* الرياض الجزيرة:
أجرى صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود مؤخراً عدداً من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية رد خلالها، وبقوة على عدم منطقية الشائعات التي أثيرت مؤخرا حول قيام سعوديين بسحب ما مجموعه 200 مليار دولار من استثماراتهم في الولايات المتحدة الامريكية.
هذا وقد اعطى الامير الوليد بن طلال ثمانية أسباب لدحض هذه الشائعات لعدد من وسائل الاعلام شملت قناة التلفزيون «سي.إن.إن CNN»، وقناة الجزيرة، والمؤسسة اللبنانية للإرسال LBC، وهيئة الاذاعة البريطانية BBC، ووكالة أنباء رويترز Reuters، ووكالة أنباء بلومبرغ Bloomberg، وصحيفة الشرق الأوسط، وأيضا صحيفة فاينا نشال تايمز Financial Times، التي كانت قد نشرت خبر قيام سعوديين بسحب 200 مليار من استثماراتهم من الولايات المتحدة الامريكية كإجراء وقائي عقب رفع أقارب ضحايا حادثة 11 سبتمبر دعوى بتريليون دولار على جهات سعودية. وفنّد الأمير الوليد بن طلال مزاعم سحب الأرصدة المذكورة بثمانية أسباب هي:
أولا: إن سحب 200 مليار دولار خلال شهرين من البنوك الأمريكية هو أمر يستحيل ان يتم دون احداث هزة مالية واقتصادية كبيرتين في الولايات المتحدة الأمريكية سواء كان ذلك من جراء بيع أسهم في البورصة أو تسييل بعض السندات الحكومية أو حتى سحب ودائع.
ثانيا: كانت أسواق الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين في الحضيض مما يدفع المرء للتساؤل: «هل يسيّل المستثمر السعودي أمواله ويسحب ودائعه في الوقت الذي كانت فيه أسعار الأسهم في الحضيض معرضاً نفسه لخسارة جسيمة».
ثالثا: ان سوق العقارات في الولايات المتحدة الأمريكية كما يعرف المطلعون والخبراء كان خلال الفترة الماضية، ولا يزال سوقاً مناسباً للشراء وليس للبيع. ومرة أخرى يجب ان نتساءل : «هل من المعقول ان يسيّل المستثمر السعودي عقاراته في هذه المرحلة غير المواتية للبيع؟ وهل من المعقول امكانية القيام بعمليات بيع عقارات بهذه المبالغ الضخمة وما يتبع ذلك من اجراءات قانونية لنقل الملكية واستلام القيمة وتحويلها في فترة شهرين فقط»؟
رابعا: هنالك نقطة حساسة جدا وهي انه اذا اعتبرنا خبر تسييل وتحويل 200 مليار دولار صحيح من الناحية النظرية «مع انني أؤكد ان الخبر عار من الصحة تماما»، واذا ما افترضنا ان معدل استثمارات كل فرد أو مواطن او شركة سعودية في امريكا يتراوح من 5 الى 10 ملايين دولار أي انه يوجد ما بين 000 ،20 الى 000 ،40 جهة سحبت ودائعها خلال فترة الشهرين الماضيين، فهل من المعقول ان تسحب هذه الاعداد الهائلة من المستثمرين اموالها في فترة واحدة، مما يطرح تساؤلاً عما اذا كانت هناك جهة مركزية تساهم في تحريك هذه المبالغ الضخمة. والجواب هو بالطبع «لا» وكانت صحيفة فاينانشال تايمز Financial Times قد اوحت بأن جهة حكومية سعودية ما قد أمرت المساهمين بالقيام بمثل هذا الاجراء وهو بكل تأكيد هراء وأمر خالٍ من الصحة تماما لان الاقتصاد السعودي غير موجه. كما ان الاقتصاد السعودي يعطي الحرية المطلقة لكل مستثمر سعودي للتصرف حسبما يشاء.
خامسا: عندما نشر خبر سحب الأرصدة وجّهت المسؤولين لدي بمراجعة ميزانيات كل البنوك الأمريكية التي صدرت نتائجها للربع الثاني للسنة المالية منذ حوالي الاسبوعين، وطلبت منهم التحقق من ودائع تلك البنوك من كافة المستثمرين ووجدنا انها ارتفعت ولم تنخفض.
سادسا: لدي معلومات شخصية تستند على علاقاتي الوثيقة جدا بالبنوك الأمريكية حيث أكد مسؤولوها عدم صحة أي من ادعاءات السحوبات التي تتناولها بعض وسائل الاعلام.
سابعا: استنكر المستثمرون السعوديون خلال اجتماعات معهم في مدينة «كان» بجنوب فرنسا هذه الشائعات مؤكدين استمرارية استثمارهم في الولايات المتحدة الامريكية.
ثامنا: ادعت صحيفة فاينانشال تايمز Financial Times انها استندت في روايتها على مصدر وهو امر غير مقنع البتة، لأن خبراً اقتصادياً بهذا الحجم يجب ان يكون مصدره مطلعاً وعلى مستوى الن غرينسبان Allen Greenspan رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة الامريكية أو السيد بول أونيل Paul O,Neill وزير المالية الأمريكي.
|
