Tuesday 10th September,200210939العددالثلاثاء 3 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الحقيقة.. شمس!! الحقيقة.. شمس!!
تقدير الذات!!
رجاء العتيبي

هناك الكثير الذي يمكن ان تقدمه الأسرة من أجل المزيد من فهم الذات وتقديرها.. ومن أجل الارتقاء بها الى مستويات مثالية.. ولكن......!!ولا يمكن للأسرة ان تقدم فردا سويا قليل المشكلات النفسية مالم تعط لأفرادها فرصاً كبيرة من أجل حرية الانفعالات وإبداء وجهات النظر، ومناقشة القضايا بشفافية.إن أخطر شيء في الأسرة ان توحي لصغارها سلبا انهم غير قادرين على الاعتماد على انفسهم.. وان الكبار يمكن ان يكفوهم العناء، ويقدموا لهم كل شيء جاهزا.. ليس خدمة للصغار وانما لأن الصغار.. «صغار» على الاعتماد على ذواتهم وانهم اسهل في ان يتورطوا في حبائل المخادعين.هذه الفكرة السلبية مهدت لحماية صارمة على الصغار وهيمنة اسرية شاملة على كيانهم.. بهدف حمايتهم من شوائب الدنيا.. ولكن اهداف هذا العمل النبيلة لاتبرر هذا السلوك غير الحكيم الذي يلغي شخصيات الصغار والمراهقين والراشدين.بهذه الوصاية الزائدة قليلا.. بات الصغار لايقدرون على التحكم في ممتلكاتهم الخاصة.. واذا فعل احد منهم و«تهور».. كأن باع سيارته مثلا بقرار ذاتي.. جوبه من كبار الاسرة بشتى انواع التأنيب ووصف ب«الخبل».. وأن الناس «لعبوا» عليه.. وربما تطور الأمر عند بعض الأسر الى استرجاع السيارة المباعة، وربما جوبه بالقمع وربما عوقب بالضرب او السخرية وربما منع من تحمل اي مسؤولية مستقبلا.أوه.. ماهذه الربكة؟ كل هذا من أجل سيارة بيعت باجتهاد شخصي؟ ألهذه الدرجة الابن في الاسرة قاصر عن اتخاذ قرار؟ ماذا ستفيده الحماية وهو يخرج للدنيا ويخطو اولى خطواته الحقيقية متنقلا بين صفائها وشوائبها؟ كيف سيتعامل مع الناس وقد حذرته الاسرة منهم؟ كيف سيتخذ قراراً ما، وهو لم يتعلم في الاسرة اتخاذ القرارات؟ كيف سيقول للناس «ها أنا ذا».. وهو في الاسرة لم ير نفسه الا من خلال كبارها؟مستوى نظرة الفرد الى ذاته.. هي التي تحدد نوع التربية التي تلقاها في الاسرة!!! أليس كذلك؟

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved