يشدني دائماً إلى كتاباته التوثيقية (البيبلوجرافيا) الأستاذ خالد بن أحمد اليوسف، لعنايته الجيدة والتخصصية في متابعة الابداعات والاصدارات الأدبية والثقافية وغيرها من أصناف النشر.
وآخر ما قرأت له في هذا المجال مقاله الذي تناول فيه (الإبداع الشعري النسائي في المملكة العربية السعودية).
وقد نشر مقاله المشار إليه في «الجزيرة» العدد 10329 وتاريخ 13 شوال عام 1421هـ بمناسبة معرض الانتاج الفكري للمرأة السعودية الذي نظمته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
***
وأنا أعرف الأستاذ خالد اليوسف منذ زمن بعيد، حيث كان من رواد النادي الأدبي بالرياض، ومن الذين يحضرون بعض نشاطاته الثقافية، ومنها (الاثنينية) وقد تعاون معنا ووثق بعض مطبوعات النادي.. ومنها مجلتاه (قوافل) و(الأدبية).
والذي لفت نظري لهذا المقال التوثيقي الجيد أنه يتحدث عن الابداع الشعري لشاعرات المملكة.
ولا شك أن إطلاق صفة «الإبداع» التي حكم بها الكاتب على جميع شعر هؤلاء النسوة هو من إطلاق الكل وإرادة الجزء، وهو جائز في لغة العرب.
وإلا فالإبداع بمعناه اللغوي لا يتأتى - غالباً - في شعر المرحلة الأولى للشاعر والشاعرة.
ويرى اليوسف أن ما صدر من دواوين شعرية نسوية خلال العقود الأربعة الماضية «لا يمثل حركتنا الشعرية النسائية، لأنه أقل بكثير من العطاء المنشور والمقروء على المنابر والمسموع عبر وسائل الإعلام».
والذي أعرفه من خلال قراءتي ومتابعتي لما ينشر من الشعر النسوي إلى جانب شعر الرجال وهو الأكثر، أن (السبعة والأربعين مدخلاً - أي إصداراً - لثلاثين شاعرة فقط) - ليس قليلاً بالنسبة لشاعرات، فنحن الجيل الأكبر سناً من خالد اليوسف، كنا نتطلع إلى أن تلد بلادنا - المملكة العربية السعودية - وهي البلاد (الشاعرة) شاعرات يثبتن وجودهن الشعري إلى جانب الرجال، ولكننا في ذلك الماضي يتعبنا التلفت يمنة ويسرة بحثاً عن موهوبات يشاركن الرجال بالصوت الندي شعراً.. فلا نجد إلا قليلاً.
وليست قلة الشاعرات غريبة في تاريخ العرب الطويل.. فمنذ العهد الجاهلي، مروراً بعصور الحضارة والترف - وهي من بواعث الشعر لدى النساء - لا توجد لهن كثرة عددية يمكن مقارنتها بالشعراء الرجال.
وكذلك لا توجد لهن إبداعات تقارن بإبداعات الرجال، وأعرف أن هذا القول سيغضب عليَّ بعضهن.. ولكن العاقلات سيفكرن في هذا.. ومن ثم الاعتراف بهذه الحقيقة، والتاريخ الأدبي هو الشاهد والحكم.
وفي ظنِّي أن العدد الذي ذكره خالد اليوسف فيه غنية عن الكثرة التي يتحسر على عدم صدورها. ولا أقصد أن نكتفي بما صدر، فهذا ليس مراداً وإنما المهم أن يكون ما يصدر على مستوى راقٍ، ولو نسبياً، مضموناً فكرياً، وجودة فنية.أما الإصدارات التي تخرج، وهي تنام على خواء فكري، وهزال لغوي، أو تشكيل نثري، يسميه المتشاعرون، الشعر المنثور، فهذا النوع وجوده وعدمه سواء. بل ربما كان عدمه أسلم وأحكم للذائقة الفنية، لدى القراء.ولا شك أن عدداً من الشاعرات السعوديات، واللاتي اطّلعت على نتاجهن هنَّ صاحبات موهبة شعرية في الشعر الأصيل، والشعر التفعيلي القائم على الموسيقى كحد فاصل بين الشعر والنثر.
وقد قرأت في السنوات الماضية شعراً جيداً قمنا بإصداره من قِبَل النادي الأدبي بالرياض، وقبل ذلك - كما بعده - قرأت شعراً رائعاً لعدد من الشاعرات أذكر منهن - على سبيل المثال - ثريا العريِّض، أشجان الهندي، سلوى خميس، لؤلؤة قارئ، هدى الدغفق، وغيرهن..وفيما يلي أسرد أسماء الشاعرات اللاتي ذكرهن خالد اليوسف، من باب التذكير بأسمائهن حسبما جاء في المقال التوثيقي، لكن وفق الاسم الأول.
مريم بغدادي، لولو بقشان، زينب حفني، هيام حماد، فوزية أبو خالد، سارة الخثلان، سلوى خميس، إيمان الدباغ، هدى الدغفق، عزة رشاد، هدى الرفاعي، سلطانة السديري، مشاعل عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، نجلاء أحمد السويل، عزة فؤاد شاكر، مريم شرف الدين، سارة الصافي، ثريا العريِّض، غادة الصحراء (اسم مستعار وقد كتبت دراسة عن ديوانها شميم العرار في أحد كتبي)، ثريا قابل، لطيفة قارئ، بديعة كشغري، نورة المحيميد، شريفة أبو مريفة (وقد كتبت مقدمته وطبعناه في النادي) رقية ناظر، أشجان الهندي، رقية اليعقوب).
اللهم زد وبارك واجعل التوفيق والسداد والصلاح حليف الجميع.
الناسوخ: 2088471 |