* جولة وتصوير - صالح آل ذيبة:
صباح هذا اليوم كان مشرقاً وما لبثت السماء حتى تلبدت بالغيوم وبعد حين هطلت أمطار شملت كافة أنحاء المدينة وما جاورها ثم أقبل وادي نجران بسيله ليقصده العديد من زوار المنطقة وأهلها بهدف التنزه والفرجة والاستمتاع بمنظر السيول والوادي.
«الجزيرة» قامت بجولة على وادي نجران والتقت بعض اللذين كان يتنزهون على ضفتي الوادي ويستمتعون بمناظر السيل ففي البداية حدثني أحد كبار السن عما كان عليه وادي نجران الذي كان يسمى «بالوادي الأعظم» نظراً للهول الذي كان يسببه هذا الوادي عندما يسيل فقال: الوادي الأعظم كما ترونه يقسم المدينة الى شطرين حيث يخترقها من المنتصف وفي سابق الزمان كان الوادي عندما يسيل سيله لا أحد يستطيع عبوره من شمال المدينة إلى جنوبها أو العكس لعدة أيام حيث يعزل السيل أهل الشمال عن أهل الجنوب في المدينة ويصبح الاتصال شبه معدوم حتى طلبة المدارس ممن يسكنون جنوب الوادي والموظفين الذين يدرسون أو يعملون في شمال المدينة كانوا يجلسون في بيوتهم لعدة أيام حتى يقل السيل أو يتوقف ثم يعبرون وقد حصل عدد من الكوارث والوفيات زمان بأسباب السيول التي كانت تأتي عبر وادي نجران ترد له من جبال اليمن وتهامة وجبال نجران وقد كنا زمان عندما كان يمتلئ الوادي بالسيل نهرب الى الجبال خوفاً من أن تجرفنا السيول خاصة نحن المجاورين للوادي. واليوم وقد قامت حكومتنا الرشيدة بربط شمال المدينة بجنوبها عبر الوادي بعدد من الكباري والمزلقانات فقد زالت الخطورة التي كنا نعيشها زمان، وقد كان عرض الوادي زمان يفوق عرضه الحالي بعدة أضعاف وكانت ضفاف وادي نجران وبطنه زمان مصدرا للحطب من خلال تلك الأشجار التي كانت تنمو وبكثافة على ضفافه.
أما اليوم فإنني أترحم وأنتم معي على الوادي الأعظم حيث لم نعد نشهد تلك السيول لغزارتها وكثافتها القديمة ونشاهد جميعا التعديات على حرمة الوادي وأخذ مساحات شاسعة منه لزراعتها أو البناء فيها وأصبح عرض الوادي في بعض المواقع لا يتعدى عدة أمتار وهذا الوضع يوحي بكارثة على أصحاب التعديات عندما تعود السيول القوية لاسمح الله.
ويواصل الوالد سالم حمد حديثه ل«الجزيرة» قائلا: وادي نجران يشكل معلما للمنطقة بحكم موقعها ويعتبر موقعا جيدا للتنفس إلا أن ما نشاهده اليوم من الوضع المزري الذي يعيشه الوادي يعكس الصورة التي يجب أن يكون عليها فقد أصبح منفى لمخلفات العمائر والورش والبناشر والمصانع ومخلفات المزارع والجثث الميتة من البهائم والحيوانات حيث أصبح كمرمى للبلدية ومصدرا للتلوث البيئي وأصبح من المستحيل زيارته أو التنزه على ضفافه عندما تأتي السيول أو بدونها وطالب العم سالم حمد من الجهات المسؤولة مراقبة الوادي والقيام بحملة أخرى لتنظيفه وتعاون الجميع للحفاظ عليه وتشكيل لجنة لردع التعديات وإعادة حدود الوادي.
كما التقينا بالمواطن أحمد عسيري الذي قال لقد ساءني ما وصل إليه وادي نجران من خلال ضيقه بعد وسعه وهذه التعديات التي تعرض لها الوادي وما يحمله من مخلفات تحرم الناس من التنزه فيه
وأنا أعرف وادي نجران من زمان فأنا أعيش في المنطقة منذ حوالي (35) سنة حيث كان الوادي واسعا ونظيفا
وكنا نتنزه فيه وعلى ضفافه عند هطول الأمطار بل وفي حالة عدم وجود سيول كنا نقضي بعض ليالينا فيه لنظافته وهوائه الطلق، وانني الآن أناشد الجهات المعنية بالوادي القيام بتجديد الوادي ومسار السيول وإيقاف التعديات والقيام بحملة تشترك فيها كافة الإدارات الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة لتنظيفه وتهيئة ضفافه لتكون صالحه للتنزه أو استثماره كمنتزهات من قبل رجال الأعمال أو مشاريع سياحية كما أطالب الجميع بالحفاظ على هذا الموقع وتركه نظيفاً ومتعة للجميع والابلاغ عن كل ما يرمى فيه بالمخلفات أو غيرها..
وتحدث لنا المواطن محمد صالح بالحارث فقال: من المفروض ان تستغل منطقة ضفتي وادي نجران كمنتزهات أو أماكن عامة يقصدها الأهالي والزوار للمنطقة على مدار العام لاعتدال مناخ المنطقة صيفاً وشتاء ولكن للأسف إن ما نشاهده هو أنها مستغلة حاليا ولكن كمواقع للنفايات والمخلفات التي تشوه المنظر العام للوادي وتخدش الذوق العام وهذه مسؤولية البلدية أولاً والمواطن ثانياً فالمواطن مطالب بعدم وضع المخلفات على ضفاف الوادي والبلدية لها دور في توعية المواطن وإزالة المخلفات وهناك عامل آخر وهو التعديات على حرمة الوادي مما أضعفه وجعل مساحته بالعرض صغيرة جداً ولعلمي بأنه قد تحدد ان تكون مساحة الوادي لمجرى السيول 100م عرضا وبالرغم من ذلك لازال البعض ماضيا بالتعديات وهذا شيء مؤسف جداً ونأمل من الجهات المعنية العمل سريعا والضرب بيدٍ من حديد على كل من يتعدى في الوادى.
كما التقينا بالمواطن سلمان حسين السلوم فحدثنا قائلاً: بالنسبة للوادي فيحتاج الى عناية مركزة من قبل البلدية من حيث النظافة المستمرة وإلقاء النفايات بعيداً عن جوانب الوادي في الأماكن المخصصة لها وتهيئة الموقع ليكون مخصصا للتنزه فالمنظر الجميل الذي نشاهده حاليا وهو السيول كان يجب أن لا يخلطه منظر أكوام النفايات والمخلفات التي أخذت مواقع كان من الواجب ان تكون لرواد هذا الموقع وبالنسبة للتعديات فإن الإنسان مهما أخذ فالله سبحانه وتعالى قادر أن يعيده في أي وقت إلى وضعه الطبيعي.
وتحدث لنا المواطن مبارك أحمد النجراني فقال: نحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ونعمة الأمطار والسيول والتي هي خير من الله والمؤسف ما نشاهده على جوانب وادي نجران من مخلفات وقمامة تحتل مواقع مميزة كان يجب استغلالها كمواقع للناس للتنزه والرحلات وما نشاهده في هذا الموقع قليل جداً من كثير في مواقع أخرى على امتداد الوادي الطويل جداً وتقوم السيول بجرف جزء من هذه المخلفات فتشوه المنظر وتزيد في التلوث وتقف أحياناً عائقاً في مجرى السيل.
كما التقينا بالمواطن فاضل محمد آل دويس حيث قال:
وادي نجران منذ زمن يفتقر للعناية فمنطقة نجران منطقة سياحية وغنية بالآثار والتراث والمزارع واعتدال المناخ صيفاً وشتاء وفي مواسم الأمطار والسيول يقصد أهل المنطقة وزوارها الجلوس على ضفاف الوادي للاستمتاع بالهواء الطلق ومنظر السيل ولكن للأسف يفاجأ الجميع بعدم وجود أماكن نظيفة ومهيأة للجلوس بها بسبب هذه المخلفات المزعجة والروائح الكريهة والقمامة التي تملأ المواقع وأنا أطالب لجنة التنسيق السياحي بالمنطقة والبلدية بالاهتمام بهذه المواقع وخاصة وادي نجران حيث يشطر المدينة من جنوبها إلى أقصى شرقها ويزيده جمالا المزارع والمساكن التي تقع على ضفتيه فالأولى الاهتمام به ليضاف للمواقع والمنتزهات والغابات الأخرى بالمنطقة والتي هي متنفس للجميع،
كما أطالب البلدية بمراقبة هذا الموقع ووضع نظام رادع وقوي لكل من يرمي المخلفات أو يلوث الموقع أو يسيء لهذا المكان بأي شكل من الأشكال .
كما أطالب المواطن والمقيم بعدم رمي المخلفات والقمامة على ضفتي الوادي والابلاغ عن كل من يراه يرمي مخلفاته في مثل هذه المواقع.
|