Tuesday 10th September,200210939العددالثلاثاء 3 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إضاءة إضاءة
الخيل والفروسية (7)
«الكبوة»
شاكر سليمان شكوري

عذراً عزيزي القارئ اني اضطررت الى تخصيص الحلقة السابقة للرد على مداخلة الأخت صالحة العسيري، وبذلك قطعت حبل التواصل في موضوعنا الاساس، لكن لعلك توافقني على ان الرد لم يكن يحتمل التأجيل نظراً لما تضمنته المداخلة من أمور غاية في الحساسية شديدة الاعتبار بنيت على سوء الفهم، فكان لزاماً ان أسارع الى تصويب ما جره سوء الفهم من تداعيات جد خطيرة!
وعوداً الى موضوعنا والعود الى الصواب دائما أحمد، وقبل ان نتحدث عن الكبوة ومسؤوليتها بين الفارس والجواد، يحسن بنا ان نتعرف على مراحل تدريب الجواد واعداده لسباقات الجري وتجهيزه لمنافسات قفز الحواجز وغير ذلك من العاب الفروسية، مما يقتضي رفع درجة كفاءته، والوصول به الى اللياقة الكاملة، وفيما يلي إيجاز لتلك المراحل:
1 مرحلة تحقيق اللياقة البدنية:
بهدف تنمية قوة الجواد البدنية وتدريبه على قوة التحمل والشجاعة، والتصاعد بسرعته في الجري،وضبط التوازن بين وظائف أجهزة جسمه: الدوري، العضلي، العظمي، التنفسي، والعصبي.
وفي هذا الصدد يجري على الجواد الكشف الدوري الشامل وخاصة على الاسنان للتأكد من انتظامها وسلامتها من الاصابات، وتفحص الحوافر وتقليمها وحدوها، والتحصين ضد الامراض المعدية، وعلاج ما يظهر على الجواد من طوارئ مرضية ومن اشهرها الديدان الداخلية.
2 مرحلة التطبيق العملي:
يعتبر مشي الجواد لمسافة أربعة كيلو مترات يومياً بداية طبيعية لهذه المرحلة، ويسمح اثناءها للجواد بالركض على فترات فيما بين فترات المشي، ثم يبدأ التدريب متدرجاً من الاسهل الى الاصعب وينظم على فترتين: في الصباح الباكر، ثم يعاد بعد الظهر بدرجة اقل حيث يمشي الجواد في الفترة المسائية لمدة عشرين دقيقة، ثم الركوب لعشر دقائق فحسب.
3 مرحلة اللياقة العقلية:
وهي المرحلة الأهم في تجهيز الجواد، حيث يجري العمل فيها على دفع الحماس في الجواد، وزيادة قوة ادراكه لأداء حركات عنيفة، وأهم ما تحققه هذه المرحلة هي التلاحم العاطفي بين الجواد وفارسه، بحيث يصبح التفاهم بينهما على أعلى مستوى، وينصاع الجواد تماماً لأوامر «الفارس» وتنضبط حركته انضباطاً بمشاعر فارسه وإرادته.
4 مرحلة المهارة:
وتستهدف الوصول عبر المزيد من التدريب الجاد والشاق، إلى تنمية مهارات الجواد والوصول بلياقته الى أقصى درجة، وإعلاء قدراته على القيام بالمهام الشاقة مثل قفز الحواجز بلا وجل ولا تردد.
ولاشك ان نجاح الجواد والفارس مرتهن بمدى العواطف الحميمة بينهما بحيث يصبحان وكأنهما اثنان في واحد.. وتكون مهمة اتخاذ القرارات واصدارالاوامر مسؤولية الفارس، وما على الجواد إلا السمع والطاعة خطأ كان أم صواب الأمر والقرار، وقد تصدر الأوامر من الفارس تلقائياً للجواد عبر جهاز اللاسلكي الذي نشأ وجعل التواصل بينهما يتم بإحساس الجواد بمشاعر الفارس، وهنا تتحدد مسؤولية الوجل والكبوة بحق الفارس لا الفرس.
وقد كنت واحداً ممن يتابعون سباقات الخيل وقفز الحواجز التي كان ينظمها سمو الأمير خالد الفيصل في عسير قبل نحو ربع القرن، في ساحة قرب المطار الحالي بمدينة الأمير سلطان، وكنا نشاهد الجواد أحياناً ينطلق نحو الحاجز كالريح من بعيد، فإذا اقترب تردد أو كبا، ويوماً طلبت من المدربة «فيكي كالدونيل» إحدى أشهر فرسان قفز الحواجز آنذاك ان تحدد لي المسؤولية في ما يجري من وجل وكبوة، قالت: هو الفارس إذا وقع في نفسه الخوف انسحب في الحال الى الجواد، فيجفل الجواد وقد يكبو.
ولكن القضية الأكثر أهمية في هذا السياق تطرح سؤالاً: كيف نعيد للجواد العربي مجده؟!
هذا حديثنا إن شاء الله في ختام هذه السلسلة الأسبوع القادم.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved