رائع ان يكتب الكاتب في الأشياء ذات الصلة بمستقبلنا الرياضي.. ويلقي الأضواء على التشريعات الجديدة بالاعتراض او بالايجاب وفق تقديره الشخصي.. ومن زاوية إلمامه بالذي جد..
ورائع أيضاً ان يتفاعل الكاتب الرياضي مع الأحداث.. ويضع بين يدي المسؤولين عصارة تجاربه على أمل ان يكون فيها ما يفيد، قد تتضمنه كتاباته من أفكار حية شابة.
ورائع للمرة الثالثة.. بل أكثر من رائع تجاوب رعاية الشباب في الآونة الأخيرة مع بعض الكتابات التي تستأنس لها بتوجيه الشكر والتقدير أو التوجيه إذا كان موقف الرعاية العكس من ذلك!..
هذه مقدمة قصيرة لا بأس ان تكون مدخلا للموضوع الذي أردت مناقشته لهذا الأسبوع.
وهو موضوع النقاش الذي جرى ومازال بين رعاية الشباب وبعض الكتاب حول نظام الترخيص للأندية، بعد ان تصدى هولاء بالنقد والتحليل، وقيام رعاية الشباب بالدفاع عنه باعتبارها الجهة التي صدر النظام عنها!..
أنا شخصياً.. ومن حيث المبدأ فقط.. أرى ان النقد السليم يجب ان يأتي بعد التجربة.. خاصة إذا كان المنقود حدثاً جديداً.. كالأنظمة التي سنتها الرعاية للأندية التي تريد البقاء في محاولة للترقيع لنعومة الأنظمة السابقة.. وسهولتها في ارتفاع نسبة عدد الأندية في بلادنا سنة بعد أخرى، مع ان الموجودة حالياً نفسها لم توفر بعد عوامل اكتمال شخصيتها كأندية لها كيانها.. فكيف بالأندية التي قد تتقدم بطلبات لتسجيلها فيما لو استمر الأخذ بالنظام السابق!؟..
ومن هنا.. فأنا لا أتفق مع الذين تناولوا النظام بالدراسة والتحليل.. وألمحوا إلى ارتياحهم لجزء من النظام..
وعدم اتفاقهم في الرأي مع الرعاية في الجزء الآخر منه للأسباب التقديرية التي اعتمدوا في نقاشهم عليها شأنهم في ذلك شأن الرعاية في اجتهادها في وضع الخطة الجديدة على أمل ان تكون أكثر تأثيراً في تغيير خط سير الأندية في بلادنا..
وكنت أفضل كثيراً كي تتضاعف فوائد النقاش لو تأخر إلى ما بعد انتهاء الشهور الثلاثة الأولى بعد صدور القرار على الأقل لنعرف مدى صلاحية النظام بمعرفة عدد الأندية التي ستنفذ مواده.. ومن ستشملها حرية البقاء كأندية ترتبط برعاية الشباب..
وكما أرى هذا بالنسبة للكتابات التي تعرضت لنظام الترخيص..
لست أدري لماذا لا تكون كلمة الرعاية أيضاً فيما نشر وينشر على أعمدة الصحف عن نظامها بعد ان تمر على صدوره فترة كافية لاقناع الرعاية نفسها بسلامة نظامها، على اعتبار ان تطبيق النظام سوف يكشف للرعاية مآخذ ونواقص لن تكتمل إلا بالتعديل في العام التالي..
رعاية الشباب وضعت أنظمة بغية تطوير الرياضة في تطوير الأندية..
وازاء هذا فهي كسلطة تملك حق الزام الأندية لتطبيقها أو حلها إذا لم تقم بتنفيذها.. ولكنها لا تملك أحقية الاصرار على صلاحية نظامها وتخطئة آراء الآخرين فيه..
السبب انها عندما تفعل ذلك معناه انكار أي فكرة جديدة تخالف ما أثارته الرعاية..
إن رعاية الشباب سوف تجد مستقبلاً قيمة كبيرة لكل رأي هي اليوم تنكره.. وان الكتاب الذين أعطوا من الآراء والأفكار أكثرها هم دون شك قد كتبوا باخلاص.. وتعرضوا لنقاط حساسة.. لكنهم «وهذا شيء مؤكد» سوف تكون نظرتهم للبعض مما كتب بأقلامهم مخالفة لواقعها..
بل سوف ينكرون على أنفسهم تلك النظرة للنظام بعد ان يتجسد أمامهم من خلال الأخذ به.. وتنفيذ مقتضاه..
* إن النظام لا يخلو من الصواب!!
* إن النظام لا يسلم من الخطأ!!
وان نقده الآن سابق لأوانه..
ورد رعاية الشباب أو تعقيبها على أي رأي فيه ربما ناقض أفكارها عليه..
وإزاء هذا يجب التريث بالنقد للنظام من جانب الكتاب..
والانتظار بالتعقيب عليه من جانب الرعاية إلى حين موعد النقد.. وزمن التعقيب..
|