Tuesday 10th September,200210939العددالثلاثاء 3 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

للأطباء فقط!! للأطباء فقط!!
عمرو بن عبد العزيز الماضي

كثيرا ما كنت أواجه مثل الكثير من الناس عند زيارة طبيب ما ذلك الغموض في التعامل مع الدواء؛ وأقصد أن غالبية الأطباء الذين يعطون الوصفات الطبية لمرضاهم يحددون نوع الدواء المطلوب استخدامه ولا يحددون مدة استخدام ذلك الدواء، مما يجعل الكثير من المرضى يستمر في استخدامه لفترات طويلة رغم عدم الحاجة لذلك!!
لم أسمع يوماً عن طبيب أكد على مريضه الذي وصف له دواء يتضمن «مضاداً حيوياً» أن يلتزم بمواعيد الدواء حتى يعطي الدواء مفعوله!
بل لم أسمع أو أشاهد طبيباً خصص جزءاً من وقته في شرح أسلوب تناول الدواء أو أعراضه الجانبية، ولم أقابل يوماً طبيباً أوضح عند صرفه للمضاد الحيوي أن فعالية المضاد الحيوي تكاد تنعدم ولا تحقق أي نتائج عندما يتناول المريض معها مياهاً غازية أو علاج مضاد الحموضة لأنها مواد قلوية مؤثرة في المضاد الحيوي! رغم أن الكثير من الناس اعتادوا على تناول تلك المشروبات يومياً!!
قليلاً ما شاهدت طبيباً يستمع إلى مريضه ويطلع على كافة جوانب المرض وتاريخه.. بل يتحدث مع المريض وهو يمسك القلم و«الروشتة» ويصف الدواء للمريض في مدة قد لا تزيد عن ثلاث دقائق.. وحتى قبل أن يكمل المريض شرح حالته!!
العديد من الأطباء للأسف الشديد يبالغون في وصف المضادات الحيوية لمرضاهم دون حاجة رغم خطورة مثل هذه الأدوية وخاصة على الأطفال!
العديد من الأطباء للأسف لا تتعدى معرفتهم قاعات المحاضرات في الجامعة وما سمعوه أو شاهدوه أثناء ممارستهم التدريبية العلمية في فترة الامتياز.. فلا يطلعون على الجديد في مجال الطب.. بل لا يستفيدون من التجارب الطبية الحديثة أو حتى تجارب من سبقوهم في هذا المجال.
إن أقسام الطوارئ في المستشفيات قد تكون مدرسة جاهزة ومستمرة لصقل تجارب الكثير من الأطباء العملية فالحالات العديدة التي تصل إلى أقسام الطوارئ تعطي الفرصة للكثير من الأطباء في اكتساب مزيد من التجربة والخبرة وبخاصة أطباء الجراحة والعظام والتجميل وغيرها من التخصصات إلا أن البعض ممن مروا بهذه الأقسام وتدربوا بها واكتسبوا الخبرة وأصبحوا أطباء مشهورين زاد لديهم الغرور مع ازدياد تجربتهم ونجاحهم وأصبح البعض منهم يتحدث مع أقرباء المريض من «طرف خشمه» وكأن البساطة والتواضع عيب مهني قد يقلل من الأهمية وأن الغموض الأسلوب الأفضل للتخلص من الأسئلة المتكررة من أسرة المريض!!
إن الطب من أهم المهن التي لا تزال الحاجة لها قائمة وستبقى ما بقي الإنسان على هذه البسيطة، ورغم الأهمية الكبيرة لاكتساب التجارب الجديدة في هذا المجال إلا أن الأمانة والأخلاق في هذه المهنة بالذات من أهم الضروريات وهي تفوق أي متطلب آخر.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved