منذ ستة أشهر وأنا أطوف باحثاً عن سقف يلُّم .. شتاتي.
قالوا: الشمال أجمل - والجزيرة - في أعلى الشمال قلت قريباً سأكون - ولأننا في هذه المهنة نعمل ليل نهار - فالبيت يعني لنا - السكينة بعد عناء ذهني حاد.
شمالاً تقدم - شرقاً - وغرباً - للشمال أطوف، كانت البوصلة تيمم نحو مساكن آمنة - بها حدائق - وألعاب أطفال.. وحلوى «سميت» بالمجمعات السكنية.
تسأل -فيرتد الجواب - كسكين تخترق - صدرك.. «ممنوع سكن السعوديين»!!..
وفي محاولة لاقتحام - هذه الجملة السكين - ارتديت.. بنطالاً - وقميصاً - ثم زورت لساني - ففتحت أمامي - المجمعات - لأرى - ان لا شيء يحول دون - سكني - مع هؤلاء.. فالمجمع السكني ليس به ما يمنع أن أكون فيه..
سألت لماذا - ممنوع على السعوديين..
قال: السكان لا يريدونهم.. قلت كيف؟!
قال محدثي: أنت تعرف - ان السعوديين - يزعجون الآخرين بكثرة الزيارات..!!
قلت: لا أعرف!!
وآخر قال لي- ممكن نؤجرك سكناً ولكن بشرط ألا تلبس الشماغ.. والثوب.. داخل المجمع..!!
(!!) كدت أبكي..!!
لكني - صبرت.. فهذا وطني لماذا عصيُّ علينا حنون على القادمين من خارجه وهؤلاء - أثرياء وطني يؤجلون أفراحنا.. ويتجاوزون شرط المواطنة..!
الآن وأنا في وحدة الدهشة - أسأل..
كيف لأحد أن يحولني - إلى ساكن.. ويسرق مني - مواطنتي - وما جدوى - ذلك!!
عندها فقط تذكرت غسان كنفاني، عندما كتب «عالم ليس لنا»..
ومن يستطيع أن يبوح بشيء.. فليقل.. لمن.. هذا العالم؟!
ومعكم ستة أشهر أخرى.. للجواب»!!
وبدون نصائح!!
|