حملت معها هواجس.. ظنون.. اقتلعت من تربة أرضي بعض حبيبات الماضي افقت حيث ضوء القمر يتحرك النخيل في شموخ يرفض الخضوع..
حينها فركت عيني علي أزيح بعضاً من الأتربة التي تراكمت على أهدابي، أجد ان الجميع قد هرب إلى حيث يريد.. ولكن من يبقى هنا لينقذ من ضلت به الطرق!!
من انكسر بداخله شموخ الشباب!!
من بقيت في زاوية العزلة لاتنبس شفاهها إلا بذكر الله!!
رأيتها تحمل مفاتيح عزلتها تخشى ان تسقط منها ثم لاتجد يداً حانية تنشلها من ضياعها.. هل هذه المفاتيح وحدها تحتضن جسدها الهزيل.. وتشعرها بطعم الامان؟؟
عدت أقلب امتعتي المتساقطة لوحة صغيرة أريد أكمالها ولكن لم تكتمل بعد!
بل اختلطت الالوان بالتراب وامتزجت بألوان القلوب التي قد تراكمت عليها عواصف القسوة، نهضت مسرعة إلى حيث الاجساد المنهكة.. اردت ان أقدم لهم شيئا يسيرا من ضوء الحب يضيء مساحات حياتهم البائسة بحثت هنا وهناك فلم أجد سوى السراب..قلبت امتعتي وجدت فيها صورة امراة بلا ملامح.. اخذت أعيد النظر اتأمل لوحة فارغة.
تعود العاصفة من جديد تقتلع أشجار الامل تعبث بحبيبات الامان تحرك شواطىء من لهيب في عيني.. يتساقط منها جمر ملتهب من دموع تبلل الألوان،تنغمس ريشة اناملي تجدد اللوحة ترسم قلوبا مضيئة.. تعلق عليها مصابيح تشع في زوايا مظلمة قد ابتلعتها خطوات النسيان الارض مبللة بقطرات البلور، ضوء الشمس ينير امتعة متناثرة.. حقيبة قد حملت بكف مرتجفه.. سقطت.. اخفت العاصفة ملامحها.. لتترك في الارض وطنه اقدام قد امتزجت بلون الشفق وغادرت ارض الامان إلى غير رجعة!!
على اغصان جافة مفاتيح معلقة قد تشبعت بالصدأ تتدلى منها سلسلة قد حكمت في قماش أسود..
أعلقه في مصابيح الضوء على ذلك الجسد يعود.. بحثت عنها فلم اجد الاصوات الحقيقة.. يعيد رسم امراة قد احيطت بها اكف متشققة جردتها من طعم السعادة اطعمتها علقم العزلة والوحدة الموجهة.
عاد الجميع إلى مخبئه وأمتصت قلوبهم ضوء الأمان بقيت هنا أعيد رسم الملامح تحديد الطرق المتعرجة طاشت الالوان.. تمزقت الاوراق.. عادت العاصفة تحرك ما تبقى من لحظة واحدة للأمان.
|