الاولى مقال «ظاهرة تفسير الاحلام وتلك المرأة التي يقبلها عرفات ويحتضنها» للكاتب حمد بن عبدالله القاضي تعقيبه على احد المفسرين للاحلام في احدى المطبوعات والتي جاءت رؤياها «انا امرأة في الاربعين من العمر رأيت في المنام ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يضمني ويعانقني.. م.ش.ق. الدمام.
التعبير: ما شاء الله تبارك الله - يظهر والله اعلم ان الحظ سيعانقك.. هناك امر يهمك كثيرا وهو متعسر وسيتيسر بإذن الله تعالى في يوم عرفة في شهر ذي الحجة القادم بإذن الله والله اعلم، فأنصحك بنية الحج لهذا العام وان لم تستطيعي فصومي يوم عرفة فإن لم تقدري لعذر فسيكتب لك الاجر ان شاء الله تعالى». الغريب في الامر ان الكاتب اضاف التقبيل في عنوان مقاله والملاحظ في الرؤيا لا وجود لهذا التقبيل في تمام الرؤيا فمن يفسر هذا..!
ان بلادنا الحبيبة ولله الحمد سارت علي خطى التطور السريع بشكل مثير للاعجاب، ولكن هذا التطور السريع تأثيره على جوانبنا الثقافية «المعنوية» غير مكافئ للتأثير الذي جرى على جوانبنا المادية «المحسوسة».
كذلك بعض الجوانب السلبية في ثقافتنا والتي مازالت متمكنة في بعضنا «ونحن منهم» نراها متمثلة في مقال القاضي.. «ظاهرة تفسير الاحلام وتلك المرأة التي يقبلها عرفات ويحتضنها».
من قراءة المقال يتضح تحكم جانب العاطفة بما ورد من افكار ومصادر، احد الجوانب السلبية عند التعبير عن رأي معين هو التعميم، اي خلط الصالح بالطالح بالاستدلال الى حالات فردية «تماماً مثل ما نعانيه من الهجمة الاعلامية الصهيونية في امريكا» حيث نجد في المقال التعميم المطلق بأن جميع من يفسر الرؤى في الوقت الحالي هم من المدعين والذين تبدو عليهم سمات التدين دون ان يدرج مصدر هذه المعلومة وكيف شكلت بهذا التعبير، هذا التعميم لا يدل الا على نقص المعلومات او سوء فهم او خطط موجهة لمصلحة مجموعة معينة، والتي بالتالي تعود بنا الى نقطة التخبط الاعمى، كما اضيف باننا نتفق مع الكاتب بأن هناك مدعين لتعبير الرؤى، ولكن من الافضل تسميتهم وتوضيح الادلة التي تدعم الاتهام، بدلا من التعميم والتشكيك في ذمم ونيات خلق الله.
في النهاية اود التنبيه على ما ورد في بداية المقال وهو ان هناك بعض العادات عند التعبير عن الاراء كتغليب الجانب العاطفي على العقلي، والبعد عن المنطق والواقعية، هذه العادات التي توارثناها من ثقافتنا نتمنى من مثقفينا وكتابنا ان يكونوا قدوة في التخلي عنها والتوجه نحو الايجابية.
محمد بن عبدالله السويد المملكة العربية السعودية |