السفير، كلمة مهمة في العلاقات الدولية، ووظيفة خطيرة تحتاج إلى شخصيَّة تصلح لتمثيل البلد الذي تنتمي إليه خير تمثيل، وللسفارات قوانينها المحترمة المقدَّرة بين الدول جميعاً، فالسفير كالرَّسول له شخصية اعتبارية لا يصح الاعتداء عليها أو الإساءة إليها، والأعراف الدَّولية قديماً وحديثاً تحترم ذلك كل الاحترام، وترعاه كلَّ الرِّعاية.
والسفير شخصيَّةٌ تمثِّل دولة فهو صورةٌ من الدولة التي بعثته سفيراً لها، وكلُّ موظَّف في «السفارة» له نصيب من هذا التمثيل ما دام منتمياً إلى سفارة دولته عاملاً فيها.
وليس دور «السفير» دوراً هامشيَّاً في الأحداث العامة التي تجري في العالم ولها علاقةٌ ببلده، بل عليه أن يؤدي دوراً كبيراً في نشر قيم بلده، والدفاع عنه أمام حملات الإِرجاف التي تستهدفه.
«السفارة» أمانة كبيرة، والسفير مؤتمنٌ عليها، مسؤول عنها في الدنيا والآخرة.
وسفراء المسلمين الذين ينتشرون في العالم شرقه وغربه، من خلال سفارات الدول الإسلامية التي تُعَدُّ بالمئات، مسؤولون «مسؤولية مباشرة» عن أمانة «السفارة» بكل ما تعنيه من معاني «أداء الرِّسالة العقدية والفكرية والسياسية» التي تتناسب مع صفة «الإسلام» التي تتصف بها الدول الإسلامية جميعاً.
وهنا سؤالٌ يطرح نفسه قبل أن نطرحه:
ما دور سفراء المسلمين في مواجهة الحملات الغربية والصهيونية التي يشنها الأعداء منذ زمن بعيد على ديننا وقيمنا وفكرنا وتعليمنا وعلى دولنا؟ ما دورهم في هذه الحملات التي زادت حدَّتها في السنوات الأخيرة، واتجهت إلى الوضوح والصَّراحة في تشويه الإسلام، وإلصاق تُهم الإرهاب الظالمة بالمسلمين؟؟
هل يمثِّل سفراء المسلمين «الدولة المسلمة» تمثيلاً صحيحاً، وأنا هنا أقول «الدولة المسلمة» قاصداً، وأعني بها الدولة التي تؤمن بالإسلام ديناً شاملاً كاملاً لا نقص فيه؟؟
ربما يقول قائل: نعم.. إنَّ سفراء الدول الإسلامية في هذا العصر يمثلونها خير تمثيل، لأن معظم هذه الدُّول يبتعد في واقع الحياة السياسية والاجتماعية عن التطبيق الصحيح لمعاني الإسلام التي تشير إليها، ومعظم سفارات الدول الإسلامية تمثّل دولها في هذا الجانب خير تمثيل.
وأقول: إنما أقصد هذه المرحلة التي نعيشها، بكل ما فيها من محاربة معلنةٍ ضد الإسلام والمسلمين لا تفرِّق بين دولة إسلامية وأخرى إلا بمقدار ما تمثِّله بعض الدول الإسلامية من ثقلٍ في العالم الإسلامي يجعلها جديرة بالنصيب الأكبر من حملة الأعداء.
نعم أقصد هذه المرحلة التي ننتظر فيها أن تؤدي سفارات الدول الإسلامية وسفراؤها دوراً إيجابياً يناسب حجم الهجمة الشرسة على ديننا وأمتنا. أين دور هذه السفارات وأين جهود أولئك السفراء؟؟
سؤال لا ينظر إلى الحفلات الصاخبة المختلطة التي تقيمها معظم السفارات المسلمة في العالم، ولا ينظر إلى المظاهر الغربية البحتة التي تظهر بها كثير من سفارات الدول المسلمة الموجودة في أوروبا وأمريكا وغيرها.
ولا ينظر إلى المواقف الانهزامية التي يراها الناس لكثير من سفراء المسلمين في العالم.
كلا.. السؤال ينظر إلى واقع الحال، حال العالم الإسلامي اليوم بما فيه من هجمات الأعداء المغرضة، ومن وعيد الصهاينة وتهديدهم لكيان أمتنا المسلمة.
هنا يقول السؤال: ما دور سفراء المسلمين في هذا الوقت؟؟
إشارة:
قد يُسام التقيُ في الأرض خَسْفاً وعلى الله نصره الموعود |
|